
أثارت تصريحات رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل موجة غضب واستنكار وتهكم واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر الترند بعد حديثه عن انتصارات حماس وخسائر إسرائيل في الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر.
وأعاد الناشطون على الشبكات الاجتماعية نشر مقاطع فيديو تضمنت تصريحاته، المستهجنة بالنسبة لهم والتي بدت منفصلة عن الواقع تناولت انتصارات وبطولات ومكاسب، بينما الفلسطينيون في قطاع غزة يعانون الويلات وسط الدمار والمأساة.
وجاء في كلمة مشعل “سيظل الطوفان نقطة سوداء في تاريخ هذا الكيان، ومبشّرة ومنذرة بزواله عما قريب بإذن الله”، وأشار إلى أن “قوى المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، قدمت في هذه الملحمة خيرة رجالها وقادتها الكبار، وعلى رأسهم رئيسها إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري”.
وأضاف أن “طوفان الأقصى يمثل مرحلة جديدة ونقلة كبيرة في الصراع” وأنه “أعاد الكيان الصهيوني إلى نقطة الصفر، فأصبح يعيش حرب وجود، حيث اهتزت ثقته بنفسه وتدمرت نفسيته، حتى الشارع الصهيوني فقد الثقة بنفسه”.
وحاول بعض الناشطين استيعاب كلمات مشعل التي تتحدث عن الانتصارات وحاولوا البحث عنها على أرض الواقع غير أنهم لم يجدوا لها أثرا، وجاء في تعليق:
Goa_200@
مادري وش مفهوم النصر عند خالد مشعل!.. ممكن أنا ما افهم! فهموني! النصر بمقتل 700 جندي إسرائيلي وإصابة 5000 مقابل 42 ألف فلسطيني وتهديم البيوت وتشريد العوائل الغزاوية مع مقتل إسماعيل هنية في إيران! إذا هذا النصر وش الهزيمة!
ومن أكثر الجوانب التي استوقفت الناشطين هو حديث استهانة مشعل بالخسائر الفلسطينية، حيث قال “إن الحركة قدمت رئيسها والعديد من كوادرها ومجاهديها شهداء فداء للقدس والأرض، ودفعنا أثمانا باهظة خلال معركة الطوفان، لكن خسائرنا كانت تكتيكية، في حين كانت خسائر العدو إستراتيجية”.
وعلق ناشط:
وقال آخر:
ووجّه رئيس حركة حماس في الخارج التحية “لكل من ناصر غزة بالسلاح، وخاصة في لبنان وإيران واليمن والعراق، وعلى رأسهم حسن نصرالله”، وشدد على أن الإسرائيليين يعتبرون أن حماس انتصرت. ولفت إلى أن هذا الهجوم أظهر صورة إسرائيل على حقيقتها أمام العالم، و”عكس إبداع المقاومة” وفق تعبيره.
وأعرب البعض عن عدم ثقتهم بما تقوله حماس وقياديوها، وقال أحدهم:
وعلق آخر:
وجاء في تغريدة:
xxxzzz2599@
صحيح انتصرت إسرائيل ودمرت غزة وأهلكت الحرث والنسل والسبب عصابة خالد مشعل التي تعمل لصالحها وصالح إيران. إسرائيل المستفيد من ذلك.
ووجه مشعل الشكر إلى لبنان والعراق واليمن وكل من قدم الدعم والمساندة لمعركة طوفان الأقصى، مشيرا إلى أن “طوفان الأقصى حققت الكثير خلال عام مما لم يتحقق سابقا، وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ودمرت صورة الكيان الصهيوني أمام العالم وكشفت حقيقته”.
وكتب ناشط ردا على هذه التصريحات، قائلا:
وأضاف آخر:
واعتبر ناشطون أن دعوات مشعل التحريضية تثير الفوضى، حيث عم الإضراب الشامل مخيم البقعة في الأردن الاثنين بمناسبة الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر.
وجاء الإضراب تلبية لدعوة من لجنة تنسيق العمل الشعبي في مخيم البقعة. وأظهرت المحال التجارية التزاما كبيرا بدعوة الإضراب “في أعظم أيام مجابهة العدو” تحت مسمى “إضراب الكرامة”.
وكانت دعت اللجنة إلى يوم إضراب شامل لجميع مناحي الحياة باستثناء القطاع الصحي في مخيم البقعة إسنادا “للمقاومة” فيما تحدث البعض عن أعمال تخريبية:
msgalghamdi@
بناء على تعليمات #خالد_مشعل وأمين عام جبهة العمل الإسلامي في الأردن وبمناسبة السابع من أكتوبر.
سكان #مخيم_البقعة الموجود غرب #عمان على طرق الشمال في #الأردن
يقومون بتعطيل حركة السير ورمي السيارات بالحجارة.
هذا عمل قذر يهدد الأمن ويضر بالممتلكات الخاصة والعامة.
وشنّت حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 هجوما على جنوب إسرائيل، هو الأكبر منذ إقامة الدولة العبرية عام 1948. وأسفر الهجوم عن مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدّتها “وكالة الصحافة الفرنسية”، استنادا إلى أرقام إسرائيلية، بما يشمل الرهائن الذين قُتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة.
ورغم الانتقادات التي يواجهها مشعل إلا أنه يكرر نفس الخطابات في جميع المناسبات، حيث أكد في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” في سبتمبر الماضي، أن الحركة تفوز بالحرب وستلعب دورا حاسما في مستقبل غزة.
وأضاف أن “حماس لها اليد العليا، لقد ظلت صامدة، وأدخلت الجيش الإسرائيلي في حالة من الاستنزاف”.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن التعليقات التي أدلى بها مشعل (68 عاما)، في المقابلة التي استمرت ساعتين في غرفة المعيشة بمنزله في الدوحة، قدمت رؤى نادرة في تفكير مسؤولي حماس.
وفي المقابلة، أوضح مشعل أن مسؤولي حماس ليسوا على عجلة من أمرهم لإبرام وقف إطلاق النار مع إسرائيل بأي ثمن، ولن يتخلوا عن مطالبهم الرئيسية لإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل.
وقال مشعل “لم تكن الرؤية الإسرائيلية – الأميركية تتحدث عن اليوم التالي للحرب، بل عن اليوم التالي لحماس”.
وعلى الرغم من الخسائر الهائلة التي تكبدتها حماس، بما في ذلك مقتل العديد من كبار القادة على يد إسرائيل، قال مشعل إنه واثق من أن الحركة سوف تلعب دورا مهيمنا في غزة بعد الحرب، رافضا المقترحات الأميركية والإسرائيلية البديلة لإدارة القطاع من دون حماس. وقال “لقد أصبحت كل أوهامهم بشأن ملء الفراغ وراءنا”.
العرب