إيران تُحول الأراضي السورية إلى حقل تجارب لصواريخها... ما القصة؟

إيران تُحول الأراضي السورية إلى حقل تجارب لصواريخها... ما القصة؟


13/08/2022

في انتهاك جديد لسيادة الأراضي العربية السورية، أجرى الحرس الثوري الإيراني تجارب حية لعدد من الصواريخ المتوسطة المدى التي انتهى من تصنيعها تحت إشراف خبراء إيرانيين، شرقي محافظة دير الزور.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر، ضمن منطقة غرب الفرات "المحمية الإيرانية على الأراضي السورية"، قولها: إنّ ميليشيات الحرس الثوري الإيراني عمدت خلال الساعات الفائتة إلى إجراء تجارب حية على صواريخ متوسطة المدى وراجمات صواريخ إيرانية الصنع، حيث قامت بنصب الراجمات ضمن بادية الميادين شرقي دير الزور، وأطلقت عدداً من الصواريخ بشكل عشوائي باتجاه البادية، وقد سُمع دوي انفجارات عدة في المنطقة.

أجرى الحرس الثوري الإيراني تجارب حية لعدد من الصواريخ المتوسطة المدى التي انتهى من تصنيعها شرقي دير الزور

ووفقاً للمصادر، فإنّ الصواريخ والراجمات هذه تم تصنيعها في مراكز تصنيع للسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية بإشراف خبراء من الجنسية الإيرانية، وذلك بأطراف الميادين شرقي دير الزور، في إطار استمرار الجانب الإيراني باستباحة الأراضي السورية لمصالحه.

وفي الـ 17 من تموز (يوليو) الماضي، أشار المرصد إلى أنّ الميليشيات الموالية لإيران، المتواجدة في منطقة المزارع ببادية الميادين بريف ديرالزور الشرقي، قامت باختبار طائرات مسيّرة إيرانية الصنع تحمل اسم (أبابيل 3)، وقد تمّ إقلاعها من منطقة المزارع ببادية الميادين والتحليق باتجاه البادية وضرب عدة أهداف بالذخيرة الحية.

ودأبت إيران، عبر الأذرع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، على التدخل في شأن الجمهورية العربية السورية، ضمن أجندة لتوسيع نفوذها في المنطقة العربية. ولم يكن التدخل الإيراني حديثاً، وفقاً لمراقبين، فقد تم في إطار استراتيجية إيرانية بدأت قبل أكثر من (40) عاماً مع بدء نظام الأسد الأب ونظام الملالي علاقاتهما عام 1979؛ ممّا فتح أبواب سوريا على وسعها لتدخلات إيرانية متعددة المجالات والمستويات، واشتغل الإيرانيون عبر مؤسسات رسمية ودينية وشخصيات في كلّ ما استطاعوا من شؤون سياسية واقتصادية وثقافية، من دون أن يغفلوا عن الاهتمام بالمجالات الأمنية والعسكرية.

المرصد: الصواريخ والراجمات تم تصنيعها في مراكز تصنيع للسلاح تابعة للميليشيات الإيرانية بأطراف الميادين شرقي دير الزور

ولم تقتصر تدخلاتهم على المستوى الرسمي في علاقاتهم مع كبار المسؤولين والمؤسسات الرسمية، بل شملت النخبة السورية في قطاعاتها وصولاً إلى الأوساط الشعبية، وعكست تدخلات إيران في سوريا شكل القبضة الناعمة لطموحات إيران في التمدد الإقليمي، الذي أخذ أشكالاً عنيفة في بلدان المنطقة، كانت بين أسباب حرب الـ (8) أعوام بين إيران والعراق 1980 - 1988.

وقد رفعت ثورة السوريين مستويات التدخل الإيراني في سوريا ووسعتها إلى أبعد الحدود، ولم يقتصر التدخل على إيران، بل شمل دفع ميليشيات من أفغانستان والعراق و"حزب الله" من لبنان، تخضع لأوامر طهران، للمجيء والقتال في سوريا، ورغم أنّ دور الميليشيات تركز في الجانب الميداني، فإنّه ساهم في خدمة التدخل الإيراني في جوانب أخرى، وساند المهمات التي قامت بها القوى العسكرية والأمنية، التي كانت واجهة إيران الأبرز في الأعوام الـ (10) الأخيرة في سوريا.

 

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية