ما وراء زيارة الرئيس هادي للإمارات؟

الإمارات واليمن

ما وراء زيارة الرئيس هادي للإمارات؟


12/06/2018

توجّه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، صباح اليوم، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ تلبية لدعوة من الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية على موقعها الإلكتروني أنّ الزيارة ستتناول العلاقات الأخوية بين اليمن ودولة الإمارات، والجهود المشتركة في إطار تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، والتطورات المتعلقة بتكثيف الجهود لتحرير باقي المناطق اليمنية، التي لاتزال ترزح تحت سيطرة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وكذلك جهود استتباب الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وتمكين أجهزة الدولة من إدارة تلك المناطق .

حراك دبلوماسي يمني-إماراتي

وكان الرئيس هادي استقبل مساء أمس بمقر إقامته بمكة المكرمة وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بحضور مدير مكتب الرئاسة اليمنية، عبدالله العليمي، وسفير الإمارات لدى السعودية، الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك.

وقد شهدت الأيام الماضية حراكاً وتواصلاً دبلوماسياً يمنياً-إماراتياً مثمراً؛ حيث كان الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، قد التقى في أبوظبي بداية هذا الشهر، نظيره اليمني أحمد الميسري، وتم خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والشرطية، وسبل تدعيم التعاون القائم بين البلدين الشقيقين.

الزيارة ستتناول العلاقات الأخوية بين اليمن والإمارات والجهود المشتركة في إطار تحالف دعم الشرعية

وأضاف الميسري في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) لدى عودته للعاصمة المؤقتة عدن "تم الاتفاق على مجمل القضايا المتعلقة بالملف الأمني، والسير في اتجاه الشراكة في الأداء الأمني بما يخدم مصلحة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، ويؤدي الهدف الذي من أجله دعم التحالف العربي قيادة اليمن الشرعية". وأشار وزير الداخلية اليمني، وفق صحيفة "البيان" الإماراتية، السبت الماضي، إلى أنّ دولة الإمارات تعمل على تقديم أوجه الدعم اللازم والمفتوح للأجهزة الأمنية المختلفة في المحافظات المحررة؛ عبر وزارة الداخلية وترميم منشآتها ومقراتها الأمنية التي تضررت جراء الحرب. وأضاف الوزير اليمني "سيشهد أبناء الوطن واقعاً ملموساً على الأرض في المناطق المحررة وفق خطة زمنية أعدت لذلك".

شهدت الأيام الماضية حراكاً وتواصلاً دبلوماسياً يمنياً-إماراتياً مثمراً

جبهات الساحل الغربي

وكانت المقاومة الشعبية المشتركة قد تمكنت من دحر ميليشيا الحوثي من مواقع عدة شرقي مدينة الحديدة، التي تدخل معركة تحريرها مرحلة حاسمة؛ حيث حطمت مدفعية التحالف العربي- بمشاركة وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية- تحصينات الميليشيا في مديريات الجراحي والتحيتا وبيت الفقيه، في وقت أعلن التحالف العربي عن ضبط خمسة آلاف جواز سفر مزور كان مخصصاً لتهريب قيادات حوثية، كما أفادت صحيفة "البيان" الإماراتية اليوم.

تمكنت المقاومة الشعبية المشتركة  من دحر ميليشيا الحوثي من مواقع عدة شرقي مدينة الحديدة

وقد نجحت قوات المقاومة اليمنية في تأمين الخط الساحلي الممتد من الخوخة، وصولاً إلى مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، وسط استمرار عمليات تطهير مراكز مديرية التحيتا وزبيد وبيت الفقيه والمناطق الشرقية المحازية للشريط الساحلي من عناصر ميليشيات الحوثي، ضمن الاستعدادات المكثفة لتحرير مدينة الحديدة، لتتلقى بذلك عناصر الانقلابيين ضربات قاصمة في جبهات الساحل الغربي وخسائر بشرية وميدانية كبيرة أربكت صفوفها.

الحوثيون يطاردون مسلحيهم الفارين من المعسكرات

وفي صنعاء، أطلقت ميليشيات الحوثيين أمس، حملة واسعة لمطاردة مسلحيها الفارين من المعسكرات والرافضين القتال في صفوفها، من أجل إرسالهم إلى جبهة الساحل الغربي التي تتكبد فيها خسائر فادحة، وفق ما أوردت صحيفة "الحياة" اليوم. وأوضح أحد المسؤولين في صنعاء أنّ الحوثيين طلبوا منه "حصر العسكريين الموجودين في الحي الذي يتولى مسؤوليته"، مشيراً إلى أنّ رفاقاً له في العاصمة "تلقوا الأوامر ذاتها". وأكد أنّ قياديين في الجماعة "أبلغوهم ضرورة تحضير مقاتلين لإرسالهم إلى الحديدة (غرب)"، وفقاً لما نشرته "قناة العربية".

وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو: نتابع عن كثب الوضع قرب مدينة الحديدة الساحلية

تأنٍ وتحديات أمام تحرير الحديدة

وفي سياق متصل، دعت واشنطن، أمس، الأطراف اليمنيين إلى العمل مع الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في البلد. وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيان إنّ "بلاده تتابع عن كثب الوضع قرب مدينة الحديدة الساحلية"، وأنه "تحدث مع قياديين إماراتيين" في هذا الخصوص. وذكر بومبيو أنّه أجرى اتصالات مع القادة في الإمارات للاطلاع على تطورات الوضع في الحديدة، التي تستعد قوات تابعة للحكومة اليمنية بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية لاستعادتها من الحوثيين. وقال الوزير الأمريكي، كما نقلت قناة "الحرة" أمس إنّ الولايات المتحدة تراقب عن كثب التطورات هناك، مشيراً إلى أنه عبر للإماراتيين عن رغبة واشنطن في أن تعالج أبوظبي مخاوفها، وتحافظ في الوقت ذاته على تدفق المساعدات الإنسانية والواردات التجارية الضرورية للحياة.

من جهته، قرر مجلس الأمن الدولي أمس إرسال بعثة إلى اليمن برئاسة مبعوث الأمم المتحدة إلى هذا البلد، مارتن غريفيث، في مسعى للوقوف على حقيقة الوضع العسكري قبالة ميناء الحديدة. وكان غريفيث قال في تصريحات للصحافيين "آمل بأن نجد سبيلاً لتجنب المواجهة العسكرية في الحديدة"، في إشارة إلى اقتراح أممي قٌدّم إلى الحوثيين لتسليم الميناء إلى الأمم المتحدة وتحاشي مواجهة عسكرية لتحرير الميناء من المليشيا الانقلابية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية