إيران تسير قدماً في مشروعها لبسط نفوذها على دول المنطقة

إيران تسير قدماً في مشروعها لبسط نفوذها على دول المنطقة


06/02/2018

إيران تنتهج سياسة إمبريالية تدريجية تهدف إلى بسط نفوذها على دول المنطقة.

نشرت صحيفة ناشونال بوست الكندية مقالة للكاتب والمؤلف الكندي “روبرت فولفورد” يتحدث فيها عن سياسات إيران التوسعية في منطقة الشرق الأوسط. يقول الكاتب إن إيران تنتهج سياسة إمبريالية تدريجية تهدف إلى بسط نفوذها على دول المنطقة من خلال إقحام الشيعة في مواقع دينية في الدول العربية ذات الأغلبية السنية. ووفقًا للكاتب، فإن طهران ترفع شعار “تقرير هوية الشرق الأوسط من خلال الصحوة الشيعية من جهة، والاستجابة السنية لها من جهة أخرى”.

من الأحداث الملحّة حقًا في الوقت الحاضر محاولات إيران التوسعية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تجري توسعها شيئًا فشيئًا وبشكل تدريجي وعلى مراحل متعددة. الإيرانيون نادرًا ما يعترفون بهذه الحقيقة، إلا أن طهران تتبع مسارًا إمبرياليًا يهدف بوضوح إلى جعلها أقوى دولة في المنطقة.

لقد عملت إيران بمساعدة روسيا على تدمير قوى المعارضة في سوريا، الأمر الذي أنقذ موقف بشار الأسد سياسيًا بعد أن كان مهددًا بالانقراض، وربما أنقذ حياته الشخصية كذلك، في حين تحوّل نضاله الخاسر ضد شعبه إلى انتصار فاسد بمساعدة الجهات الأجنبية. هذا الانتصار المنحرف الذي حصل بتعاون مع الدكتاتوريين يمنح إيران مكافئة مطلقة بالحصول على مقعد في سوريا الجديدة، وهذه فرصة سانحة لم تتردد إيران باقتناصها.

الوجود الإيراني في سوريا في تزايد مستمر، وحسب تقدير الوكالات الاستخبارية فإن أعداد الميليشيات الشيعية في سوريا تحت القيادة الإيرانية تصل إلى عشرات الآلاف. وفي الوقت ذاته، يحافظ الإيرانيون على دورهم القيادي في لبنان؛ فهم من يملكون ويديرون منظمة “حزب الله” الإرهابية التي تترأس بدورها ميليشيا ذات نفوذ في البرلمان اللبناني. كما ويتمتع تنظيم حزب الله الإيراني بمكانة رائدة في مجلس الوزراء اللبناني، الأمر الذي يجعله النظام الحكومي الأكثر غرابة على مستوى العالم.

تقدّم إيران كذلك الرعاية والدعم الكاملين للمتمردين الحوثيين الذين بدأوا الحرب في اليمن وجلبوا البؤس الكبير لهذا البلد الفقير أصلًا. أما تنظيم حزب الله فيتولى تدريب الحوثيين في جميع المجالات، لذا ظهرت السعودية إلى المشهد لتقاتل الحوثيين في حرب بالوكالة مع إيران. وحتى لو تراجع الحوثيون في حربهم فهذا لن يثني الإيرانيين عن المضي قدمًا في مشروعهم التوسعي في منطقة الشرق الأوسط.

وفي إطار سياساتها التوسعية، تقوم إيران بإقحام الشيعة في مختلف الدول ذات الأغلبية السنية، الأمر الذي يمنح النفوذ السياسي والمالي للمتدينين الموالين لطهران. إيران تصبغ سياساتها الإمبريالية بمبررات دينية وذرائع طائفية كونها تضم أكبر كتلة شيعية في المنطقة.

وفي أماكن أخرى من الشرق الأوسط، فإن الغالبية السنية على الجانب الآخر في انقسام دائم عن الطائفة الشيعية. صحيح أن بعض الشيعة يتعرضون للاضطهاد في بعض الأحيان، إلا أن العدوان الإيراني جلب طاقة جديدة لهذا النزاع السني الشيعي. ومنذ ظهور الطائفة الشيعية في القرن السابع الميلادي، لم يكن أتباعها مريحون في العالم السني، وقد تنبأ الأكاديمي الإيراني “فالي نصر” في كتابه “الصحوة الشيعية” بأن يتم تقرير هوية الشرق الأوسط في بوتقة “النهضة الشيعية والاستجابة السنية لها”.

لقد ازدادت مخاوف الشرق الأوسط بعد أن أصبح مكانًا أكثر خطورة في السنوات الأخيرة. وهو بحاجة الآن إلى قوة دولية لحل تعقيداته العميقة. كان بإمكان الولايات المتحدة أن تنجز هذه المهمة إلا أن النزاعات الداخلية جعلت الأمريكيين عاجزين عن القيام بها. والأمم المتحدة كذلك فقدت نفوذها، والاتحاد الأوروبي لم يعد يمارس تأثيره كما كان معهودًا به برغم بعض الجهود النبيلة. لقد أصبح التفكير بالشرق الأوسط أمرًا مؤلمًا في ظل غياب القوى العالمية.

عن"كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية