أخيراً.. السينما في السعودية

أخيراً.. السينما في السعودية


18/12/2017

القارئ قد لا تُشبعه قراءة رواية كي يعيش تفاصيلها وأدواتها منذ البداية مرورا بأدوار الشخصيات وتفاصيل أحداثها وحبكتها وكيف هي نهاية تلك الرواية هل كان لها سلسلة متتابعة يمر بها القارئ قبل إقفال الرواية والتي لا سيما بأن يكون إدراكه لها صعبًا بالقراءة على الورق.

بعد أن تتحوَّل رواية أو قصة من وحي خيال كاتبٍ إلى إنتاج سينمائي يُصوِّر كل الأحداث التَّخيُّلية بمهارةٍ عالية واحترافية لم يحدث أنْ صوّرتها عين العقل البشرية ، فاتحاد المنتِج السينمائي مع المنتج الراوي، نسج للعالم كله كتبًا مرئيةً تستطيع أن تقرأها وتطلع عليها عبر نافذة تأخذك من هذا العالم إلى عالمٍ آخر وأنت في مدرجات السينما .

‏أثار الإعلان السعودي الأسبوع الماضي عن منح تراخيص لدور السينما بعد حرمانٍ لأكثر من ثلاثين عاما، وللعلم، فإنَّ الإعلان عن فتح صالات السينما لا يعني التأسيس بل يعني العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية وطمس المفاهيم الخاطئة التي لحقتها من تحريم ومنعٍ بعد رَبْطِها بِعُقَدٍ دينية ليس لها من الأساس مرجع ديني حتى يستطيعوا إثبات ذلك بسدل الإفتاء فمصطلح السينما شيء حديث ليس مستحدثا ولا يوجد أيُّ برهانٍ لكي نتعطَّل ولا نُسَابق العالم في تَقدُّمه بِكافَّةِ مجالاته ،، فتَأخُّرَنا أضرَّ بنا كثيراً ولكن ليس صعبًا أن ينعكس ذلك إيجابيا ويبهر الجميع ويصنع المنافسة من خلال خلق إعلامٍ مرئي خلَّاق بتقنية تفوق مراحل التقنية الحديثة قادرةٌ وهي على اختراق شرائح الشباب من مرتدين مقاعد السينما بتوصيل رسائل هادفة في المجتمع تبنى على التحدي وكسر قوانين المستحيلات مع الدَّفع إلى بناء عالم جديد مليئ وكأنه يرد رسالةَ لمشاهد وليست محتكرة للعيش في هذا العالم أبني لك عالم وحدك.

‏قبل أن تدور عجلة السينما في السعودية لتنافس السينما العالمية، هل ستكون أول عجلة تتحرك بأفلام حديثة سعودية فهناك مواهب برعت وحان الوقت لدعمها لتقديم أجود ما لديها، فكما أسلفت فنحن أمام تحدٍ في سباق ولم ننطلق إلا بعد مرور زمن من الوقت ، وزارة التعليم العالي لزم عليها اليوم فتح التخصصات التي كانت محجوبة في الجامعات الكبرى و تشمل على تخصصات لدراسة فنون السينما وصناعة الأفلام وتأتي معها أولاً دراسة الموسيقى وهو التخصص الذي يلهم المنتج السينمائي ولا يستغنى عن الموسيقى في كل لوحة من لوحات إنتاج الأفلام وتوظيف هذه المخرجات .

‏ فلم نعد نحن الدولة المستثنية من السينما، فيا عرب نحن اليوم على حد سواء، المرأة لم تعد معاقة حركياً تقود سيارتها وممكّنة وصالات السينما تم تشييدها في السعودية فماذا ينقصنا عنكم إذا أشار إلينا بعض الأعداء والحاقدين من الدول الأخرى بالانحلال أو الانفتاح السلبي، فكما يوجد لديكم يوجد لدينا.

نورة شنار - عن"إيلاف"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية