إمارة الشارقة.. عاصمة ثقافية وعاصفة رياضية!

إمارة الشارقة.. عاصمة ثقافية وعاصفة رياضية!


28/04/2019

سالم شرقي

للمدن والبلدان هوية، وهوية إمارة الشارقة الأساسية "ثقافية وتعليمية"، فهي الإماراة التي بلغت قبل أيام قمة العمل الثقافي على المستوى العالمي باختيار اليونسكو لها عاصمة عالمية للكتاب، كما أنها تحتضن عدداً كبيراً من الجامعات والمكتبات والمتاحف، وعلى الرغم من بريق هويتها الثقافية الخاطف،  فإن حاكمها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي والكوادر الوطنية التنفيذية في الإماراة لديهم شغف كبير بالرياضة، الأمر الذي أدى إلى ظهور عاصفة رياضية في عاصمة العالم الثقافية، كانت محصلتها العودة للواجهة من جديد على مستوى الكثير من اللعبات، وفيما يتعلق بتنظيم البطولات.

عودة الملك الشرجاوي

قبل مضي أقل من عام على قرار الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بدمج نادي الشعب في نادي الشارقة تحول الكيان الجديد إلى قوة كروية كبيرة في الدوري الإماراتي، فقد بات الأقرب لحسم اللقب لصالحه، ليكسر بذلك احتكار أندية العاصمة أبو ظبي ودبي، والتي استحوذت على لقب دوري المحترفين على مدار النسخ التسع الماضية، وبذلك يعود الملك الشرجاوي إلى أمجاده،  فقد ظفر بآخر لقب للدوري في موسم 1995- 1996.

ومع نجاح تجربة الشارقة، ذهبت رؤية الشيخ  سلطان القاسمي إلى اتجاه أخر عبر الاهتمام بأندية الدرجة الأولى التي تنتمي إلى الإمارة الباسمة، فتواجد ناديي الحمرية وخورفكان في صدارة الأندية المتنافسة على الصعود لدوري المحترفين، ليتحقق حلم أحدهما بصعود خورفكان إلى المحترفين للمرة الأولى في تاريخه، ويخسر الحمرية سباق التأهل بفارق الأهداف عن حتا، الذي تأهل برفقة خورفكان، ويأتي الاهتمام بأنشطة كرة القدم في منطقتي خورفكان والحمرية، متسقاً مع رؤية حاكم الشارقة بتحويل تلك المنطقتين إلى مناطق عمرانية متكاملة مع التطور الذي حل بهما على صعيد المرافق الأساسية والمشروعات العملاقة والابنية الفاخرة، التي نقلت المئات من المقيمين والوافدين إلى تلك المناطق، ليصبحا حالياً من أبرز معالم الشارقة.

الكوادر الوطنية

وما يميز النجاحات التي حققها فريق الشارقة أنه جاء بسواعد وطنية خالصة، اذ يتولى الإشراف على تدريب فريق الكرة، المدرب الوطني الشاب عبد العزيز العنبري، أحد النجوم السابقين، والذي بات في طريقه لتحقيق انجاز ينفرد به كأول مدرب وطني يحصل على لقب دوري المحترفين، وبالتوازي مع العنبري، يأتي الحارس الدولي الشهير السابق محسن مصبح والذي حرس مرمى الإمارات في مونديال إيطاليا 1990 شريكا في هذا الإنجاز، اذ يتولى رئاسة شركة كرة القدم في النادي، كأول شخص من هذا الجيل الذي سطر اسم كرة القدم الامارات في كأس العالم يتبوأ منصب إداري رفيع سواء في الأندية المحلية أو في اتحاد الكرة يقود الشارقة لاستعادة أمجاده وهويته التي فقدها منذ نحو 23 عاماً.

وامتدت الكفاءات الوطنية في نادي الشارقة إلى قطاعات الناشئين، اذ يعمل في هذا القطاع مدربون وطنيون، دون أن يتم الاستعانة بأي كادر تدريبي من خارج دولة الامارات، وكسب المدربون الوطنيون الرهان بحصد فرق قطاع الناشئين ثلاث بطولات هذا الموسم.

تطوير استاد خورفكان

بعد ساعات من تأهل خورفكان إلى دوري المحترفين تفاعل سلطان القاسمي، مع هذا الحدث الكبير بتكليف القيادات الرياضية في الامارة الباسمة بتطوير استاد خورفكان وتوسيع مدرجاته ليتناسب مع القواعد الدولية للملاعب التي تستضيف مباريات كرة القدم على صعيد المحترفين، كما وجه بتقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي للوجه الجديد في دوري المحترفين، ليكون ظهوره مؤثراً وايجابياً وإضافة كبيرة للمسابقة، كما ينوي حاكم الشارقة إقامة احتفالية كبيرة لإدارة ولاعبي وأعضاء الجهاز الفني لنادي خورفكان تقديراً للإنجاز الذي حققوه هذا الموسم.

الهوية في البطولات العالمية

وعملاً باستغلال اسم الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية، وجه سلطان القاسمي، باستضافة العديد من البطولات الدولية في رياضة الشطرنج، فباتت الشارقة أهم مدينة عربية تستضيف أهم البطولات العالمية بشكل سنوي في تلك الرياضة، وبجوائز مالية ضخمة هي الأكبر في مثل هذا النوع من البطولات، كما أصبحت الشارقة أول مدينة عربية وشرق أوسطية تستضيف احدى جولات بطولة العالم للشطرنج، بفضل القدرات والكوادر الإدارية التي تملكها إمارة الشارقة، اذ يتواجد بها أكبر ناد للشطرنج في الوطن العربي، وهو نادي الشارقة للشطرنج والثقافة.

رياضة المرأة

وحرص الشيخ سلطان القاسمي على أن يكون لرياضة المرأة حضورها القوي سواء محلياً أو عربية، فأطلقت الامارة الباسمة دورة الأندية العربية للسيدات، والتي شهدت إقامة أربع نسخ متتالية، تحت رعاية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة حاكم الشارقة رئيس مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، وهي الدورة التي ييشارك فيها ما بين 15 إلى 17 دولة عربية بشكل سنوي، وبوفود تضم مئات المشاركات.

وتأتي هذه المبادرة من جانب أكبر قيادة في الشارقة لتطوير المرأة العربية رياضياً لتكون قادرة على منافسة قريناتهن في البطولات الدولية العالمية، وهي الفكرة التي تفاعلت معها الدول العربية بشكل كبير، اذ باتت تلك البطولة من أهم الأحداث التي تقام بشكل سنوي في الوطن العربي.

عن "إيلاف" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية