التاريخ الإسلامي: قراءة واعية أم انتقائية منحازة؟

التاريخ الإسلامي: قراءة واعية أم انتقائية منحازة؟


05/09/2018

عندما تستمع لكثيرٍ من الوعاظ أو الدعاة، أو تقرأ كتاباتهم التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي، يخيل إليك أنهم يتحدثون عن تاريخٍ ملائكيٍ وكائناتٍ فوق بشريةٍ. فكل ما تسمعه في هذه المرويات مليءٌ بالمثاليات سواءً من ناحية الشخوص أو الأحداث. ونلاحظ في أيامنا هذه أنَّ البعض يلجأون إلى حذف الأحداث التي يَعتقد الداعية أو الواعظ أنها لا تتناسب مع قدسية وطهارة شخوص القصة أو زمانها. وآخرون يعتقدون أنَّ ذِكر الأحداث كما وقعت ينالُ من مكانة الدين نفسه. مما يثير التساؤل عن حقيقة ما يقال، وهل يتم نقل وقائع التاريخ بأمانةٍ؟ وما هي أسباب لجوء البعض لهذا الأسلوب وما هي عواقبه؟

المشكلة في عرض التاريخ بصورة مثاليةٍ انتقائيةٍ وحذف السلبيات تكمن في أنّ جيلاً جاهلاً بتاريخهِ سيستسلم عند أول مواجهة

إذا نظرنا في أُمهات كتب التاريخ الاسلامي، نجدها تنقل صورةً مختلفةً وأحياناً صادمةً. فلو بدأنا بدولة المدينة أيام النبي، عليه السلام، لوجدنا أنه كان فيها منافقون. وقد قام هؤلاء بأفعال خطيرةٍ من قبيل رجوعهم بثلث الجيش قبيل غزوة أحد وتهديد زعيمهم بإخراج النبي، عليه السلام، من المدينة "يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل "المنافقون-8. وبمجرد وفاة النبي، عليه السلام، ارتدت كلُّ الجزيرة العربية، ما عدا مكة والمدينة.
وفي عهد الأمويين كذلك نرى أنّ يزيد بن معاوية قتل الحسين واستباح المدينة فيما يُعرف بأيام الحرَّة 1. وعبد الملك بن مروان قال يوماً على المنبر "والله لا يأمرني أحدٌّ بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه" 2. وهشام بن عبد الملك قال لابن أخيه الوليد بن يزيد :"ويحك! والله ما أدري أعلى الإسلام أنت أم لا، فإنك لم تدع شيئاً من المنكرات إلا أتيته غير متحاش ولا مستتر"3. والوليدُ هذا أصبح الخليفة في عام 125هـ.
العباسيون في دمشق
وعندما استولى العباسيون على دمشق قاموا بنبش قبور بني أُمية، وقاموا بصلب جثة هشام بن عبد الملك وجلدوه ثم حرقوه وذروا رماده4. والمأمون ابن الرشيد قَتَل أخاه الأمين بعد أنْ خلعهُ عن ولاية العهد وسجدَ شكراً لمّا رأى رأسه 5. والمتوكل قُتل بأمرٍ من ابنه المنتصر6 . وكثيرٌ من الخلفاء العباسيين ماتوا قتلاً أو في السجن. وكان الأتراكُ يقومون بتعيين الخليفة بعد إخراجه من السجن، فإن خالفهم قتلوه. فقد قُتل المستعين والمعتز والمهتدي والمقتدر7. وعندما تولى القاهرُ الخلافة عَذَّب أهل الخليفة السابق المقتدر فصادر بعض خواص المقتدر، وعذب أمه، حتى ماتت معلقةً، وبالغ في الظلم..  وكان المقتدر مسرفاً مبذراً ناقص الرأي محق الذخائر حتى إنه أعطى بعض جواريه الدرة اليتيمة، التي وزنها ثلاثة مثاقيل، ويقال إنه ضيّع من الذهب ثمانين ألف ألف دينار.. وأهلك نفسه بيده بسوء تدبيره.8

اقرأ أيضاً: رأس الحسين.. بين أفراح الصوفية وسخط السلفية
وفي عام 334هـ استولى البويهيون على بغداد، وصاروا الحكام الفعليين، وحددوا للخليفة نفقةً مقدارها خمسة الآف درهم يومياً. ثم خلعوا الخليفة المستكفي وسملوه ثم سُجن حتى مات 9 . واستمر الأمر بعد أن استولى السلاجقة على بغداد عام 447 هـ. وفي الأثناء تمزقت رقعة الخلافة العباسية وظهرت دولٌ مستقلةٌ مثل الأمويين في الأندلس والعبيدين في المغرب و الطولونيين والإخشيديين ثم الفاطميين في مصر وأجزاءٍ من الشام والأغالبة في تونس والطاهرية والصفارية والسامانية ثم الغزنوية في خراسان والحمدانيين في حلب.
طبقة الحكام والفقهاء
لم يكن ذلك خاصاً بطبقة الحكام فقط؛ بل امتد إلى بعض الفقهاء وأتباعهم. مثالُ ذلك ما قاله ابن عقيل:"رأيتُ الناس لا يعصمهم من الظلم إلا العجز، ولا أقول العوام بل العلماء. كانت أيدي الحنابلة مبسوطةً في أيام ابن يونس فكانوا يستطيلون بالبغي على أصحاب الشافعي في الفروع، حتى لا يُمكنوهم من الجهر بالبسملة والقنوت، وهي مسألةٌ اجتهاديةٌ. فلما جاءت أيام النظام، ومات ابن يونس وزالت شوكة الحنابلة استطال عليهم أصحاب الشافعي استطالة السلاطين الظَلَمة، فاستعدوا بالسجن، وآذوا العوام بالسعايات، والفقهاء بالنبذ بالتجسيم. قال: فتدبرتُ أمر الفريقين فإذا بهم لم تعمل فيهم آداب العلم وهل هذه إلا أفعال الأجناد، يصولون في دولتهم، ويلزمون المساجد في بطالتهم"10. ومثالٌ آخر أنَّ الحنابلة شغبوا على الإمام الطبري وقالوا فيه ما أرادوا؛ لأنه صَنف إبن حنبلٍ محدثاً لا فقيهاً ولم يذكرهُ في كتابه "اختلافُ الفقهاء". ولما تُوفي الطبري دُفن في بيته؛ لأنَّ العامة وبسبب التحريض منعوا دفنه نهاراً ورموه بالرفض والإلحاد 11.

اقرأ أيضاً: الزندقة.. سلاح الطغاة والفقهاء لمواجهة المعارضين والعقلاء
كان ما تقدّم مجرد استعراضٍ لبعض ما ذُكر في كتب التاريخ. وهنالك أحداث لم أُوردها لفظاعتها.  طبعاً ليس كلُّ التاريخ الإسلامي بهذه الصورة، والغرض من هذا الاستعراض أنْ نعيَ بأنَّ تاريخنا لم يكن ملائكياً بل بشرياً، ينتابهُ ما ينتابُ التاريخَ الانسانيَ من قوةٍ ومن ضعفٍ، من سعيٍ نحو القيم العليا، أو تغليب المصالح الذاتية، وما قد يتخلل ذلك من ظلمٍ وقسوةٍ.
منهج التعامل بانتقائيةٍ مع التاريخ
لكن هل منهج التعامل بانتقائيةٍ مع التاريخ الذي يتبناه البعض بدعةٌ جديدةٌ؟ يبدو أنها وُجدت قديماً فيما سماهُ محمد المختار الشنقيطي مدرسة إبن العربي 12 التي تنكرُ الأحداث التي لا تتوافق مع رؤيتها، وفي بعض الأحيان تنسب قولاً الى شخص جزافاً. كما قال ابنُ حجر عنْ  ابن العربي أنَّه أنكر وقوع الحرب في معركة الجمل على نحوٍ مخصوصٍ، وهذا مردودٌ لأنه مكابرةٌ لما ثبت بالتواتر المقطوع. 13

ليس الهدف تشويه التاريخ الإسلامي، بل أنسنته؛ بحيث يتم التعامل معه على أنَّه تاريخ بشر لا ملائكة

ويظهر نموذجٌ من منهج ابن العربي عند نسبته للإمام أحمد مدحاً ليزيد بن معاوية، حيث قال : "هذا يدلُ على عظيم منزلتهِ -أي يزيد-  عندهُ – أي ابن حنبل- حتى يُدخله في جملة الزهاد منَ الصحابة والتابعين الذين يُقتدى بقولهم ويرعوي من وعظهم. ونعم، ما أدخلهُ إلا في جملة الصحابة، قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين. فأينَ هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر وأنواع الفجور، ألا تستحيون؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون، وتقتدون بالأحبار والرهبان من ْفضلاء الأمة، وترفضون الملحدة والمجان من المنتمين إلى الملة". 14
ولكن ما هو رأي ابن حنبل في يزيد؟ قال صالح بن أحمد بن حنبل: "قلتُ لأبي: إنَّ قوماً يقولون: إنَّهم يُحبون يزيد. قال: يا بنيَّ وهل يُحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر؟".15 وأيضاً سأَل مهنّا بن يحيى الشامي الإمام أحمد عن يزيد فقال : "هو فَعل بالمدينة ما فَعل. قلتُ : وما فَعل ؟ قال : قَتَل أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفَعل . قلتُ : وما فعلَ ؟ قال : نهبها. قلتُ: فيُذكر عنه الحديث؟ قال: لا يُذكر عنه الحديث، ولا ينبغي لأحدٍ أن يكتب عنه حديثاً". 16
وقبل تناول أهم مناهج التعامل مع الأحداث التاريخية والشخصيات، لننظر بدايةً كيفية تعامل القرآن الكريم معها. ذكر القرآن فضائل الصحابة في أكثر من آيةٍ، مثل: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة".الفتح-18 .وكذلك: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ". الحشر-9 وأيضاً "لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ".التوبة-117. وفي المقابل أشار القرآن إلى الأخطاء ولم يخفها، كما في الآيات: "منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة". آل عمران 152-.ثم "إنَّ الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون". الحجرات4-. وكذلك "إنَّ الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم". النور11- .أضف إلى ذلك "وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا". الأحزاب 10- . فالمنهج القرآني واضح فهو يذكر المحاسن كما المساوىء، ويشير إلى مواطن القوة والضعف بدون مواربة أو محاباة. وكذا المنهج النبوي؛ فقد قال عليه السلام لأبي ذر عندما عاير أحداً بسواد أمه: "إنَّك امرؤٌ فيك جاهليةٌ".
أهم مناهج التعامل مع التاريخ الإسلامي
لنعد إلى السؤال عن أهم مناهج التعامل قديماً وحديثاً مع التاريخ الاسلامي، وخصوصاً مواضيع الفتن؟ حسب الشنقيطي، فإنّ هناك خمسة مذاهب على الأقل17
1- مذهبُ الممسكينَ عن الخوض في الخلاف مطلقاً، وهو ما عليه متكلمو أهل السنة.
2- مذهب الداعينَ الى الإمساك عنه مع خوضهم فيه، كالذهبي وإبن كثير.
3- مذهب الخائضين في الخلاف مع التأول لكل الأطراف بأنَّ كلاً منها مجتهدٌ مأجورٌ، وهو مذهبٌ مشهورٌ... خصوصاً عند غير المتمكنينَ من خلفيات الأحداث ومراميها.
4- مذهب الخائضين دون تأولٍ، اشتُهر من أهله الحسن البصري والربيع بن نافع.
5- مذهب المغالين في الدفاع المنفعلين بردة الفعل، المتأولين للصحابة وغير الصحابة، بحقٍ وبغير حق. وهذا ما دعاهُ "التشيعَ السنيَ" ويمثلهُ إبنُ العربي وتلامذتهُ المعاصرون] مثل محب الدين الخطيب ومحمود مهدي الإستانبولي[. وهذا المذهب هو الأعلى صوتاً اليوم، والأقوى نبرةً، لأسباب سياسيةٍ ومذهبيةٍ. كما يغذيه جهلُ أبناء الأمة بتاريخها في هذا العصر. ومن الأمثلة التي ساقها الشنقيطي على ذلك ما قاله الإستانبولي عن  الحديث الوارد في البخاري ومسلم عن تخلف علي عن مبايعة أبي بكر رضي الله عنهما إلى ما بعد وفاة فاطمة "وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن يبايع تلك الأشهر".حديث صحيح-البخاري. قال الإستانبولي عن ذلك": لقد اضطربت الروايات في بيان موقف علي بن أبي طالب من خلافة أبي بكر الصديق، ولعبت الدسائس دورها، ونُسجت الافتراءات والأكاذيب حولها بقصد زعزعة الثقة بالإسلام بصورةٍ عامةٍ، وبالصحابة بصورةٍ خاصةٍ، وإظهارهم بمظهر الجشع والمتهالك على المناصب والأموال ولو بمخالفة الشريعة" . 18إنَّ هذه الرواية لا تعني أنَّ علياً كان يعتبر نفسه خيراً من أبي بكر، فقد وردت روايات عن علي يثني فيها على أبي بكر وعمر، لكنه كان يريد الخلافة لنفسه"، وأما علي وسائر بني هاشم فلا خلاف بين الناس أنهم بايعوه، لكن تخلف فإنه كان يريد الإمرة لنفسه رضي الله عنهم أجمعين19"- لقرابته من النبي :"وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيباً". الحديث السابق-البخاري. كان الأولى بالإستانبولي أن يبذل جهداً في دراسة الحدث بدل أنْ يعتبره دسائس وافتراءات وأكاذيب هدفها النيل من الصحابة والإسلام، فهل كان هذا هدف البخاري ومسلم وابن تيمية والذهبي وابن كثير، وغيرهم ممن ذكروا هذا الحدث؟ وإذا كان رمي التهم بهذه السهولة على حدث تم ذكره في عدد من مراجع التاريخ الإسلامي، فلكَ أن تتصور كيفية التعامل مع أمورٍ لم تذكر بهذا الوضوح. مما يطرح تساؤلاً جوهرياً عن طريقة تعامل البعض مع النقد أياً كان شكله أو مضمونه.

يلاحظ أنَّ البعض يلجأون إلى حذف الأحداث التي يَعتقد الداعية أو الواعظ أنها لا تتناسب مع قدسية الحدث

وهنالك بعض ممن لم يُلزم نفسه بمذهبٍ مخصوصٍ، مثل ابن تيمية، بل خاض في الأمر عنْ درايةٍ وتأولَ -من غير تكلفٍ في الغالبِ- في مواطن وانتقد نقداً صريحاً في مواطن أخرى. يظهر ذلك في قوله: "ومما ينبغي أن يُعلم أنَّه وإن كان المختارُ الإمساك عما شجر بين الصحابة والإستغفارُ للطائفتين جميعاً وموالاتهم؛ فليس من الواجبِ اعتقادُ أنَّ كلَّ واحدٍ من العسكر لم يكن إلا مجتهداً متأولاً كالعلماء بل فيهم المذنبُ والمسيءُ وفيهم المقصرُ في الاجتهاد لنوعٍ من الهوى، لكن إذا كانت السيئةُ في حسناتٍ كثيرةٍ كانت مرجوحةً مغفورةً"20  معنى ذلك أنَّ ذكرَ الأحداث التاريخية، كما حصلت، لا ينالُ من مكانة الأشخاص كما يتوهم البعض، وهو بالضرورة لا ينال من الإسلام كدينٍ. إذ ينبغي التفريقُ ما بين الأحداث التاريخية بما هي حركةٌ للأشخاص والمجتمعات في بيئةٍ وظروفٍ معينةٍ، وما يصاحبُ ذلك من مصالح وأهواء وأخطاء، وما بين الدين الذي يعتنقونه؛ فأفعال الأتباع ليست حجةً على الدين.
عرض التاريخ بصورة مثالية
ولكن ما المشكلة في عرض التاريخ بصورة مثاليةٍ انتقائيةٍ وحذف السلبيات؟ النتيجةُ جيلٌ جاهلٌ بتاريخهِ سيستسلم عند أول مواجهة مع الحقائق. هذا بالإضافة الى تشويه ذهن المتلقي بأخبارٍ مجتزئةٍ ومغلفةٍ بثوبٍ من القداسةِ. وهذا يعني الحرمان من معرفة التاريخ وأخذ الدروس والعبر الحقيقة من أحداثه. وأيضاً عدم التعامل مع الأحداث وتحليلها بعمق ومنهجية والتعرف على العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وغيرها التي ساهمت فيها، وبالتالي فإنَّ الأخطاءَ التي حدثت من الممكن أنْ تتكرر.

اقرأ أيضاً: ابن تيمية: شيخ الإسلام المتنازع عليه
لكن ما الذي يدعو البعض لانتهاج الانتقائية في عرض التاريخ؟ ربما يعود ذلك الى عدم تمكنهم من البحث العلمي الموضوعي لعرض الأحداث وتفسيرها بمنهجية كما وقعت وعرضها في سياقها الواقعي، آخذين بعين الاعتبار الظروف والملابسات التي رافقتها. وأيضاً ربما لاعتقادهم أنَّ ذكر الأحداث السلبية ينال من قيمة الشخص، أو انَّ  بعضهم يريد ذكر قصص وروايات خالية من الشوائب لدغدغة مشاعر المتلقين، ورغبةً منهم في إظهار التاريخ الاسلامي بلا عيوب كنوعٍ من الترويج للدين، ولكن عن طريق التزييف -للأسف-. لذا فهم يحرمون أنفسهم والناس من أية مراجعة حقيقية للذات.
ليس الهدف تشويه التاريخ الإسلامي، بل عرضه كما هو وأنسنته؛ بحيث يتم التعامل معه على أنَّه تاريخ بشر لا ملائكة. ينبغي دراسة التاريخ الإسلامي دراسة علمية منهجية نقدية، بعيداً عن التقديس والتبجيل، وأيضاً بعيداً عن الازدراء، حتى يمكن التعامل معه بشكل طبيعي. وأخيراً، من أراد أن يروج للاسلام بين أتباعه أو غيرهم، فليركز على مبادئه وقيمه وغاياته، لا على تاريخ المسلمين، وهذا يحتاج إلى جهد ودراسة متعمقة بعيداً عن سرد القصص والمواعظ.


هوامش:
1- ابن حجر- فتح الباري- دار المعرفة -ج13/177  . ابن الاثير-النهاية في غريب الحديث والأثر- المكتبة العلمية -ج1/365. ابن تيمية -مجموع الفتاوى- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف -ج4 / 481 - 483. ابن كثير-البداية والنهاية- دار إحياء التراث العربي – ج 8/255 .
2- السيوطي-تاريخ الخلفاء- مكتبة نزار مصطفى البازالطبعة الأولى -165
3- ابن كثير-البداية والنهاية- دار الفكر -ج10/2.
4- ابن كثير-البداية والنهاية-دار الفكر-ج10/45. القلقشندي- مآثر الإنافة في معالم الخلافة - مطبعة حكومة الكويت ط2-ج1/168. ابن الاثير- كتاب الكامل في التاريخ- دار الكتاب العربي -ج5/24
5- الذهبي - تاريخ الإسلام- المكتبة التوفيقية - ج13/39 .الطبري- تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك- دار التراث-ج8/488
6- ابو الفداء- كتاب المختصر في أخبار البشر- المطبعة الحسينية المصرية الطبعة الأولى - ج 2/41. ابن الجوزي- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم- دار الكتب العلمية - ج 11/356. القلقشندي- مآثر الإنافة في معالم الخلافة - مطبعة حكومة الكويت -ج1/229
7- السيوطي-تاريخ الخلفاء- مكتبة نزار مصطفى الباز الطبعة: الطبعة الأولى – 261، 262، 264، 278
8- ابن العماد  الحنبلي-شذرات الذهب في أخبار من ذهب-دار ابن كثير-ج99/4
9- ابن كثير-البداية والنهاية-: دار إحياء التراث العربي- ج11/239 . السيوطي-تاريخ الخلفاء-286. الذهبي - تاريخ الإسلام - المكتبة التوفيقية- ج25/17.
10- البهوتى- كشاف القناع عن متن الإقناع- دار الكتب العلمية- ج1/479
11- ابن الأثير-الكامل في التاريخ- دار الكتاب العربي -ج6/677،678.
12- محمد المختار الشنقيطي - الخلافات السياسية بين الصحابة- 206
13- ابن حجر العسقلاني- تلخيص الحبير- دار الكتب العلمية- ج4/125
14- القاضي محمد ابي بكر بن العربي – العواصم من القواصم – دار الجيل- 245-246
15- ابن تيمية- مجموع الفتاوى- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف -  ج3/412
16- ابن تيمية- مجموع الفتاوى- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف -  ج4/ .483أبو بكر الخلال-السنَّة-دار الراية- ج520/3
17- محمد المختار الشنقيطي - الخلافات السياسية بين الصحابة- 160-161
18- القاضي محمد ابي بكر بن العربي – العواصم من القواصم – دار الجيل-55- حاشية 16
19-ابن تيمية-منهاج السنة-جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- ج7/450
20- ابن تيمية- مجموع الفتاوى- مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - ج4/434


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية