
حذر أعضاء من البرلمان البريطاني والنبلاء من أن أكثر من 400 مقاتل من تنظيم داعش عادوا إلى بريطانيا بعد انضمامهم إلى التنظيم المحظور في الشرق الأوسط، وسط قلق حيال عدم محاكمتهم.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية إن تنظيم داعش، الذي سيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق، كان مسؤولاً عن حملات واسعة النطاق من الإرهاب، والتي غالبًا ما استهدفت الأقليات الدينية مثل الإيزيديين.
وأعلنت اللجنة البرلمانية المشتركة لحقوق الإنسان أنه لم تتم محاكمة أيٍّ من عناصر داعش، الذين يزيد عددهم عن 400، والذين عادوا إلى المملكة المتحدة، على جرائمهم.
ودعت اللجنة الحكومة إلى اتخاذ خطوات لضمان إمكانية محاكمتهم في المحاكم البريطانية، بدلاً من العراق أو سوريا، حيث وقعت الجرائم.
هؤلاء العائدين من مناطق مثل مدينة الموصل قد ينتظرون الضوء الأخضر لتنفيذ الهجمات أو يقومون بهجمات فردية كالذي نفذه خالد مسعود في لندن
وجاء في تقرير اللجنة: "حيثما تتمتع المملكة المتحدة بالولاية القضائية على الجرائم الدولية، ينبغي عليها السعي للتحقيق في هذه الجرائم ومقاضاة مرتكبيها".
وقال اللورد ألتون، رئيس اللجنة المشتركة لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة: "لا يُمكن للمملكة المتحدة التغاضي عن هذا الأمر لمجرد وقوعه في الخارج. نعلم أن مواطنين بريطانيين ارتكبوا أفظع الجرائم في العراق وسوريا في ظل نظام داعش، وعلينا واجب تقديمهم للعدالة. وحتى الآن، لم يُحاكَم أيٌّ من مقاتلي داعش بنجاح بتهمة ارتكاب جرائم دولية في المملكة المتحدة، ونحن نرى هذا الأمر غير مقبول."
ويعتقد خبراء أمنيون تحدثوا إلى "سكاي نيوز "أن هؤلاء العائدين من مناطق مثل مدينة الموصل قد ينتظرون الضوء الأخضر لتنفيذ الهجمات، أو يقومون بهجمات فردية كالذي نفذه خالد مسعود في لندن الأسبوع الماضي.
ويقول الكاتب والضابط السابق في الشرطة توني لونغ إن التصدي لهجوم يشنه متطرف مدرب جيدا على الأسلحة قد يكون مهمة صعبة.وأضاف "هؤلاء جنود مقاتلون.. ربما لا يكونوا مدربون مثل جنود الأطلس لكنهم شهدوا معارك في مناطق حضرية"، مشيراً إلى الصعوبة التي تعترض الأمن البريطاني "فلا يعقل أن يتم مراقبة كل شخص من هؤلاء."
وحتى الآن، لم يقدم إلى المحاكمة سوى جزء بسيط من هؤلاء العادين، في ظل حاجة السلطات إلى مزيد من الادلة قبل إجراء محاكمة لهم.