2020 كما لو لم يسبقها 2020 عاماً من قبل

2020 كما لو لم يسبقها 2020 عاماً من قبل


27/12/2020

2020 ستدخل التاريخ كما لو لم يسبقها 2020 عامًا على بدء التأريخ الميلادي، فهي سنة:

ـ عدد لا يحصى من اجتماعات “الزوم”، بحيث بدأ البعض في وصف هذه السنة التي شهدت انتشار وباء كبير بأنها “أسوأ سنة على الإطلاق”.

أصيب بمرض كوفيد-19، لغاية الـ 17 من شهر ديسمبر/كانون الأول، أكثر من 74,5 مليون شخص، وفتك المرض بأكثر من 1,6 مليون حول العالم حسب الأرقام التي أعدتها جامعة جونز هوبكينز.

ولكن وباء كوفيد-19 لم يكن أسوأ ما شهده العالم من أوبئة، بل كانت هناك عبر التاريخ أوبئة أخطر وأشد فتكا.

لقد كان الوقع الاقتصادي لوباء كوفيد-19 شديدا جدا، وأثر سلبا على مصادر أرزاق الناس في كافة أرجاء العالم.

مما لا شك فيه أن الكثيرين حول العالم اضطروا في هذه السنة إلى قضاء معظم أوقاتهم في دورهم، وحرموا من رؤية أحبائهم وأصدقائهم.

كانت هذه السنة سنة سيئة بالفعل بالنسبة للقطاع السياحي العالمي.

تسبب حريق عرضي في مستودع كان يضم 2750 طنا تقريبا من مادة نيترات الأمونيوم في انفجار هائل وقع في الرابع من شهر أغسطس/آب. وأودى الانفجار بحياة 190 شخصا تقريبا، علاوة على إصابة أكثر من 6 آلاف آخرين بجروح.

ويقول خبراء إن انفجار مرفأ بيروت كان من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، إذ عادلت شدته شدة انفجار ألف طن من مادة تي أن تي – أي خمس شدة انفجار القنبلة الذرية التي ألقاها الأمريكيون على مدينة هيروشيما اليابانية في 1945.

في 2020، نفق أو هرب 3 مليارات حيوان تقريبا نتيجة الحرائق التي شهدتها أستراليا (والتي اندلعت شراراتها الأولى في أواخر 2019)

ما زلت تعتقد بأنك شهدت سنة سيئة؟

تسببت حرائق الأحراش الكبيرة التي شهدتها أستراليا في الصيف الماضي، علاوة على تسببها في مقتل 33 شخصا على الأقل، في دمار واسع النطاق للحيوانات التي تتميز بها هذه القارة. فقد نفقت أعداد كبيرة من الثدييات والسحالي والطيور والضفادع في الحرائق أو بسبب ضياع بيئتها الطبيعية.

بكثير من الأوجه، تعد سنة 2020 سنة عسيرة جدا. فقد أدى بنا انتشار الوباء إلى أن نخزّن المواد الضرورية وإلى الابتعاد عن غيرنا من بني البشر. لقد ضقنا ذرعا من الإغلاقات المتواصلة ومن ضرورة مراعاة شروط التعقيم ومن الاضطرار لتحية الآخرين بالمرافق.

في 2020 ارتفعت نسبة المشاركة النسوية في الحياة السياسية. ففي 2020، وصل عدد الدول التي ترأسها نساء إلى 20، مقارنة بـ 12 في سنة 1995.

كما كشف تقرير للأمم المتحدة أن التمثيل النسوي في البرلمانات العالمية ارتفع إلى أكثر من الضعف في 2020، إذ بلغ 25 في المئة من كل المقاعد البرلمانية.

نائبة الرئيس الأمريكية المنتخبة كامالا هاريس تتحدث أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة

كما كانت هي السنة التي دخلت فيها كامالا هاريس التاريخ بوصفها أول امرأة، بل أول امرأة سمراء، وأول امرأة من أصول هندية، وأول ابنة لمهاجرين، تنتخب نائبة للرئيس الأمريكي.

وفي هذه السنة، شارك الناس حول العالم في مظاهرات حاشدة عبروا فيها عن سخطهم على التمييز العرقي، مما أوقد الأمل في التغيير في المستقبل.

كما جلبت سنة 2020 بشائر طيبة للبيئة، إذ تعهدت العديد من الشركات بخفض الانبعاثات الكربونية. وفي حقيقة الأمر، فإن الوعود والتعهدات التي تقدمت بها الحكومات المحلية والشركات تضاعفت في 2020، حسب ما تقول الأمم المتحدة. ومن الشركات التي تعهدت بذلك شركات فيسبوك وفورد ومرسيدس بنز.

وإن لم يكن كل ذلك كافيا، وإذا اضطررنا لمغادرة هذا الكوكب في نهاية المطاف، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في شهر أكتوبر / تشرين الأول الماضي أن القمر يحتوي على كميات أكبر من المياه مما كان يعتقد في الماضي، وهو تطور قد يساعد في ديمومة الرحلات المستقبلية إلى هذا التابع الأرضي.

ولكن، وإذا كان قدرنا أن نبقى هنا على الأرض، لنأمل أننا تعلمنا بعضا من العبر من وباء 2020.

ومن الأمور التي لا يختلف عليها اثنان، أن البشر يغسلون أيديهم أكثر بكثير من ذي قبل!

تلك بعض من سمات 2020 العام الذي لاينسى.

عن "مرصد مينا"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية