"وول ستريت": مفاوضات بين حماس وفتح تتعلق بمرحلة ما بعد حرب غزة... ما موقف السنوار؟

مفاوضات بين حماس وفتح تتعلق بمرحلة ما بعد الحرب في غزة... ما موقف السنوار؟

"وول ستريت": مفاوضات بين حماس وفتح تتعلق بمرحلة ما بعد حرب غزة... ما موقف السنوار؟


21/12/2023

تواردت أنباء عن تصاعد الخلافات بين الجناح السياسي لحركة حماس الفلسطينية والجناح العسكري، وذلك في سياق مفاوضات جارية بين حماس وحركة فتح لحكم قطاع غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب.

وأوضحت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أنّ القادة السياسيين في حركة حماس شرعوا في محادثات مع نظرائهم بفتح، بشأن كيفية حكم غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب، مشيرة إلى أنّ المفاوضات الجارية "مشحونة"، بسبب الجناح العسكري الذي يقاتل إسرائيل في غزة، وفق ترجمة شبكة (الحرة).

وول ستريت جورنال: القادة السياسيون في حركة حماس شرعوا في محادثات مع نظرائهم بفتح، بشأن كيفية حكم غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب.

واعتبرت الصحيفة أنّ المحادثات "أوضحُ علامة على أنّ الفصيل السياسي لحماس بدأ في التخطيط لمرحلة ما بعد العداون الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي شنته في أعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وحول المفاوضات قال عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران: "نحن لا نقاتل لمجرد أننا نريد القتال، لسنا من أنصار لعبة محصلتها صفر"، مضيفاً: "نريد أن تنتهي الحرب".

ويمثل تصريح القيادي بحماس "منعطفاً حاداً"، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أنّ "الجناح السياسي لحماس يتحدث اليوم عن إنهاء الصراع"، بعد أكثر من شهرين من الهجوم الذي قادته الحركة، وأودى بحياة (1200) شخص بإسرائيل، معظمهم من المدنيين وبينهم النساء والأطفال، وقد ردت إسرائيل بهجمات أسفرت عن استشهاد ما يقارب الـ (20) ألف فلسطيني، نحو 70% منهم من النساء والأطفال.

محادثات القيادة السياسية لحماس مع حركة فتح التي تدير الضفة الغربية، خلقت توترات مع يحيى السنوار الذي يدير غزة.

وأفادت الصحيفة بأنّ "الانقسامات" بين المكتب السياسي للحركة في قطر، ومسؤوليها داخل غزة، "اشتدت منذ بدء الحرب". 

ووفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات ومسؤول إسرائيلي، فإنّ محادثات القيادة السياسية لحماس مع حركة فتح التي تدير الضفة الغربية، "خلقت توترات مع يحيى السنوار رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، المتمركز في غزة".

والسنوار، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادرها، "لا يريد أن تستمر حماس في حكم غزة"، لكنّه يعتقد أنّ "الحرب لم تُخسر بعد"، ويقول: إنّه "من السابق لأوانه التوصل إلى تسوية".

السنوار الذي لم يكن على علم بمحادثات القيادة السياسية طالب بوقفها عندما علم بحدوثها، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات، ونفى القيادي بحركة حماس "وجود أيّ خلاف بين فرع الحركة في غزة وقيادتها السياسية في الدوحة"، مؤكداً أنّ "قيادة حماس، داخل غزة وخارجها، متفقة تماماً على الاستراتيجيات والمواقف السياسية في مختلف القضايا". 

وبينما كانت علاقة حماس منذ فترة طويلة "متضاربة" مع منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الفلسطينيين في الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية، يقول بدران وقادة سياسيون آخرون في حماس الآن: إنّهم يريدون الانضمام إلى الجماعات السياسية المنضوية تحت لوائها (المنظمة).

صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية: في الأيام الأخيرة تواصلت حماس "سراً" مع عدد من قادة فتح كمحمد دحلان وسلام فياض. 

بدران بحسب (وول ستريت جورنال) قال: "سيكون حواراً وطنياً"، مضيفاً: "قلنا دائماً إنّ منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تضم كل الفصائل الفلسطينية”، وفي الأيام الأخيرة تواصلت حماس "سراً" مع عدد من قادة فتح، كمحمد دحلان وسلام فياض.

وأضاف بدران: إنّ الانضمام إلى ائتلاف من شأنه أن يسهل المحادثات مع المجتمع الدولي، وخاصة الدول الأوروبية المترددة في العمل مع حماس التي تخضع للعقوبات.

في سياق متصل، نقل تقرير سابق لوكالة (بلومبرغ) عن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، قوله: إنّ السلطة الفلسطينية تعمل مع مسؤولين أمريكيين على "خطة لإدارة القطاع".

واعتبر اشتية أنّ التصور الأفضل أن تصبح حماس، التي تدير القطاع حالياً، شريكاً أصغر لمنظمة التحرير الفلسطينية، بما يساعد على تأسيس دولة مستقلة جديدة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، مضيفاً أنّه سيكون هناك مجال للمحادثات، إذا كانت حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق وقبول المنهج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ الفلسطينيين يجب ألّا يكونوا منقسمين.

هذا، وتضغط الولايات المتحدة على القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لبدء التفكير في "اليوم التالي" للحرب. وتقول إسرائيل: إنّها لا تريد إعادة احتلال غزة، لكنّها ترفض بالمقابل عودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع، ومن بين الخيارات التي تجري دراستها تشكيل قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات تضم دولاً عربية، وهو ما ترفضه حماس والسلطة الفلسطينية. والخيار الآخر هو إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية الخاصة.

 

 

 

الصفحة الرئيسية