وفاة القرضاوي من نافذة تويتر.. "الإرث الصعب" يغالب دعوات الرحمة

وفاة القرضاوي من نافذة تويتر.. "الإرث الصعب" يغالب دعوات الرحمة

وفاة القرضاوي من نافذة تويتر.. "الإرث الصعب" يغالب دعوات الرحمة


27/09/2022

حسام حسن

كأي لحظة ختامية في حياة مثيرة للجدل، حركت وفاة يوسف القرضاوي مشاعر متناقضة فالبعض طل عليها من منظور الإرث العنيف والجدلي لأحد رموز التنظيمات المتطرفة.

البعض الأخر أمسك نفسه عن الخوض في ذلك مكتفيا بدعوات الرحمة احتراما لمهابة الموت وإغلاق صفحة القرضاوي التي أضرت الأمة العربية والإسلامية.

وخلال التعليقات التي انهمرت على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" ظل إرث القرضاوي من فتاوى الدم والعنف والتحريض على القتل، غالبا على تغريدات من آثر إغلاق الصفحة احتراما لمهابة الموت.  

"ثقل الإرث"

ونظرا لهذه الحياة التي دارت حول بوصلة جماعة الإخوان والتصقت بتحركاتها وأنشطتها، لم يستطع بعض المغردون فصل المسار عن كلمة الختام، وتذكروا إرث القرضاوي وفتاويه في لحظة موته.

وكتب حساب يحمل اسم "أحمد موسى": "من يقرأ سيرة أئمة الإسلام يجد أنهم كانوا يفرحون بهلاك أئمة الباطل (..) الحمد لله الذي أراح المسلمين من داعية الفتنة والضلال والدمار".

فيما كتبت المذيعة السورية راميا إبراهيم على حسابها على "تويتر": "لم يكن أزهرياً ولا طائفيا ولا مذهبياً، كان شيخا فتنوياً...وفاة مفتي الناتو داعم نصرة داعش والنصرة يوسف القرضاوي".

وتابعت "جماعة لا تجوز على الميت إلا الرحمة: ترحموا أنتم أما أنا سأترحم على من قتلتهم فتاويه من الأبرياء مسلمين (من كل الطوائف بمن فيهم السنة) ومسيحيين لاسيما أبناء بلدي سوريا".

وكتب حساب آخر باسم محمود شكري "وفاة رأس من رؤوس الشر.. واحد من دعاة الفتنة والتحريض مفتي الخراب يوسف القرضاوي".

"قوائم الإرهاب"

وقال عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ على حسابه بـ"تويتر": "هلاك مفتي الدم والإرهاب يوسف القرضاوي المدرج اسمه على قائمة الإرهاب السعودي والبحريني والإماراتي والمصري منذ ٢٠١٧".

وكتب حساب باسم ملفات "كريستوف ﮼١٧٢٧": "اشتهر الداعية يوسف القرضاوي بالعديد من المواقف التي شكلت مسيرته، أبرزها: الإفتاء بشرعية هجوم الناتو على ليبيا، وإجازة تفخيخ الجسد وتفجير التجمعات المدنية، وتشجيع مقاطعة الحج، وعضوية جماعة الإخوان، وتأسيس إتحاد إسلامي مناوىء لرابطة العالم الإسلامي".

بدوره، قال حساب يحمل اسم "كريم بدر"، "هلاك صاحب فتاوي قـتل العراقيين الأبرياء يوسف القرضاوي.. خصيمك عند الله دماء العراقيين الأبرياء التي حللت سفكها عبر الفتاوي التكفيرية".

وسار حساب باسم "ماجد" على نفس الخط، وقال "في أحداث ليبيا قال (القرضاوي) من استطاع أن يقتل القذافي فليفعل ودمه في رقبتي.. وفي أحداث مصر قال اقتلوا كل من في طريقكم عسكريين مدنيين علماء جاهلين".

"الرحمة فوق الإرث"

في المقابل، فضل فريق آخر أن يكتفي بلحظة النهاية، ويتمنى الرحمة والمغفرة لرجل فارق الحياة، دون استدعاء إرثه الصعب.

الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، الذي يعرف بمواقفه الرافضة للقرضاوي والإخوان ومخططاتهم، كتب على حسابه بموقع "تويتر": "رحم الله الشيخ يوسف القرضاوي أسأل الله له المغفرة والرحمة".

وكتب حساب باسم مصطفى جاويش "إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم اغفر وارحم الشيخ يوسف القرضاوي، وتقبله فى الصالحين".

فيما كتب ياسين أقطاي مستشار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، على "تويتر"، "أتقدم بخالص العزاء في فقيد الأمة المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، للفقيد الرحمة ولأسرته وللأمة خالص المواساة".

كما كتب حساب باسم "سماح": "رحم الله الشيخ يوسف القرضاوي وغفر له.. اللهم أخلف المسلمين خيراً. إنا لله وإنا إليه راجعون".

ومضى حساب باسم أسعد الشرعي على مسار الدعوات بالرحمة، وكتب "والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا شيخ يوسف القرضاوي لمحزونون".

وظهر الإثنين، أعلن الحساب الرسمي ليوسف القرضاوي، الرئيس السابق لما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، وفاته اليوم الإثنين عن عمر ناهز 96 عامًا.

وظل القرضاوي رئيسا للاتحاد المذكور منذ تأسيسه عام 2004، ولمدة 14 عاما، حيث خلفه أحمد الريسوني، قبل أن يستقيل هذا العام، على خلفية تصريحات مثيرة.

القرضاوي ولد بمحافظة الغربية شمالي مصر، وتجنس لاحقا بالجنسية القطرية وانتمى لجماعة الإخوان ويعد أحد قادتها البارزين وعرف بأنه "منظر الجماعة الأول" و"الأب الروحي لها"، وأثارت فتاويه الكثير من الجدل.

وفي 2017، أدرجت السعودية والبحرين ودولة الإمارات ومصر، القرضاوي ضمن قائمة الإرهاب التي تضم 59 اسما.

وكتبت وكالة الأنباء السعودية في ذلك الوقت "اتفقت الدول الأربع على تصنيف (59) فرداً و (12) كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، التي سيتم تحديثها تباعاً والإعلان عنها". 

وتابعت "تجدد الدول الأربع التزامها بدورها في تعزيز الجهود كافة لمكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتؤكد أنها لن تتهاون في ملاحقة الأفراد والجماعات، وستدعم السبل كافة في هذا الإطار على الصعيد الإقليمي والدولي. وستواصل مكافحة الأنشطة الإرهابية واستهداف تمويل الإرهاب أياً كان مصدره".

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية