"واشنطن بوست": تعثر مفاوضات فيينا حول النووي الإيراني... ما الأسباب؟

"واشنطن بوست": تعثر مفاوضات فيينا حول النووي الإيراني... ما الأسباب؟


02/04/2022

بعد بلوغ مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا مرحلة "حاسمة"، تعثرت المفاوضات بعدما وضعت إيران شرطاً برفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب الأمريكية، ورفض الولايات المتحدة الأمريكية ذلك.

  ومنذ تأجيل المحادثات التي عقدت في فيينا الشهر الماضي، قام المشاركون الأوروبيون بجولات مكوكية بين واشنطن وطهران في بحث عن أماكن للإقامة من كلا الجانبين.

  ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤول أمريكي مطلع قوله: "في هذه المرحلة، لا شيء مقبولاً للطرفين تمّ اقتراحه"، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن "لم يتخذ قراراً بعد".

 

تعثرت المفاوضات بعدما وضعت إيران شرطاً برفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب الأمريكية، ورفض واشنطن ذلك

 

  وقد استؤنفت المفاوضات بعد أيام من إعلان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 11 آذار (مارس) الماضي توقفها بين إيران والقوى العالمية بشأن مصير اتفاقها النووي، وقد توقفت بسبب "عوامل خارجية"، في إشارة إلى سعي موسكو للحصول على ضمانات من الدول الغربية المفاوضة بأنّ العقوبات على موسكو على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا لن تعيق العلاقات الاقتصادية بين روسيا وطهران، المطلب الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وذلك قبل أن تتحدث وسائل الإعلام الغربية عن "عقبة" جديدة وضعتها إيران كـ"شرط" لإتمام الاتفاق، حيث اشترطت إيران على الولايات المتحدة الأمريكية شطب الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب الأمريكية، الأمر الذي اصطدم بمعارضة أمريكية داخلية، فقد وقع (86) نائباً بالكونغرس الأمريكي خطاباً يُحذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من تلك الخطوة.

  النجاح ليس حتمياً

نقلت "واشنطن بوست" عن كبير المفاوضين الأمريكيين روبرت مالي قوله، في منتدى للسياسة الخارجية نهاية الأسبوع الماضي: إنّ النجاح "ليس قاب قوسين أو أدنى، وليس حتمياً".

  والأسبوع الماضي، كتب منسق المفاوضات الأوروبي إنريكي مورا، في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قبيل سفره إلى طهران: "نعمل على سد الفجوات المتبقية في مفاوضات فيينا وخطة العمل الشاملة المشتركة"، مشدداً على ضرورة إنهاء المفاوضات، وحذّر مورا من أنّه ما يزال هناك الكثير من الأمور "على المحك".

 

كبير المفاوضين الأمريكيين روبرت مالي قال في منتدى للسياسة الخارجية: إنّ النجاح ليس قاب قوسين أو أدنى، وليس حتمياً

 

 وعلى الرغم من أنّ المحادثات تشمل بشكل أساسي إيران والولايات المتحدة، اللتين انسحبتا من الاتفاقية في 2018، فقد رفضت طهران التحدث مباشرة إلى إدارة بايدن، وهي من الناحية الفنية مجرد مشارك غير مباشر.

  عقبة الحرس الثوري الإيراني

 في حين أنّ هناك عدداً قليلاً من القضايا الخلافية الأخرى الأقل إثارة للجدل التي لم تتم تسويتها بعد، أشار مطلعون إلى أنّ الخلاف يدور الآن بشكل شبه كامل حول قضية الحرس الثوري.

 بالنسبة إلى الإدارة، فإنّ أكبر عائق أمام رفع التصنيف هو ردّ الفعل المحتمل في الكونغرس، فقد أدت قضية الشطب إلى زيادة المعارضة الكبيرة من الحزبين لأيّ اتفاقية تم إحياؤها مع إيران. في إحاطات واجتماعات مع المشرعين في الأسابيع الأخيرة، حدد مالي وبريت ماكغورك، منسق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، ما يعتقدان أنّه سيكون تأثيراً ضئيلاً لشطب القائمة، فضلاً عن خطر عدم إبرام صفقة.

 وبغضّ النظر عمّا يحدث في المفاوضات، قال مالي في مؤتمر نهاية الأسبوع في قطر: إنّ الحرس الثوري "سيظل خاضعاً للعقوبات بموجب القانون الأمريكي، وسياساتنا، وتصوراتنا" عنه "لن تتغير".

 وكانت واشنطن قد أدرجت الحرس الثوري في قائمة الإرهاب، وفرضت عليه عقوبات بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا عام 2017. كما تم تصنيف فيلق القدس، وهو فرع مسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس، منظمة إرهابية في 2007. ووضعت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في نيسان (أبريل) 2019

تخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر

 وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وبدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد تعليقها أشهراً عدّة. وانسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب أحادياً من الاتفاق في 2018 بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

 وتُعدّ الجولة الـ8 من المفاوضات، التي بدأت في 27 كانون الأول (ديسمبر) في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نص الاتفاقية ويبتوّن في بعض القضايا الخلافية.

 وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرة أخرى، وأن تحترم تعهداتها. ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية