هل يُنهي التدخل الأمريكي المباشر في ليبيا الأزمة؟

هل يُنهي التدخل الأمريكي المباشر في ليبيا الأزمة؟


06/10/2020

تشهد الساحة الليبية زخماً غير مسبوق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بشكل يعكس توجهات الإدارة الأمريكية لإنهاء الأزمة الليبية عبر تدخلها المباشر.

 وتوقعت ممثلة الأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، أمس، انعقاد جلسات اللجنة العسكرية الليبية في جنيف خلال أسابيع، مع التجهيز لحوار سياسي شامل للوصول لاتفاق سياسي لحلّ النزاع في البلاد.

 

ستيفاني ويليامز تتوقع انعقاد جلسات اللجنة العسكرية الليبية في جنيف خلال أسابيع

وقالت في لقاء عبر الفيديو أمام وفدي مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين بحضور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة: إنّ "بعثة الأمم المتحدة تستكمل الاستعدادات والمشاورات لاستئناف حوارات سياسية شاملة، بهدف الوصول إلى اتفاق سياسي شامل يضع ليبيا على طريق السلام"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وتابعت: "نتوقع استئناف اللجنة العسكرية الليبية بجنيف مهامّها في الأسابيع المقبلة".

وأضافت ويليامز: "أدعو الليبيين إلى العمل على وقف دائم لإطلاق النار، والمشاركة في ملتقى الحوار الليبي من أجل بناء دولة ديمقراطية لجميع أبنائها".

زيارة السفير الأمريكي للقاهرة واجتماعه بمسؤولين مصريين إضافة إلى لقائه عقيلة صالح

واعتبرت ويليامز أنّ مراقبة حقوق الإنسان التي تنفذها البعثة الأممية للدعم في ليبيا كشفت عن تراجع ملحوظ في معدل الضحايا المدنيين في ليبيا.

ورأت ويليامز أنّ العديد من الخطوات الإيجابية يمكن رصدها بوضوح على الأرض داخل ليبيا منذ حزيران (يونيو) الماضي؛ مستشهدة على ذلك بعملية السلام وتخفيف حدة التوترات.

وتأتي تصريحات ويليامز بالتزامن مع زيارة السفير الأمريكي للقاهرة واجتماعه بمسؤولين مصريين، إضافة إلى لقائه رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح، تمهيداً لوضع إطار سريع للحلّ في ليبيا، يتضمّن تثبيت وقف إطلاق النار، وتفعيل القرارات الدولية الصادرة بشأن حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، وتفعيل مخرجات برلين.

وقبل شهر زارت ستيفاني ويليامز القاهرة والتقت بمسؤولين مصريين في إطار تفعيل الحلول السياسية في ليبيا، وفق مخرجات برلين، بينما كانت ترتب لعقد لقاء يضمّ مجموعة من الليبيين في مونترو السويسرية عبر مركز الحوار الإنساني. ونفت مصادر ديبلوماسية مصرية وقتها علمها باللقاء، فيما اعترض ليبيون على الأسماء المشاركة في مونترو بسبب غلبة الأسماء الإخوانية بينهم.

ديفيد هيل يشدّد على دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية، ويدعو للالتزام بتعهدات برلين

وقال مراقبون: إنّ الأزمة الليبية ومساراتها تلعب دوراً مهمّاً في الانتخابات الأمريكية كورقة انتخابية بين الحزب الجمهوري، ويمثله الرئيس دونالد ترامب، في مواجهته الحزب الديمقراطي، ويمثله جو بايدن، وهو ما يُعدّ مشاركة لا إرادية لليبيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ورصد المراقبون التنافس الأمريكي-الأمريكي على الساحة الليبية من إفادة السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت (التي تنتمي للحزب الجمهوري) أمام جلسة مجلس الأمن الدولي مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي، في وقت تحاول فيه ستيفاني الديمقراطية تأخير الحلّ السياسي في ليبيا.

وطالبت كيلي مجلس الأمن والأمم المتحدة بضرورة ضمان صلاحية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للوصول إلى تسوية شاملة في ليبيا وفق مخرجات برلين، مشيرة إلى أنه  يجب ألّا نهدر هذه الفرصة المحدودة بين الليبيين في الأجواء الإيجابية للتفاوض، وضرورة إصلاح البعثة الأممية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية دائمة بقيادة ليبية.

والصدام بين الحزب الجمهوري وخصمه التقليدي الديمقراطي على خلفية الأزمة الليبية يعود إلى عام 2015، بعد مساءلة من الجمهوريين أمام الكونغرس لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون حول مسؤوليتها عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، و3 من موظفي القنصلية في بنغازي على يد إرهابيين في 11 أيلول (سبتمبر) 2012.

وقد شدّد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل، في الاجتماع الوزاري بشأن ليبيا، على دعم الولايات المتحدة للعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، داعياً جميع أعضاء عملية برلين إلى الوفاء بالتزاماتهم، بحسب بيان للخارجية الأمريكية.

وشارك هيل في الاجتماع إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الألماني هيكو ماس، بالإضافة إلى أعضاء آخرين في عملية برلين، وجيران ليبيا.

وأشاد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية بجهود الأمم المتحدة وليبيا لدفع العملية السياسية، ولا سيّما "استئناف منتدى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة في أكتوبر، الذي يهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية جديدة، ورسم الطريق إلى الانتخابات".

وأكد هيل أنّ التزام أعضاء عملية برلين يكون من خلال "احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، ودعم وقف إطلاق النار الذي تقوده ليبيا، والاتفاق السياسي، واتخاذ كلّ التدابير اللازمة لتحقيق خفض التوتر في ليبيا".

وأرجع وكيل وزارة الخارجية الأمريكية الفضل في التقدّم الأخير بالمحادثات "إلى الدعوات المتزامنة من قبل رئيس الوزراء الليبي فايز السراج ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة  صالح للحوار السياسي ووقف إطلاق النار وإعادة فتح قطاع الطاقة".

ودعا هيل إلى "التعيين السريع للمبعوث الخاص للأمم المتحدة للأمين العام لليبيا للمضي قُدماً في الزخم السياسي الحالي".

وشدّد وكيل الخارجية الأمريكية على أنّ الولايات المتحدة ستواصل "إشراك أصحاب المصلحة من جميع أطراف النزاع، داخلياً وخارجياً، لوقف القتال والتوصل إلى اتفاق سلام".

الصفحة الرئيسية