هل يتوفر لقاح كورونا نهاية 2020؟ وما أبرز التحديات التي تواجهه؟

هل يتوفر لقاح كورونا نهاية 2020؟ وما أبرز التحديات التي تواجهه؟


22/09/2020

مع استمرار جائحة فيروس كورونا، تُكثّف مختبرات العالم من تجاربها السريرية وغير السريرية على نحو 200 لقاح مضاد للفيروس التاجي في مختلف دول العالم، وفق تصريحات مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.

قال رئيس الفريق الأمريكي المُكلّف بتطوير لقاح كورونا منصف السلاوي، إنّ اللقاح سيكون متوفراً قبل نهاية العام الجاري

ورغم الأخبار المُبشّرة التي تتوالى من الدول الراعية لهذه التجارب، إلّا أنّ منظمة الصحة العالمية لا تبدو متفائلة كثيراً؛ إذ لا يرى غيبريسوس وجود ما يضمن أنّ لقاحاً واحداً قيد التطوير الآن سيكون ناجعاً للتخلّص من الفيروس.

التسابق على توفير اللقاح

تسعى مختلف الدول إلى أن تكون الأولى في التوصّل إلى لقاح قبل نهاية العام، حيث أعلن رئيس الفريق الأمريكي المُكلّف بتطوير لقاح كورونا منصف السلاوي، أنّ اللقاح سيكون متوفراً قبل نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أنّه يتم حالياً اختبار 6 أنواع من لقاح كورونا، الذي سيكون جاهزاً "قبل نهاية 2020 أو مع مطلع 2021".

وفي روسيا، سمحت وزارة الصحة بإجراء تجارب سريرية على لقاح جديد من إنتاج مركز تشوماكوف الطبي الروسي، إلى جانب 3 لقاحات أخرى يجري اختبارها في البلاد، أحدها روسي من إنتاج مركز "فيكتور"، وثان صيني من شركة "سينوفارم"، وثالث بريطاني – سويدي من شركة "أسترازينكا"، وفق ما أورد موقع "روسيا اليوم".

وكانت روسيا قد سجّلت أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم في شهر آب (أغسطس) الماضي، لكنّ العالم تلقاه بريبة، بسبب غياب المرحلة الأخيرة من التجارب.

من المتوقع أن تصدر نتائج اختبار اللقاح الذي تعمل عليه مجموعة سينوفام الصينية في كانون الأول المقبل

 وتُجري البرازيل تجارب سريرية على لقاح مختبر "سينوفارم" الصيني، وبحسب حاكم ولاية ساو باولو، فإنّ التجارب التي دخلت المرحلة الثالثة أظهرت نتائج "إيجابية للغاية".

 ومن المتوقع أن تصدر نتائج اختبار لقاح مجموعة "سينوفام" في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وفق ما أورد موقع "الحرة".

 أدوية تقليدية لعلاج كورونا

 تُشجّع منظمة الصحة العالمية إجراء مختلف أنواع التجارب الرامية إلى التوصّل للقاح فعّال، حيث أعلنت المنظمة مؤخراً عن بروتوكول يُنظّم إجراء اختبارات على أعشاب أفريقية كعلاجات مُحتملة لفيروس كورونا، شريطة التزامها بالمعايير المُستخدمة في مختبرات الأدوية.

اقرأ أيضاً: لقاح كورونا: الصحة العالمية تلجأ للأعشاب!

 ويشترك خبراء من منظمة الصحة مع خبراء من المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومفوضية الاتحاد الأفريقي للشؤون الاجتماعية، في اختبارات المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على أدوية عشبية لعلاج المصابين بالفيروس التاجي، كما وضع هؤلاء الخبراء ميثاقاً لتأسيس مجلس يُعنى بمراقبة السلامة وجمع البيانات حول هذه الأدوية العشبية.

معركة سياسية

 إلى ذلك، أظهر العديد من الناس تخوفاتهم من اللقاحات الروسية والصينية، التي يعتقدون أنّها لم تُطبّق كافة المراحل المُقرّرة لاختبار كفاءة اللقاح قبل الإعلان عنه، كما يتخوّف الأمريكيون من ضغوطات تُمارس على إدارة الغذاء والدواء من قبل الرئيس ترامب لإقرار لقاح قبل الانتخابات الأمريكية.

 وفي هذا السياق، يشير بيل غيتس، في تصريحات لـ "سكاي نيوز"، إلى أنّ انتشار نظرية مؤامرة مفادها أنّ لقاح شلل الأطفال جزء من خطة سرية لتعقيم النساء في نيجيريا، خلق صعوبات كبيرة أمام السلطات الصحية.

 وأضاف غيتس: "المسألة هي مجرد ثقة أساسية.. كيف يُفكّر الناس في اللقاحات؟ اليوم، ستساعد مواقف الناس تجاه الكمامات واللقاح، بطريقة ملموسة، في تحديد مدى سرعة إنهاء هذا الوباء".

اقرأ أيضاً: هل سيتعافى الاقتصاد العالمي قريباً؟ هذا ما قاله بيل غيتس

 صعوبة التوزيع

 يتوقع الخبراء أن يواجه العالم مشاكل عديدة حال التوصّل إلى اللقاح، أهمها عدم القدرة على إنتاج مئات الملايين من الجرعات اللازمة؛ إذ إنّ الانتشار السريع للفيروس يتطلّب رفع مستوى التصنيع إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق.

 يحتاج نقل اللقاح حال إنتاجه إلى ما يزيد عن 8 آلاف طائرة عملاقة، وهو ما لا يستطيع قطاع الطيران العالمي الوفاء به

 كما ظهرت عقبة جديدة مع إعلان اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا) أنّ توفير جرعة واحدة لكل شخص في العالم يعني نقل نحو 7.8 مليار جرعة من مكان الإنتاج إلى بقية دول العالم، ما يعني الحاجة إلى ما يزيد عن 8 آلاف طائرة نفاثة عملاقة، وهو الأمر الذي لا يستطيع قطاع الطيران العالمي الوفاء به فور إنتاج اللقاح.

 وبحسب تقرير جديد نشرته جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإنّ العالم يواجه مشكلة لوجستية أخرى تتمثّل في الحفاظ على اللقاحات وضمان عدم تلفها خلال نقلها من مكان إلى آخر، الأمر الذي لن يكون سهلاً، نظراً لأنّ بعض اللقاحات تحتاج إلى درجات حرارة تصل إلى 80 تحت الصفر، وهو ما يُصعب ضمانه خلال نقل الجرعات بين المراكز اللوجستية المختلفة قبل وصولها إلى المستشفيات والمرافق الصحية المختلفة.

اقرأ أيضاً: وفاة الفنان حمدي بناني متأثراً بكورونا.. ماذا تعرف عن شيخ أغنية المالوف في الجزائر؟

 وفي هذا السياق، قال جيه ستيفن موريسون، نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهي شركة أبحاث متخصصة: "لقد بدأنا الآن فقط في فهم تعقيدات جانب التسليم لكل هذا، ولا مجال للالتفاف حوله. هناك متطلبات شديدة في درجات الحرارة من شأنها تقييد الوصول والتسليم".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية