
طالب الصحفي والكاتب الكويتي أحمد الصراف بخلع مخالب الإخوان المسلمين وتجريدهم من أدواتهم التي عملوا بها طوال الأعوام الماضية في الكويت.
وكتب الصراف في مقالة نشرها عبر صحيفة (القبس): "لو عدنا بالتاريخ إلى (5) أشهر فقط إلى الوراء، لكان المشهد كالتالي في الكويت: جماعة "الحركة الدستورية الإسلامية"، فرع الإخوان المسلمين في الكويت، مُمثّلة في مجلس الأمّة، تُلاعب الحكومة بأعضاء "علنيين" وآخرين "مُستَتِرين"، ورجالها مُتغلغلون في أغلبية مفاصل الدولة تحت عناوين شتّى، وسيطرتها قوية على إيقاع المشهد السياسي، ونفوذها واسع في مفاصل المجتمع. أمّا اليوم فقد بدأ هذا المشهد بالتغيّر، بعد أن فقد أغلب نوّابها فاعليتهم، واختاروا التزام الصمت، بعد حلّ مجلس الأمّة وتعليق بعض موادّ الدستور منذ أيار (مايو) الماضي، وبدأ رجالها، في مفاصل الدولة، بالتساقط بطرق ذكية، وآخر ضربة "علنيّة" تلقّوها تمثّلت في القرار الحازم بإلغاء اتحاد الطلبة في الجامعات، الذي كان أحد أهمّ معاقل الإخوان الشبابية.
"الإخوان" لهم (4) أذرع أساسية في الكويت: جماعة "حدس"، وجمعيّة الإصلاح، واتّحاد الطلبة، والمناصب والكوادر في الدولة، وتتحكم بإدارة مليارات الدنانير في القطاعين العام والخاص.
وأضاف الصراف أنّه منذ بدايات الإخوان في الكويت، مع أواخر أربعينيات القرن الماضي، ركّزوا على شريحة الشباب، باعتبارهم منبع البدايات لكلّ شيء، وعملوا على "تفريخ" الجمعيات والأندية للتأثير في مفاصل المجتمع، ووصل الكثير منهم إلى العديد من مراكز اتخاذ القرار، وقلب وعقل متخذيه.
حتى عندما أعلن "إخوان الكويت"، بطريقة مسرحية ممجوجة، انفصالهم عن التنظيم العالمي الأم في مصر، بسبب دعم التنظيم للعراق في غزو الكويت في 1991، تغيّر عملهم السياسي، ودخل في مسارات متعرّجة حفاظاً على الوجود، لكنّ عملهم الشبابي حافظ على زخمه، وكان يسير بخطوات ثابتة ضمن مخطّط طويل الأمد.
وقال: إنّ "الإخوان" لهم (4) أذرع أساسية في الكويت: جماعة "حدس"، الذراع السياسية، وجمعيّة الإصلاح "وأخواتها"، الذراع الدعويّة، واتّحاد الطلبة، ذراع الشباب وتفريخ القيادات، والمناصب والكوادر في الدولة، إضافة إلى ذلك للإخوان وجود فعّال متجذّر وقوي في بعض الجهات التي تتحكم بإدارة مليارات الدنانير من مؤسسات مالية واستثمارية وتعليمية تابعة للقطاع الخاص، إضافة إلى جهات حكومية تدير مليارات أخرى، كان حق الإشراف عليها دائماً منوطاً في الغالب الأعم بمن ينتمون للإخوان، كالأمانة العامة للوقف، وهيئة شؤون القُصّر، وبيت الزكاة، وغيرها، إضافة إلى موازنات عشرات الجمعيات الخيرية البالغة الضخامة والنفوذ.
وأكد الصراف أنّه خلال الفترة الأخيرة بدأت أذرع الإخوان تضعف واحدة تلو الأخرى، ربطاً بإجراءات المرحلة الجديدة التي تشهد إعادة تنظيم شاملة على مستوى الدولة، ومن الطبيعي أن تلفح تيارات الإسلام السياسي بقوّة.
وأعتقد شخصياً أنّ الإخوان تأثروا سلباً بقرارات الحكومة المتعلقة بسحب الجنسية ممّن لا يستحقونها، فنسبة من هؤلاء كانوا من الإخوان.
وختم مقالته بالقول: زمن الإخوان إلى زوال، طال هذا الزمن أم قصر، ففكرهم يخالف العصر، ويتعارض مع أغلبية مبادئ حقوق الإنسان، إن لم يكن كلها.