هل حسمت أمريكا موقفها من الحرس الثوري؟

هل حسمت أمريكا موقفها من الحرس الثوري؟


21/04/2022

عكست تصريحات ومواقف توجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بما يتعلق بإبقاء الحرس الثوري الإيراني مدرجاً على قائمة الإرهاب العالمي، رغم إصرار إيران على إزالته من القائمة لمواصلة مفاوضات فيينا.

وقال خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ: إنّ كل طرف يأمل أن يكون الطرف الآخر أول من يلين موقفه، وفق صحيفة "العرب" اللندنية.

وأضاف واعظ: "لا أعتقد أنّ القرار النهائي قد اتُّخذ، لكنّ الرئيس يميل بالتأكيد في ذاك الاتجاه".

تصريحات تعكس توجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بما يتعلق بإبقاء الحرس الثوري الإيراني مدرجاً على قائمة الإرهاب العالمي

وتابع: "أعتقد أنّ المسألة تكمن في الثمن السياسي الذي لا يريد بايدن دفعه"، لكنّ المحلل يُحذّر من أنّ عدم التوصل إلى اتفاق سيكون له أيضاً ثمن سياسي باهظ.

ويقرّ واعظ بأنّ أيّ مبادرة تجاه إيران على صلة بقضية حساسة كهذه "سيستغلها الخصوم والمعارضون لصَلب إدارة بايدن والتنديد بضعفها في مواجهة عدو لدود للولايات المتحدة".

وهذا الأسبوع قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "إذا أرادت إيران رفعاً للعقوبات يتخطى المنصوص عليه في الاتفاق النووي، فعليها أن تستجيب لهواجسنا التي تتخطّى الاتفاق النووي". وشدد على وجوب أن تتفاوض إيران حول هذه المسائل "بحسن نيّة وتعاون".

وتؤكد الولايات المتحدة أنّها لا تتفاوض في العلن، وكانت قد تجنّبت الإدلاء بأيّ تصريح واضح بشأن مصير تصنيف الحرس الثوري الإيراني.

واعظ : لا أعتقد أنّ القرار النهائي للرئيس الأمريكي قد اتُّخذ، لكن يميل بالتأكيد في اتجاه إبقاء الحرس الثوري على قائمة الإرهاب

لكنّ إعلان برايس هذا بدا أشبه بالتأكيد على أنّ الإدارة الأمريكية تشدد موقفها بالنسبة إلى شطب الحرس الثوري الإيراني بعد انقسام الآراء بين الدوائر الدبلوماسية المقرّبة من قيادات عسكرية أمريكية وبين الجناح السياسي في البيت الأبيض.

فالفريق الأول يؤيد اتّخاذ مبادرة تجاه الحرس الثوري، معتبراً أنّ شطب هذه القوة من قائمة المنظمات التي تصنّفها واشنطن إرهابية لن تكون له عملياً تداعيات كبرى، فيما يخشى البيت الأبيض انتقادات الجمهوريين قبيل انتخابات منتصف الولاية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعطى مؤشراً أولياً دلّ على تشدد الموقف الأمريكي بقوله: إنّ الحرس الثوري الإيراني برأيه "منظمة إرهابية".

وقال في تصريح لشبكة "إن.بي.سي" الإخبارية: "لست شديد التفاؤل إزاء إمكان التوصل إلى اتفاق".

وأفاد الكاتب في صحيفة واشنطن بوست ديفيد إغناتيوس بأنّ بايدن بصدد استبعاد شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات المصنّفة إرهابية.

لكنّ مسؤولين أمريكيين يشيرون في مجالسهم الخاصة إلى أنّ هذه التسوية لم تعد مطروحة على الطاولة.

دينيس روس: بعض الديمقراطيين يعارضون رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، لهذا هناك تردد من الجانب السياسي في البيت الأبيض

وإلى ذلك، يدعم الحرس الثوري الإيراني خصوماً آخرين للولايات المتحدة، على غرار حزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن وفصائل مسلّحة عراقية، ممّا يجعل الأمور أكثر تعقيداً. والحرس الثوري الإيراني متهم بشن هجمات ضد جنود أمريكيين أو مصالح أمريكية في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، يدرك البيت الأبيض جيداً "الحساسية السياسية والتكلفة المرتبطة" برفع قوة النخبة الإيرانية من القائمة.

ويقول المفاوض الأمريكي الذي عمل طويلاً في الشرق الأوسط دينيس روس: إنّ بعض الديمقراطيين يعارضون رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، وأضاف: "هناك تردد من الجانب السياسي في البيت الأبيض".

ويسيطر الحرس الثوري الإيراني على إمبراطورية تجارية، بالإضافة إلى قوات النخبة المسلحة والمخابرات التي تتهمها واشنطن بشن حملة إرهابية عالمية.

وبدأت المفاوضات قبل عام في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 والمفترض أن يحول دون حصول إيران على أسلحة نووية.

وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في العام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران التي ردّت على الخطوة الأمريكية بالتحرّر بشكل تدريجي من القيود المفروضة بموجبه على أنشطتها النووية، ويريد بايدن عودة إيران إلى الاتفاق شرط تقيّدها التام ببنوده.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية