
بعد أن نجحت عمان في الوساطة بين الولايات المتحدة الأمريكية وميليشيا الحوثيين لوقف إطلاق النار بينهما، يأمل كثيرون أن يستمر وقف إطلاق النار من أجل العديد من المكاسب المتمثلة في الحفاظ على المدنيين، وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر.
ويتوقع مراقبون أن يستمر وقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنطقة الشرق الأوسط، وكذلك قبل الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين أمريكا وإيران.
روح إيجابية
وقال سفير مصر الأسبق في اليمن الدكتور يوسف الشرقاوي إنه يتوقع استمرار وقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة، ضمن الروح الإيجابية السائدة الآن بين أمريكا وإيران، وذلك قبل الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بينهما برعاية عمان، وقد تمارس الولايات المتحدة العديد من الضغوط على إسرائيل، من أجل عدم شن ضربات عسكرية جديدة على اليمن.
وأوضح السفير يوسف الشرقاوي لـ24 أن زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة، والمتمثلة في زيارة الإمارات والسعودية وقطر منتصف الشهر الجاري، لابد أن يسبقها نوع من التهدئة في المنطقة، والعمل على ترسيخ السلام والعمل من أجل ذلك، حسب تصريحات ترامب المستمرة.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أنه من الضروري وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حتى لا تكون هناك حجج أمام الحوثيين لشن ضربات عسكرية جديدة وتعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر، مما يؤثر سلباً على حركة التجارة العالمية.
خفض التصعيد
وأعلنت سلطنة عُمان، أمس الثلاثاء، أن جهودها لخفض التصعيد أسفرت عن اتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين، لوقف إطلاق النار بين الجانبين، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب وقف قصف الحوثيين "فوراً".
وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان، إنه بعد "المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عُمان مؤخراً" مع الولايات المتحدة والحوثيين، "بهدف تحقيق خفض التصعيد، أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين"، وفقاً لقناة الشرق الإخبارية.
وأضافت الوزارة أنه "في المستقبل، لن يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي".
وأعربت سلطنة عُمان عن "شكرها لكلا الطرفين على نهجهما البنّاء الذي أدى إلى هذه النتيجة المرحّب بها، وتأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التقدم على العديد من المسائل الإقليمية في سبيل تحقيق العدالة والسلام والازدهار للجميع".
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين لفيت إعلان وقف إطلاق النار بـ"الانتصار الكبير"، مشيرة إلى "وعد الرئيس ترامب باستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر"، معتبرة أنه "استخدم القوة الأمريكية الهائلة للوفاء بهذا الوعد بسرعة". وأضافت لفيت على منصة "إكس" أن "العالم أكثر أماناً بقيادة الرئيس ترامب".
وكان ترامب، أعلن في وقت سابق، الثلاثاء، أن الحوثيين في اليمن أبلغوا الولايات المتحدة أنهم "لا يريدون القتال بعد الآن"، مضيفاً أن الولايات المتحدة سوف "تحترم ذلك، وسنوقف القصف فوراً".
وأضاف ترامب، خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني "لقد استسلموا، ولكن الأهم أننا سنأخذهم عند كلمتهم، قالوا إنهم لن يفجروا السفن مرة أخرى، وهذا هو سبب قيامنا بما نقوم به هناك. عرفنا للتو هذه المعلومات".
موقع "24"