فصل جديد من الأزمات يشتعل بين موسكو وواشنطن؛ حيث عادت الأزمة السورية إلى الواجهة مرة أخرى بعد قرار الرئيس الأمريكي باعترافه بـ"سيادة إسرائيل" على الجولان المحتل.
ففي 21 مارس/آذار الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الوقت قد حان لدعم السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "بعد 52 عاماً، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي!".
على الفور حذرت روسيا من التداعيات السلبية للقرار وأكدت أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، سيقوض التسوية السلمية بالشرق الأوسط.
وآنذاك قال نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص لرئيس روسيا إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، إن :" ذلك ( تصريحات ترامب ) تقوض آفاق التسوية السلمية على أساس مبدأ السلام مقابل الأرض والمبادرة العربية".
وأضاف بوجدانوف: "وهذا ناهيك عن القرارات التي تصف القوانين المتبنية حول ضم كل من شرق القدس والجولان إلى إسرائيل بالباطلة وغير الشرعية والمتناقضة مع القانون الدولي".
وتابع الدبلوماسي الروسي الرفيع: "هذا بالطبع أمر محزن. الأمريكيون يقوضون حتى وجود أي آفاق للتسوية بين العرب وإسرائيل".
إعلان ترامب الرسمي
وفي وقت سابق ترامب، وقّع مرسوماً رئاسياً للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.
وجاء التوقيع في بداية اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، وأضفى المرسوم الصبغة الرسمية على بيان ترامب في 21 مارس/آذار؛ حيث قال: "حان الوقت بعد 52 عاماً أن تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي".
وبعد الإعلان الرسمي بدقائق حذرت روسيا، من توترات جديدة قد تضرب الشرق الأوسط بعد اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافرورف إن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بـ"سيادة إسرائيل" على الجولان السورية المحتل يؤدي إلى انتهاك القانون الدولي.
كما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها "للأسف قد يؤدي ذلك إلى موجة توترات جديدة في الشرق الأوسط".
وتابعت "إن أمورا من هذا النوع تخرج تماماً عن الإطار القانوني، وتتجاهل كل الأعراف الدولية لا يمكن للأسف إلا أن تزيد الوضع توتراً".
سوريا ساحة خلافات بين روسيا وأمريكا
وعمق القرار الأمريكي جراح سوريا التي ما زالت تعاني من الإرهاب والدمار بعد 8 سنوات من الحرب، كما زاد "قرار الجولان" الخلاف بين روسيا وأمريكا بشان الملف السوري.
فالساحة السورية منذ اندلاع الحرب الأهلية تشهد صراع نفوذ بين موسكو وواشنطن؛ حيث تساند روسيا الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تطالب واشنطن بتخلي الأسد عن السلطة.
صراع النفوذ الروسي الأمريكي في سوريا بلغ ذروته ووصل إلى حد الهجوم المباشر على القوات السورية، حين شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات صاروخية مشتركة على أهداف تابعة للحكومة السورية، بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية من جانب دمشق، وأطلقت القوات الغربية المتحالفة 103 صواريخ، في 14 أبريل/نيسان الماضي.
أما الضربة الأولى التي نفذتها الولايات المتحدة على سوريا منذ تولي ترامب رئاسة البلاد، فوقعت يوم 7 أبريل/نيسان 2017، حينما أطلق الجيش الأمريكي 59 صاروخاً من طراز "توماهوك"، من على متن مدمرتين للبحرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط، على مطار الشعيرات العسكري جنوب شرق مدينة حمص وسط سوريا، بأمر من ترامب الذي قال إن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية.
عن "العين الإخبارية"