هل تشارك أنقرة في العقوبات ضدّ موسكو؟.. وزير الخارجية التركي يجيب

بعد أيام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين الماضي إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية من العالم كله، في خطوة من شأنها الحدّ من عبور السفن الحربية الروسية للبحر الأسود، استبعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مشاركة بلاده في العقوبات ضدّ موسكو على خلفية العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.

ونقل موقع "تركيش مينت" التركي عن أوغلو قوله، في تصريحات تلفزيونية أمس الأربعاء: "لم نشارك في مثل هذه العقوبات من حيث المبدأ في الماضي، وليس لدينا أيّ نية للانضمام إلى هذه العقوبات."

استبعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مشاركة بلاده في العقوبات ضد موسكو على خلفية غزو أوكرانيا

وفجر الخميس 24 شباط (فبراير) أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب تلفزيوني مفاجئ، عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق داخل أوكرانيا، الأمر الذي فجّر موجة من الغضب الغربي والأمريكي وصلت إلى حدّ فرض عقوبات شديدة الصرامة استهدفت عزل الاقتصاد الروسي عالمياً. وبالأمس وافق الاتحاد الأوروبي على فصل البنوك الروسية من نظام "سويفت"، وهو اختصار لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك.

وتابع جاويش أوغلو: "إنّ روسيا وافقت عندما طلبت تركيا منها سحب السفن الحربية غير المسجلة في أسطولها في البحر الأسود للمرور عبر مضيقي البوسفور والدردنيل".

ويربط مضيقا البوسفور والدردنيل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، والذي من خلاله شنّت روسيا توغلاً على الساحل الجنوبي لأوكرانيا، وبموجب اتفاقية مونترو لعام 1936، تسيطر تركيا على مضيقي الدردنيل والبوسفور ويمكن أن تحدّ من مرور السفن الحربية أثناء الحرب أو في حالة التهديد.

أوغلو: لسنا مضطرين للانحياز إلى جانب في الحرب، على العكس من ذلك، نحن دولة يمكن أن تقيم حواراً متساوياً مع الجانبين لإنهائه

وفي تغير مفاجئ، وصفت تركيا الأحد الماضي الغزو الروسي لأوكرانيا بـ"الحرب"، ممّا اعتبره محللون تمهيداً لإغلاق البحر الأسود أمام السفن الحربية الروسية.

وأضاف أوغلو: "لسنا مضطرين للانحياز إلى جانب في الحرب، على العكس من ذلك، نحن دولة يمكن أن تقيم حواراً متساوياً مع الجانبين لإنهائه"، مؤكداً: "لا يمكننا تحمّل الانحياز إلى أيّ طرف"، إلا أنّه قال: "يتعين القول عندما يكون هناك خطأ ما، وإنّ هجوم روسيا على أوكرانيا يُعدّ انتهاكاً للقوانين الدولية."

وقال جاويش أوغلو: "لا يوجد تناقض في موقف تركيا هنا"، موضحاً أنّ أنقرة امتنعت عن التصويت على تعليق عضوية روسيا في مجلس أوروبا في 25 شباط (فبراير)، لأنّها تدعو إلى الحوار تحت أيّ ظرف من الظروف.

 تذبذب الموقف التركي فسّرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أول أمس الثلاثاء بأنّه بسبب الخوف من غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.