هل انقلب الإخوان على النظام التركي؟

هل انقلب الإخوان على النظام التركي؟

هل انقلب الإخوان على النظام التركي؟


30/07/2023

تحاول جماعة الإخوان المسلمين استغلال القضايا الإنسانية لتحقيق الأهداف السياسية والوصول إلى مآربها المشبوهة.

ووفق مقالة للكاتبة هيلة المشوح في صحيفة "عكاظ" السعودية، فإنّ استغلال الإخوان للقضايا الإنسانية ليس بغريب، خصوصاً لمن شهد ما سُمّي بـ"الربيع العربي" واختراق التنظيم الإخواني له من خلال شعارات نصرة القضايا الشعبية وتأجيج المشاعر الدينية والإنسانية وصولاً إلى التنديد بالحكومات العربية والمطالبة بإسقاطها، وما زامن ذلك المشهد من خراب وتدمير ودماء.

المشوح: اليوم نشهد حالة من المتاجرة بالقضايا الإنسانية من قبل الجماعة الذين اصطفوا ضد الحكومة التركية رافعين شعارات رفض العنصرية ضد السوريين

وكتبت المشوح: "اليوم نشهد حالة غريبة من المتاجرة بالقضايا الإنسانية من قبل كوادر ورموز الجماعة الذين اصطفوا بشكل سريع ضد الحكومة التركية رافعين شعارات رفض العنصرية ضد السوريين في تركيا!

وتساءلت: "لو لم تتحرك تركيا ضد جماعة الإخوان وتجردهم من كل أدوات التمكين السابقة وتطردهم من أراضيها، ولو لم تسعَ لتقوية علاقاتها مع دول المنطقة، فهل سيكون هذا موقف الإخوان تجاه قضية العنصرية ضد العرب في تركيا؟".   

لو لم تتحرك تركيا ضد الإخوان، ولو لم تسعَ لتقوية علاقاتها مع دول المنطقة، فهل سيكون هذا موقف الإخوان تجاه قضية العنصرية ضد العرب في تركيا

وأجابت المشوح :"بالطبع، لا، فلن يجرؤ أيّ كادر إخواني، كبيراً كان أو صغيراً، أن يتفوّه بحرف أو يكتب كلمة لنصرة الشعب السوري، فقضية سوريا برمتها على مرأى ومسمع الحزب، ولم نشهد أيّ موقف إيجابي في هذا الشأن، ولم نسمع عن أيّ انتقاد أو مطالبات باستقبال النازحين السوريين على مدى عقد ونيف منذ بدء تدفق المهجرين على أوروبا وبقية البلاد العربية، فالمسألة هنا لا تحتاج للحصافة أو لمزيد من التحليل، خصوصاً أنّ هذا الموقف الجماعي المتأجج لجماعة الإخوان تزامن تماماً مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

الموقف الجماعي المتأجج لجماعة الإخوان تزامن مع زيارة أردوغان إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة

وأكدت الكاتبة أنّ مسرحيات الإنسانية الإخوانية ضد الحكومة التركية ظهرت كوسيلة ضغط واستعراض قوة التنظيم في تأجيج الرأي الإسلامي العام ضد تركيا التي كانت بالأمس ملاذهم وقبلة دعواتهم ومحط إعجابهم، لتصبح اليوم ظالمة وعنصرية لمجرد ترسيخ علاقاتها مع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات.

وأضافت أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تعجّ في الوقت الراهن بالمعلقات الشعرية التي تدين تركيا وتصفها بالعنصرية، وتملأ التغريدات حسابات الإخوان تنديداً بالنظام التركي التي بدأت بالتلميح وأضحت بالتصريح ثم الانقسامات في قلب التنظيم نفسه.

مسرحيات الإنسانية الإخوانية ضد الحكومة التركية ظهرت كوسيلة ضغط واستعراض قوة التنظيم في تأجيج الرأي الإسلامي العام ضد تركيا.

وتساءلت المشوح: "كيف انقلبت فئة كبيرة من هذا الحزب المصنف إرهابياً في الكثير من الدول من مطبل يتغنى بفضائل الترك ومحاسنهم وكيل المدائح والأشعار للرئيس أردوغان إلى بيادق ضد النظام التركي؟ والجواب هو أنّ هذا التنظيم فاشل سياسياً، وحساباته ترتد عليه بالكوارث والمصائب، كونه مجرد تنظيم مستهلك وورقة سياسية تتقاذفها البراغماتية الدولية والمصالح السياسية، وفور الانتهاء منه يتم حرقه في مكبات السياسة، غير مأسوف عليه ولا على كوادره كباراً وصغاراً".

وختمت مقالتها بالقول: "قاعدة مهمة لم يستوعبها الإخوان لجهلهم وفقرهم بأدنى مبادئ السياسة: الخونة لأوطانهم ينهزمون عند أول منعطف سياسي، ويرتدون على أعقابهم خاسرين ذليلين محطمين".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية