
خالد منتصر
يحاول الإخوان في تونس، ممثلين في حزب النهضة، العودة إلى المشهد من جديد ومن خلال مراوغات ورسائل تخدير وطمأنة وتُقية للشعب التونسي، ومن مصري يعيش في مصر وشهد ولادة وصعود الجماعات الإسلامية في نهاية السبعينات في الجامعة، أقول لأبناء تونس، ليس بين القنافذ أملس!.
نحن البلد الذي وُلد فيه التنظيم على يد حسن البنا، ونحن أقدر الناس على فهمهم، وأقولها وبالفم المليان وكلي ثقة، الإخوان يمارسون التُّقية طيلة حياتهم، ولا يتراجعون عن أفكارهم الرجعية، ولا يتعلمون الدرس، صافحوا عبدالناصر في بداية الثورة ثم أطلقوا عليه الرصاص في المنشية، وعدوا السادات بتغيير فكرهم وبأنهم سيكونون بديل اليسار، وقتلوه يوم عُرسه، وترك لهم مبارك أكثر من ثمانين مقعداً لكنهم بعدها طالبوا بإعدامه في ميدان التحرير!
من يصدقهم أو يراهن عليهم فهو يراهن على وهم ويمسك بسراب، ماذا قال لكم أمين عام حزب النهضة؟ ماذا قال العجمي الوريمي؟ قال: الحركة بصبغتها الجديدة، لا تسعى للعودة إلى السلطة، بل ستنغمس في القيام بمراجعات جذرية لإصلاح أخطاء سياسية مُرتكبة اقترنت بالفترة التي سميت «العشرية السوداء».
أذكركم بأن الإخوان في مصر بعد يناير(كانون الثاني) قالوا لن نترشح على الرئاسة، ثم حدث ما حدث. قال الوريمي: «الحركة الآن ليست في سياق صراع على السلطة، بل هي في صراع من أجل عودة الديمقراطية»، قائلاً: «ليست لدينا رهانات حزبية ضيقة في أي استحقاق انتخابي وطني في الأفق القريب». هل ستصدقونه؟
أضاف الوريمي: «ربّما بعض الأطراف لديها مشكلة مع النهضة، وتداول الحديث عن مناورة سياسية يدخل في خانة الأحكام المسبقة، كما أن شهادتي الولادة والوفاة السياسيتين يمنحهما الشعب التونسي للأحزاب، والنهضة لم تولد البارحة، بل نمت وتطورت وتجذّرت، وما زال لديها جزء من النسيج المجتمعي التونسي»، مشيراً إلى أن «كل الأحزاب الآن في حالة مدّ وجزر، لكن صندوق الاقتراع هو الفيصل».
هل تعرفون يا أبناء تونس أن صندوق الاقتراع عندهم هو مجرد سلم يركلونه عندما يصعدون إلى نهاية الدرج! يكتب خالد هدوي في تقرير صحفي عن المراقبين والخبراء التونسيين والمثقفين هناك وينقل عنهم قولهم إن النهضة ما زالت وفيّة لتقاليدها في ازدواجية الخطاب لتظهر عكس ما تُضمر.
وتقول الشيء وتقصد نقيضه، بحثاً عن تموقع سياسي مفقود، وها هي الآن تسعى لتغيير نوعية خطابها بالقطع مع صورتها النمطية المألوفة واستبدالها بأخرى جديدة مناسبة للوضع الحالي حتى تتمكن من إدارة مرحلتها الانتقالية كأفضل ما يكون. وقال ناجي جلول، رئيس الائتلاف الوطني التونسي: «في آخر مؤتمر للحركة تخلوا عن الطابع التقليدي بالفصل بين الدعوي والسياسي، لكن خوفي أن تكون الحركة مثل الثعبان الذي يغيّر جلده للتمكن من العيش». أعتقد أن مثقفي تونس لن يُخدعوا مرة أخرى.
عن "الوطن"