هل أحكم حزب العدالة والتنمية التركي سيطرته على سوريا؟

هل أحكم حزب العدالة والتنمية التركي سيطرته على سوريا؟

هل أحكم حزب العدالة والتنمية التركي سيطرته على سوريا؟


26/12/2024

فتحت شبكة (الإندبندنت) ملف التغلغل الشائك لنظام العدالة والتنمية (ذراع الإخوان المسلمين) الحاكم في تركيا في الشأن السوري، من خلال تحكمه بقرار الميليشيات العسكرية، وتجنيس اللاجئين. 

ووفق الأرقام الرسمية، فإنّ أكثر من (238) ألف سوري مجنس تركيّاً، وتعتقد المعارضة التركية أنّ الرقم أكبر من ذلك بأضعاف، ومئات آلاف السوريين درسوا في الجامعات التركية وأصبحت اللغة التركية لغة ثانية رسمية لهم، كل هذا يسهم في خلق قوة ناعمة لتركيا في سوريا، قد يخفف من حدتها وجود دور عربي مباشر في مستقبل سوريا.

وفي الوقت الذي تخرج فيه أصوات معارضة للوجود السوري في تركيا، تظهر آراء أخرى تدافع بشكل مستميت عن تركيا بدعوى أنّها استقبلتهم لاجئين، ووفرت لهم ملاذاً آمناً، وقدمت لهم خدمات أفضل من التي يحصلون عليها في وطنهم الأم، وفي النهاية منحتهم جنسيتها، وساوتهم بمواطنيها، علماً أنّ السوري المجنس في تركيا له حقوق كاملة كحقوق المواطن التركي الأصلي وفق ما ينص عليه دستور البلاد".

وانتقلت (الإندبندنت) من تركيا إلى سوريا بحلتها الجديدة، فقد أعلنت القيادة العامة في دمشق تعيين أسعد حسن الشيباني وزيراً للخارجية، وتعيين عزام غريب محافظاً لحلب، الشيباني حاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة صباح الدين زعيم التركية في مدينة إسطنبول، وتسلم منصباً هو الأعلى في السياسة الخارجية لسوريا، أمّا غريب فقد أصبح مسؤولاً عن عاصمة سوريا الاقتصادية وثاني أهم مدنها، وهو أيضاً حاصل على شهادة الماجستير من جامعة بنغول التركية.

 وزير الخارجية السورية: أسعد حسن الشيباني

وهناك عشرات الآلاف من السوريين الحاصلين على الجنسية التركية، ومئات الآلاف من السوريين يتحدثون اللغة التركية كلغة رئيسة ثانية، ودرسوا وتخرجوا في الجامعات التركية، أمّا من حيث الأرقام الحكومية الرسمية، فقد صدرت آخر إحصائية في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2023، قبل نحو عام، حين قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا: إنّ هناك أكثر من (238) ألف سوري من الخاضعين للحماية المؤقتة حصلوا على الجنسية التركية بصورة استثنائية".

وقال غوكهان تشينكارا، مدير مركز الدراسات العالمية والإقليمية في جامعة نجم الدين أربكان: إنّ "وجود هذا الكم من السوريين الحاصلين على الجنسية التركية، أو الذين درسوا وتعلموا في الجامعات التركية يمثل مصدر قوة ناعمة لتركيا"، ويزعم تشينكارا أنّ "هذا لن يكون إيجابياً بالنسبة إلى تركيا فحسب، بل تنعكس إيجابيته على سوريا أيضاً، إذ سيسهم في تسهيل التعاون التعليمي والثقافي المحتمل بين البلدين، إضافة إلى ذلك سيكون لتركيا الأولوية في العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي مع سوريا".

رجحت وسائل إعلام تركية أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوريا على رأس وفد وزاري كبير يضم رجال أعمال ومستثمرين.

باحث تركي آخر، فضّل عدم الكشف عن اسمه، يقول في حديث خاص إلى (إندبندنت عربية): إنّ "ما نراه في سوريا من حيث التدخل التركي وجه مختلف لإيران، أعتقد أنّ التدخل التركي في سوريا يشبه التدخل الإيراني في سوريا، لكنّ الفرق بينهما هو أنّ إيران دخلت وتغلغت في سوريا على جماجم المدنيين السوريين ولأسباب طائفية، أمّا تركيا فلم تتلطخ يداها بالدماء السورية، لكنّ هذا لا يبرر لأنقرة التغلغل في الشؤون السورية إلى هذه الدرجة، فمنذ الأيام الأولى لسقوط نظام الأسد تواصل الوفود التركية واحداً تلو الآخر الذهاب إلى سوريا".

ويضيف الباحث التركي أنّ "السوريين الذين ينتمون إلى تركيا هم على أصناف مختلفة، الصنف الأول هم المستفيدون، وهؤلاء لا يحبون تركيا، وإنّما يحبون حزب العدالة والتنمية، هذا الحزب هو الذي أدار الأزمة السورية من جانب تركيا، وهو من فتح أبواب البلاد لدخول ملايين اللاجئين، وهو نفسه الذي هدد بهم الغرب، وهو نفسه الذي دعا بشار الأسد إلى إجراء مفاوضات، وطلب منه مرات عدة اللقاء، وهو نفسه الذي قال إنّه يدعم الثوار في تحرير سوريا من حكم البعث، وهو نفسه الذي احتفل بسقوط البعث وأرسل وزراءه ومسؤوليه إلى دمشق". 

وتابع: "هناك فئة من السوريين يدينون لحزب العدالة والتنمية، لكن في الانتخابات المقبلة إذا خسر حزب العدالة والتنمية في الصناديق، فإنّ ولاءهم سيتغير، وفي المقابل لا يمكنني أن أنكر أنّ هناك صنفاً من السوريين يحب تركيا بإخلاص، وهو مستعد للدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة.

وفي إطار متصل بالتوسع التركي في سوريا للهيمنة على القرار، ادّعى الصحفي سنان برهان، في البرنامج الحواري على قناة TV100، أنّ تركيا ستنشئ قاعدة عسكرية في دمشق.

وقال برهان: "هناك معلومات يتم الحديث عنها في أنقرة؛ أوّلاً تركيا لديها اتفاقية تعاون عسكري مع إدارة دمشق، وثانياً اتفاقية في البحر الأبيض المتوسط كما في ليبيا، وثالثاً إنشاء قاعدة عسكرية في دمشق، ورابعاً إنشاء قاعدة بحرية في طرطوس على جدول الأعمال".

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي التقى رئيس الإدارة الجديدة أحمد الشرع في العاصمة السورية دمشق هذا الأسبوع، قد أدلى بتصريح مثير قال فيه: "نحن في تركيا فخورون بأن نكون على الجانب الصحيح من التاريخ، أيام أفضل تنتظرنا، السوريون سيحددون مستقبل سوريا في المستقبل".

رئيس الإدارة الجديدة في سوريا: أحمد الشرع

من ناحية أخرى، توجه رئيس جهاز المخابرات التركية إبراهيم كالين أيضاً إلى دمشق، وأجرى اتصالات في الأسابيع الماضية.

ورجحت وسائل إعلام تركية أوّل من أمس أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوريا على رأس وفد وزاري كبير يضم رجال أعمال ومستثمرين.

ونقلت صحيفة (حرييت) أنباء عن زيارة محتملة لأردوغان إلى سوريا قريباً، وذكرت صحيفة Türkiye  أنّ أردوغان قد يزور سوريا خلال الأيام الـ (15) المقبلة.

ووفقا للصحيفة، فإنّه" سيتم إنشاء "درع جوي وبري" للرئيس على طول خط إدلب ـ حماة- حمص، كما سيتم تفعيل الرادارات التركية ومراقبة كافة التحركات الجوية.

ووفق (العربية)، فإنّ أرودغان سيزور المسجد الأموي وقبر صلاح الدين الأيوبي، وسيقابل القائد العام للإدارة السورية الحالية أحمد الشرع، وأعضاء الحكومة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية