هكذا ردت إسرائيل على تقرير يدينها في نزاعها مع الفلسطينيين.. ماذا عن أمريكا؟‎‏

هكذا ردت إسرائيل على تقرير يدينها في نزاعها مع الفلسطينيين.. ماذا عن أمريكا؟‎‏


08/06/2022

تتوالى التقارير الأممية والحقوقية التي تُدين إسرائيل وتفضح انتهاكاتها المُستمرة بحق الفلسطينيين، فبعد تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية في شهر شباط (فبراير) من العام الجاري وأدان إسرائيل لارتكابها جريمة الفصل العنصري والتنكيل بالشعب الفلسطيني، خلص تقرير دولي حديث صدر عن الأمم المتحدة إلى أنّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي والتمييز ضد الفلسطينيين هما "السببان الجذريان للتوتر وإطالة أمد النزاع في منطقة الشرق الأوسط"، وهو ما رفضته إسرائيل والولايات المتحدة.

وأفاد التقرير المقدم إلى مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس، بأنّ "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي ضروري لإنهاء دورة العنف المستمر".

انتهاكات إسرائيل تستديم العنف

وأوضح التقرير الأول الصادر عن لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أنّ الإفلات من العقاب يزيد من استياء الفلسطينيين، مشيراً إلى أنّ جرائم التهجير القسري وهدم البيوت وبناء المستوطنات وعنف المستوطنين والحصار المفروض على قطاع غزة، هي العوامل الرئيسية المؤدية للعنف.

وقالت مفوضية حقوق الإنسان إنّ الأطراف المعنية على الجانبين أشارت إلى ما أصبح "وضع احتلال دائم" على أنه القضية الرئيسية خلف التوترات الحالية وعدم الاستقرار والصراع في الأراضي المحتلة والقدس الشرقية وإسرائيل.

ووفق ما أورده موقع الأمم المُتحدة، صدر التقرير بعد أن أجرى الأعضاء تقييماً للتوصيات التي قدمتها لجان التحقيق وبعثات تقصي الحقائق السابقة، فضلاً عن آليات الأمم المتحدة الأخرى، وجلسات الاستماع الخاصة بها.

كما قامت المفوضية ببعثتين إلى جنيف وواحدة إلى الأردن أجرت خلالها مشاورات مع مختلف أصحاب العلاقة، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني الإسرائيلية والفلسطينية.

"لا نهاية في الأفق"

اللجنة حددت العديد من القضايا الشاملة التي تكمن في صميم معظم التوصيات، مثل فشل إسرائيل في احترام قوانين وأعراف الحرب، بما في ذلك قوانين الاحتلال الحربي، وانتهاكات الحقوق الفردية والجماعية، وانعدام المساءلة.

وقالت نافانيثيم بيلاي، رئيسة اللجنة، أنّ "النتائج والتوصيات ذات الصلة بالأسباب الجذرية كانت موجهة بشكل كبير نحو إسرائيل، والتي اتخذناها كمؤشر على الطبيعة غير المتكافئة للصراع وواقع دولة تحتل الأخرى".

وأضافت بيلاي أنّ الأعضاء وجدوا أنّ التوصيات السابقة "لم تُنفذ إلى حد كبير"، بما في ذلك دعوات لضمان المساءلة عن انتهاكات إسرائيل لقوانين حقوق الإنسان، وإطلاق الجماعات الفلسطينية المسلحة للصواريخ بشكل عشوائي على إسرائيل.

 

رئيسة اللجنة: النتائج والتوصيات ذات الصلة بالأسباب الجذرية كانت موجهة بشكل كبير نحو إسرائيل، والتي اتخذناها كمؤشر على الطبيعة غير المتكافئة للصراع وواقع دولة تحتل الأخرى

 

وقال المفوض ميلون كوثاري: "إنّ مراجعتنا لنتائج وتوصيات آليات وهيئات الأمم المتحدة السابقة تشير بوضوح إلى أنّ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بما يتفق تماماً مع قرارات مجلس الأمن، لا يزال ضرورياً لوقف دائرة العنف المستمرة".

وأضاف أنه "فقط مع إنهاء الاحتلال يمكن للعالم أن يبدأ في عكس الأخطاء التاريخية والتحرك نحو تقرير المصير للشعب الفلسطيني".

لكن من الواضح أنّ إسرائيل لا تنوي إنهاء الاحتلال، بحسب المفوض كريس سيدوتي، الذي قال: "في الواقع، لقد وضعت (إسرائيل) سياسات واضحة لضمان السيطرة الدائمة الكاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويشمل ذلك تغيير التركيبة السكانية لهذه الأراضي من خلال الحفاظ على بيئة قمعية للفلسطينيين وبيئة مواتية للمستوطنين الإسرائيليين.

وأكد أنّ "سياسات إسرائيل وأفعالها تبني الإحباط الفلسطيني وتؤدي إلى الشعور باليأس. إنها تغذي دورة العنف وحماية الصراع".

انتقادات للفلسطينيين

كما وانتقد التقرير السلطة الفلسطينية التي اعتبرها "تستخدم الاحتلال كمبرر لتقريرها الخاص بحقوق الإنسان وكسبب أساسي لفشلها في إجراء انتخابات رئاسية".

ميلون كوثاري: فقط مع إنهاء الاحتلال يمكن للعالم أن يبدأ في عكس الأخطاء التاريخية والتحرك نحو تقرير المصير للشعب الفلسطيني

كما وجه انتقادات لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة مشيراً إلى أنّ لها "التزاماً ضئيلاً بدعم حقوق الإنسان، وعدم التزام بالقانون الإنساني الدولي".

رفض إسرائيلي وأمريكي

وفي ردها على هذا التقرير، وصفت الخارجية الإسرائيلية تقرير لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بأنه "إهدار للمال وجهود أجهزة الأمم المتحدة لا أكثر".

وأضافت الخارجية الإسرائيلية أنّ التقرير "متحيز وأحادي الجانب وملوث بالكراهية لإسرائيل، ويستند إلى سلسلة طويلة من التقارير أحادية الجانب والتحيزات السابقة".

من جهتها، عارضت الخارجية الأميركية ما وصفته "بالطبيعة الغامضة" للجنة تقصي الحقائق التي تمثل "نهجاً منحازاً لا يعزز آفاق السلام".

في ردها على هذا التقرير، وصفت الخارجية الإسرائيلية تقرير لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بأنه إهدار للمال وجهود أجهزة الأمم المتحدة لا أكثر

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان: "كما ذكرنا مراراً وتكراراً فإننا نعارض بشدة الطبيعة المفتوحة والمحددة بشكل غامض للجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بشأن الوضع في إسرائيل والضفة الغربية وغزة".

واعتبر برايس أنّ التقرير يمثل "مقاربة منحازة ومتحيزة ولا يفعل شيئاً لتعزيز آفاق السلام"، وفق ما أورده موقع "الحرة".

ترحيب فلسطيني

وأشادت السلطة الفلسطينية بالتقرير ودعت إلى "ضمان مساءلة دولة الاحتلال على انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما يضع حداً لإفلات إسرائيل من العقاب".

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قد اعتبرت قبل بضع أيام أنّ غياب الردع الدولي يشجع إسرائيل على الاستمرار بجرائمها ضد الفلسطينيين. 

كما رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتقرير ودعت إلى محاسبة قادة إسرائيل على "جرائمهم وانتهاكاتهم لحقوق الشعب الفلسطيني".

لكن الفلسطينيين الذين رحبوا بتقرير الأمم المتحدة رفضوا انتخاب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، نائباً لرئيس الجمعية العامة للدورة الـ 77 للجمعية التي تبدأ في 18 أيلول (سبتمبر) المقبل.

غلعاد إردان

واعتبرت إسرائيل التصويت الذي أجري في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وجاء بالتزامن مع تقرير الأمم المتحدة الذي أدان إسرائيل، اعتبرته انتصاراً لها في سياق علاقتها الدولية، وفق ما أورده موقع "عرب 48".

وسيوكل  إلى إردان، الذي سيستمر في منصبه لمدة عام، بموجب منصبه الجديد، ترؤس جلسات الجمعية العامة في دورتها الـ 77 وسيشارك في وضع جدول أعمال مداولاتها.

واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان صحفي، اليوم، أنّ هذا الترشيح بمثابة محاولة لتطبيع الاجرام والإفلات من العقاب في المنظومة الدولية، ويأتي في سياق مسلسل متصل من المحاولات المحمومة لحكومات هذه الدول لتبييض صفحة الاحتلال الاستعماري، ولحمايته من المساءلة عن جرائمه التي يرتكبها بشكل ممنهج ومتصاعد بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الأساسية.

مواضيع ذات صلة:

ربع اليهود الأمريكيين يعدّون إسرائيل دولة فصل عنصري

تركيا وإسرائيل بين التطبيع والمناورة السياسية

وزير خارجية تركيا يزور إسرائيل لهذه الأسباب



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية