هكذا جُنّد منفذو تفجيرات سريلانكا..

هكذا جُنّد منفذو تفجيرات سريلانكا..


05/05/2019

كشفت التحقيقات الأولية؛ أن مدبّر اعتداءات سريلانكا الانتحارية، زهران هاشم، والتي تزامنت مع عيد الفصح الكاثوليكي، استخدم مواقع التواصل الاجتماعي للدعوة لقتل غير المسلمين، وعمل على مدى شهور في غرف الدردشة الخاصة عبر الإنترنت، لإقناع ستة شباب بتفجير أنفسهم، وفق ما أفادت شخصيات من الأقلية المسلمة في البلاد.

الانتحاريون استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل بعيداً عن أعين السلطات والتخطيط للهجوم

وأقنع هاشم، الذي قُتل في الهجوم على فندق "شانغري-لا"، في اعتداءات 21 نيسان (أبريل)، الشقيقين الثريين، إلهام وإنشاف إبراهيم، بتمويل الاعتداءات والمشاركة فيها، بحسب ما أفادت الشرطة وشخصيات مسلمة في البلاد، وفق وكالة "رويترز".

وقال محقق من جهاز الشرطة: "نشتبه بأن الشقيقين استخدما الأموال التي جمعاها من تجارة التوابل لتمويل التفجيرات"، مضيفاً "يبدو أنّ التلقين العقائدي تمّ عبر الإنترنت، باستخدام يوتيوب وفيسبوك".

وأفاد جيران الشقيقين إبراهيم بأنهما كانا غامضين ومسلمين متدينين، بينما ذكر قادة الأقلية أنهما لم ينشطا في أيّة جماعة.

وقال زعيم "جماعة التوحيد السيلانية" المعتدلة، ر.عبد الرازق: "نعتقد أنّ زهران دفع هؤلاء الأشخاص إلى التطرف باستخدام فيسبوك"، مضيفاً: "خلال العام الماضي خصوصاً، كان يدعو علناً لقتل غير المسلمين".

ويعتقد المحققون وقادة الأقلية المسلمة بأنّ المجموعة استخدمت الرسائل الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل، بعيداً عن أنظار السلطات.

وكانت "جماعة التوحيد السيلانية"، و"جمعية علماء سريلانكا" قد حذّرتا المؤسسة الأمنية في البلاد من هاشم ومساعديه، لكنّهما أشارتا إلى أنّ تحذيراتهما لم تلق اهتماماً جديّاً.

وأقرّت الحكومة السريلانكية، في وقت سابق؛ بأنّ التحذيرات التي تلقتها من أجهزة استخبارات أجنبية بشأن الهجمات لم تصل إلى الوزراء.

وقال عبد الرازق: "طلبنا من أجهزة الاستخبارات إغلاق صفحة زهران هاشم على فيسبوك؛ لأنه كان يسمم عقول السريلانكيين المسلمين"، مضيفاً: "قيل لنا إنّه من الأفضل السماح له بامتلاك صفحة لتتمكن السلطات من مراقبة أنشطته".

بدورها، أفادت مجموعة أخرى؛ هي "جماعة سريلانكا للتوحيد": بأنّها دعت لمؤتمر صحفي، عام 2017، لتحذير السلطات من هاشم، لكن لم تُتخذ أيّة إجراءات بحقه".

وقال المتحدث باسم الجماعة، توصيف أحمد: إنّ "زهران نشر دعايته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان ينشر دعاية على نمط تلك التي يبثها تنظيم داعش، ونجح في جذب الانتحاريين بطريقة ما".

ونشرت السلطات هذا الأسبوع تفاصيل أكثر عن المتورطين في الاعتداءات، ما كشف وجود مجموعتين من الأشقاء على الأقل.

وقتل إلهام إبراهيم في اعتداء فندق "شانغري-لا"، بينما فجّر شقيقه إنشاف فندق "سينامون غراند"، أما شقيق هاشم، الذي لم يتم الكشف عن اسمه بعد، فقد فجّر نفسه عندما تمت محاصرته، بتاريخ 26 نيسان (أبريل)، قرب بلدة كالموناي على الساحل الشرقي للبلاد، وكان برفقته ثلاث أرامل لمنفذي اعتداءات عيد الفصح، عندما حاصرت قوات الأمن المنزل.

وقتل 16 شخصاً في المنزل، بينهم ستة أطفال، وأقارب لهاشم، وأعضاء من حركته "جماعة التوحيد الوطنية"؛ التي تم حظرها في أعقاب الهجمات.

وفجّرت زوجة إلهام إبراهيم الحامل، وتدعى فاطمة إلهام، نفسها عندما داهمت الشرطة منزل العائلة في كولومبو، بعد ساعات من وقوع الاعتداءات، وقتلت كذلك طفليها وثلاثة عناصر في الشرطة.

جماعة التوحيد وجمعية علماء سريلانكا حذرتا المؤسسة الأمنية من زهران هاشم ومساعديه

وتم التعريف عن الانتحاري الذي استهدف فندق "كينغزبوري" في كولومبو؛ بأنّه محمد عزّام مبارك محمد، وتحتجز الشرطة زوجته حالياً.

وكان فندق رابع على قائمة المهاجمين، لكن المنفّذ عبد اللطيف، الذي كان من المفترض أن يستهدفه، لم يتمكن من تفجير القنابل التي كانت بحوزته، وبعد ساعات، فجّرها في نزل صغير فقتل نفسه وشخصين آخرين.

ودرس عبد اللطيف هندسة الطيران في جامعة "كينغستون" البريطانية وأكمل دراساته العليا في ميلبورن بأستراليا، وذكرت وسائل الإعلام الأسترالية؛ أنّه خضع للتحقيق أجرته وحدة مكافحة الإرهاب في البلاد معه، عام 2014، مشيرة إلى أنه قد يكون سافر إلى سوريا.

وتواصل مع هاشم من خلال منشورات على فيسبوك وتسجيلات مصورة على يوتيوب، أما الثلاثة الذين استهدفوا الكنائس الثلاث؛ فتمّ التعريف بهم على أنهم: أحمد معاذ، ومحمد حسن، ومحمد ناصر محمد أسد، ولم يعرف الكثير عنهم ضمن مجتمعاتهم، بحسب شخصيات مسلمة في سريلانكا.

وأسفرت سلسلة الاعتداءات التي ضربت ثلاث كنائس وعدداً مماثلاً من الفنادق، مستهدفة المسيحيين والسيّاح الأجانب، عن مقتل 257 شخصاً.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية