هكذا تواجه السلطات المغربية سيل الأخبار المضللة والكاذبة حول الزلزال

هكذا تواجه السلطات المغربية سيل الأخبار المضللة والكاذبة حول الزلزال

هكذا تواجه السلطات المغربية سيل الأخبار المضللة والكاذبة حول الزلزال


10/09/2023

غرقت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بالأخبار الكاذبة المتعلقة بالزلزال المدمر الذي ضرب بعض مناطق المغرب، سواء من ناحية أعداد الضحايا، أو الأنباء المنتشرة عن قرب وقوع زلزال ثانٍ في المناطق المدمّرة نفسها، أو من ناحية الفيديوهات والصور القديمة التي أعيد نشرها بصفتها حديثة من موقع الكارثة.

وأظهرت السلطات المغربية قدرة عالية على التعامل السريع مع انتشار أخبار زائفة ومضللة رافقت الساعات الأولى للزلزال المدمر، سواء تلك التي تبحث عن الإثارة أو التي التقطت معلومات من وسائل التواصل الاجتماعي دون التثبت من صحتها، أو التي لها أغراض سياسية وتبحث عن تسويق المعلومات المضللة. 

وتحركت الهيئات الإعلامية مبكراً للتصحيح وللتصدي لتلك الأخبار الزائفة، ردّاً على تقديم بعض الصفحات على الشبكات الاجتماعية، ومعها فيديوهات وصور وتسجيلات صوتية على تطبيق (واتساب)، معلومات غير صحيحة عن الزلزال، بينما فتحت الشرطة تحقيقاً في نشر خبر كاذب استخدم العلامة البصرية لإحدى المواقع المغربية الإخبارية المعروفة والموثوقة من أجل بث الرعب بين سكان مراكش.

وكالة المغرب العربي للأنباء تستحدث آلية ترصد الأخبار الكاذبة والصور والفيديوهات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي لتفنيدها

وأطلقت وكالة المغرب العربي للأنباء سلسلة "زلزال الحوز: رصد وتفنيد الأخبار الزائفة" SOS Fake News، رصدت من خلالها الأخبار الكاذبة والصور والفيديوهات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، لإدراكها أنّ هذا التضليل يلحق أضراراً جسيمة خلال عمليات إنقاذ المتضررين، ويساهم في تعطيل توفير الاحتياجات الأساسية لضحايا الزلزال، مثل المأوى والدواء. إذ تتحول مواقع التواصل الاجتماعي خلال الكوارث أو الحروب إلى مصدر الأخبار الأول، بسبب سرعة الوصول إلى مكان الحدث، ونشر الصور ومقاطع الفيديو المباشرة من كل مكان.

وتتابع سلسلة "رصد وتفنيد الأخبار الزائفة" كل ما ينشر على المنصات الإعلامية والاجتماعية العربية والغربية بخصوص الزلزال، للفرز بين الأخبار الزائفة والصحيحة، لا سيّما أنّ العديد من وسائل الإعلام وقعت في فخ التضليل، ونقلت أنباء عن مواقع التواصل الاجتماعي دون تحري الدقة عن هذه المعلومات، التي تتسبب بإلحاق أضرار جسيمة خلال عمليات الإنقاذ. كما أنّ الناجين يعانون بشكل كبير من انتشار هذه الأنباء.

وتوضح وكالة المغرب بشكل متتابع المعلومات الكاذبة التي يتم تداولها، وتصححها، لتكون لدى المتابع رؤية صحيحة لما يجري.

ووفق الوكالة الرسمية، فقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات قديمة لانهيار بنايات سكنية متهالكة، منها انهيار منزل بدرب مولاي الشريف بالدار البيضاء ليلة الإثنين 26 كانون الأول (ديسمبر) 2022.

ويتم تداول صور زائفة على شبكة الإنترنت لمنشآت مينائية متضررة وانقلاب سفن على الأرصفة، في حين أنّ حقيقة هذه الصور هي لمنشآت مينائية أجنبية، إضافة إلى كوارث طبيعية سبق أن وقعت ببلدان أخرى، مثل زلزال ساحل المحيط الهادئ في توهوكو باليابان  2011.

الفيدرالية المغربية تدعو ناشري الصحف إلى محاربة الأخبار الزائفة، والتركيز على الجودة المهنية والتقيد بأخلاقيات المهنة والمسؤولية المجتمعية

وقالت الوكالة: إنّ تدوينات نشرتها وسيلة إعلامية أجنبية تفيد بأنّ "ضحايا زلزال الحوز كانوا ممددين على الأرض عند مدخل أحد المراكز الاستشفائية في انتظار دورهم، لعدم توفر أماكن بقاعة العلاج"، وهو خبر عارٍ عن الصحة تماماً.

كما انتشرت صورة مضللة على نطاق واسع لمدينة مراكش تظهر حواجز إسمنتية في بعض الأحياء عقب زلزال الحوز، في حين تم نشر هذه الصورة لأول مرة في 6 أيلول (سبتمبر) الجاري، أي قبل يومين من وقوع الزلزال.

بدورها، دعت الفيدرالية المغربية، في بيان لها نشر أمس، ناشري الصحف إلى محاربة الأخبار الزائفة حول الزلزال الذي ضرب عدداً من مناطق البلاد، والتركيز على الجودة المهنية والتقيد بأخلاقيات المهنة والمسؤولية المجتمعية.

ودعت الفيدرالية إلى الحرص على تزويد المغاربة بالأخبار والمعطيات بشكل رسمي ومستمر، وفي الوقت نفسه وجهت كل المؤسسات الصحفية الوطنية المنضوية تحت لوائها، ووسائل الإعلام الوطنية وكافة الصحفيات والصحفيين، إلى استحضار درجة الحساسية التي تميز تغطية أخبار هذه الكارثة الإنسانية، كما نادت بأهمية وواجب التحلي بالمسؤولية المجتمعية، والتقيد بقواعد وأخلاقيات المهنة.

ويعتبر الزلزال الذي وقع ليل الجمعة بقوة (7) درجات أقوى زلزال تمّ قياسه في المغرب على الإطلاق.

وأعلنت وزارة الداخلية مساء السبت أنّ الزلزال أسفر عن (2012) قتيلاً، و(2059) جريحاً، بينهم (1404) حالاتهم خطرة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية