هذه خطة النظام الإيراني لتقسيم إقليم سيستان وبلوشستان

هذه خطة النظام الإيراني لتقسيم إقليم سيستان وبلوشستان


29/05/2021

يعتزم البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه التيار المتشدد مراجعة خطة لتقسيم إقليم سيستان وبلوشستان جنوبي شرق البلاد.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية باللغة الفارسية "بي بي سي" أمس: إنّ لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الإيراني ستُعيد النظر في خطة لتقسيم إقليم سيستان وبلوشستان إلى 4 محافظات"، وإنّ "هذه الخطة ستتم مناقشتها بحضور حاكم الإقليم الحالي ومسؤولين آخرين".

لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الإيراني ستُعيد النظر في خطة لتقسيم إقليم سيستان وبلوشستان إلى 4 محافظات

ويُعدّ هذا الإقليم من أفقر المحافظات في إيران والأكثر حرماناً، ويسكنه قرابة 3 ملايين نسمة وفقاً لإحصائيات رسمية نشرتها السلطات الإيرانية عام 2017.

وفي كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، بعد نشر تفاصيل خطة تقسيم الإقليم البلوشي، أعلنت الحكومة أنه "ليس لديها خطط لتقسيم المحافظة وإنشاء أخرى جديدة".

لكن وفقاً للتقارير الإخبارية في ذلك الوقت، قيل إنه سيتم تقسيم إقليم سيستان وبلوشستان إلى 4 مقاطعات، وسط معارضة من قبل أغلب ممثلي هذا الإقليم الذي تقطنه أغلبية من الطائفة السنّية.

وفق الخطة التي نشرتها الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، ستكون محافظة سيستان وبلوشستان الشمالية ومركزها مدينة زابل، أمّا المحافظة الثانية، فستكون سيستان وبلوشستان الوسطى ومركزها مدينة زاهدان، ومحافظة سيستان وبلوشستان الجنوبية ومركزها مدينة إيرانشهر، أمام المحافظة الـ4، فستحمل اسم محافظة مكران ومركزها مدينة جابهار التي تضم أحد الموانئ الكبيرة.

وبحسب مؤيدي الخطة في البرلمان، فإنّ فصل إقليم سيستان وبلوشستان "سيحسنها" من خلال "اللامركزية لتقليص المسافة" و"سيطرة أفضل على المسؤولين المحليين، بمن فيهم الحاكم"، وأشاروا إلى التجربة "الناجحة" المتمثلة في الفصل بين المقاطعات الأخرى.

خطة تقسيم سيستان وبلوشستان تتجاهل سلامة الهوية، ولا تحلّ المشاكل الرئيسية المتمثلة في الفقر والحرمان والتمييز

لكنّ المعارضين يقولون: إنّ خطة "تقسيم سيستان وبلوشستان" تتجاهل "سلامة الهوية"، ولا تحل المشاكل الرئيسية المتمثلة في الفقر والحرمان والتمييز من خلال تقسيم الإقليم.

ووفقاً للإحصاءات الرسمية، يُعدّ إقليم سيستان وبلوشستان أفقر محافظة في إيران، ولديه أعلى معدل أمّية.

ويعارض معظم ممثلي إقليم سيستان وبلوشستان وعلماء البلوش السنّة هذا التقسيم، ففي منتصف شباط (فبراير) 2018، دعا مولانا عبد الحميد إسماعيل زهي، إمام جمعة زاهدان وزعيم أهل السنّة في إيران، دعا النواب الذين يؤيدون مقترح تقسيم إقليم سيستان وبلوشستان إلى العمل من أجل "القضاء على التمييز"، و"خلق فرص عمل" في المحافظة بدلاً من الإصرار على خطة التقسيم.

ويبلغ عدد سكان إقليم سيستان وبلوشستان قرابة 3 ملايين نسمة، وفقاً لإحصائيات ذكرها مدير السجل الإقليمي التابع لوزارة الداخلية الإيرانية رضا راحت دهمرده في 20 أيار (مايو) الماضي.

ويعيش عدد كبير من السنّة الإيرانيين في سيستان وبلوشستان، وقد عملت السلطات الحاكمة في طهران على التغيير الديموغرافي في المحافظة، وتسبب المناخ الحار والجاف والجفاف أيضاً في مزيد من المشاكل لسكان هذه المنطقة لعدة أعوام، الأمر الذي اضطر بعضهم إلى مغادرتها.

وتشترك محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية بحدود برّية مع باكستان وأفغانستان، وتنشط الجماعات البلوشية الانفصالية المعارضة في تلك المناطق الحدودية.

الصفحة الرئيسية