وقّع قادة دول مجلس التعاون الخليجي أمس على البيان الختامي للقمة الخليجية الـ 41، التي استضافتها مدينة العلا السعودية.
وأكد البيان الختامي للقمة الخليجية، بمشاركة قادة مجلس التعاون الخليجي بحضور وزير الخارجية المصري، على وقوف دول مجلس التعاون الخليجي صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس، مشدداً على عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي: إنّ مخرجات القمة أكدت طياً كاملاً لنقاط الخلاف مع قطر، مضيفاً أنّ ما تم اليوم هو عودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول الـ4 (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وقطر، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).
وشدد في الوقت نفسه على أهمية وجود موقف موحد واضح ضد التهديدات الإيرانية، مضيفاً أنّ قمة العلا أعلت المصالح العليا لمنظومة التعاون الخليجي، وأكد بيانها الختامي على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس.
وأضاف بن فرحان: إنّ بيان قمة العلا أكد على العلاقات الراسخة، ودعا لتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار، مشدداً على أنّ القمة لم تكن لتحقق أهدافها لولا التكاتف ولولا الدور الهام للكويت والولايات المتحدة.
وأضاف وزير الخارجية السعودي: إنّ القمة الخليجية أثبتت أنّ حكمة قادة الخليج قادرة على تجاوز الخلافات، لافتاً إلى أنّ بيان قمة العلا أكد على العلاقات الراسخة بين دول الخليج وشعوبها، وبما يرسخ حسن الجوار ويحقق التعاون بينها.
الأمير فيصل بن فرحان: مخرجات القمة أكدت طياً كاملاً لنقاط الخلاف مع قطر وعودة العلاقات الدبلوماسية بين الدول الـ4 والدوحة
وعلى هامش اللقاء، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قاعة مرايا بالعلا، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيز العمل الخليجي المشترك، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية.
وأكد البيان الختامي للقمة، الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، على أنّ عنوان القمة هو المصارحة والمصالحة لطي صفحة الخلافات، مشدداً على أنّ القادة المجتمعين ناقشوا تنسيق المواقف الجماعية بخصوص قضايا مختلفة.
واتفق قادة دول مجلس التعاون الخليجي وممثلوهم على 117 بنداً جاءت في نص البيان الختامي لقمة "السلطان قابوس والشيخ صباح" الخليجية التي عقدت في العلا أمس.
وبحسب الإعلان، فإنّ قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دورتها الـ41 ، أكدت تحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.
اقرأ أيضاً: مقال تحليلي: "البيت الخليجي" .. من فكر زايد إلى "العلا"
وشدد البيان على ضرورة التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز، التي أقرّها المجلس الأعلى في دورته (36) في كانون الأول (ديسمبر) 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومة الدفاعية والأمنية المشتركة وبلورة سياسية خارجية موحدة، بالإضافة إلى تفعيل دور "المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها" الذي تم تأسيسه في هذه القمة، انطلاقاً مما تضمنته رؤية العاهل السعودي، وتمكينه بشكل سريع من تنسيق العمل الخليجي المشترك لمواجهة جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة.
القمة أكدت تحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي
ونصّ البيان على استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، وتحقيق المواطنة الاقتصادية الكاملة، بما في ذلك منح مواطني دول المجلس الحرّية في العمل والتنقل والاستثمار والمساواة في تلقي التعليم والرعاية الصحية، وبناء شبكة سكة الحديد الخليجية، ومنظومة الأمن الغذائي والمائي، وتشجيع المشاريع المشتركة، وتوطين الاستثمار الخليجي.
إلى جانب الاستفادة مما تم تطويره من أدوات متقدمة للتعاون في إطار مجموعة الـ20، خلال فترة رئاسة المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، بما في ذلك تحفيز الاقتصاد، وإشراك قطاع الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني وتمكين المرأة والشباب بشكل أكبر في التنمية الاقتصادية، وتشجيع المبادرات المتعلقة بالاقتصاد الرقمي، وتكليف الأمانة العامة للمجلس بالمتابعة ووضع الخطط والبرامج لتنفيذ ذلك بالتعاون مع بيوت الخبرة المتخصصة.
وتنمية القدرات التقنية في الأجهزة الحكومية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ضماناً لسرعة وكفاءة تنفيذ الخدمات والإجراءات، وتطوير المناهج التعليمية والرعاية الصحية والتجارة الرقمية، وتعزيز التعاون بين مؤسسات المجلس ومنظمة التعاون الرقمي التي تأسست عام 2020م، بما يحقق مصالح دول المجلس.
كما شدد البيان على تعزيز أدوات الحوكمة والشفافية والمساءلة والنزاهة ومكافحة الفساد من خلال العمل الخليجي المشترك وفي كافة أجهزة مجلس التعاون ومكاتبه ومنظماته المتخصصة، والاستفادة مما تم الاتفاق عليه في إطار مجموعة الـ20 و"مبادرة الرياض" بشأن التعاون في التحقيقات في قضايا الفساد العابرة للحدود وملاحقة مرتكبيها، لما يشكله الفساد من تأثير كبير على النمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، والثقة المتبادلة بين الحكومات والشعوب.
وتعزيز التكامل العسكري بين دول المجلس تحت إشراف مجلس الدفاع المشترك واللجنة العسكرية العليا والقيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون، لمواجهة التحديات المستجدة، انطلاقاً من اتفاقية الدفاع المشترك، ومبدأ الأمن الجماعي لدول المجلس.
واستمرار الخطوات التي قامت بها دول المجلس، ومجموعة الـ20 برئاسة المملكة العربية السعودية، لمواجهة الجائحة وتخفيف آثارها محلياً وإقليمياً ودولياً، بما في ذلك مساعدة الدول الأقل نمواً في المجالات الصحية والاقتصادية.
وتناول البيان موضوع تعزيز الدور الإقليمي والدولي للمجلس من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات الاستراتيجية بين مجلس التعاون والدول والمجموعات والمنظمات الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة.
البيان شدد على تعزيز التكامل العسكري بين دول المجلس تحت إشراف مجلس الدفاع المشترك واللجنة العسكرية العليا والقيادة الموحدة
وقد أكدت قمة "السلطان قابوس والشيخ صباح" ما يوليه قادة دول مجلس التعاون من حرص على تعزيز مكتسبات المجلس، وتحقيق تطلعات المواطن الخليجي، وتذليل كافة العقبات التي تعترض مسيرة العمل المشترك.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد افتتح القمة في وقت سابق أمس، حيث أشاد بالدورين؛ الكويتي والأمريكي لرأب الصدع بين دول المنطقة، مؤكداً على دور القمة في تعزيز أواصر الأخوة.
واعتبر ولي العهد السعودي أنّ "الأنشطة الإيرانية تهدف لزعزعة الاستقرار بالمنطقة"، وأضاف: "نواجه تحديات السلوك الإيراني التخريبي".
من جهته، قال أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح: "نهنئ الجميع بما تحقق من إنجاز تاريخي في قمة العلا. نسعى لدعم العمل الخليجي والعربي المشترك"، مشيراً إلى أنّ "إعلان اليوم سيسمى اتفاق التضامن"، وثمّن أمير الكويت دور القيادة المصرية ودعمها لقضايا المنطقة.
من جهتها أعلنت الخارجية الأمريكية أمس أنّ التقدم الذي تحقق مع إعلان العلا في قمة دول مجلس التعاون الخليجي مشجع ويمثل خطوة إيجابية نحو استعادة الوحدة الخليجية والعربية.
وأضافت الخارجية في بيان نقلته شبكة "سي إن إن": إنّ الولايات المتحدة لطالما شددت على أنّ الخليج الموحد سيحقق المزيد من الازدهار من خلال التدفق الحر للسلع والخدمات والمزيد من الأمن لشعبه.
دول ومنظمات عالمية ترحب بمخرجات بيان قمة المعلا معتبرة بيانها إنجازاً كبيراً لرأب الصدع
كما رحبت باستعادة التعاون في المبادرات العسكرية والاقتصادية والصحية ومكافحة الفساد، مشيرة إلى أنها تأمل أن تستمر دول الخليج في تسوية خلافاتها.
وقالت الخارجية: إنّ استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة أمر حتمي لجميع الأطراف في المنطقة لكي تتحد ضد التهديدات المشتركة، كما شكرت الكويت على جهود الوساطة التي تبذلها وعلى دعمها في حل النزاع الخليجي.
من جانبها، عبّرت المملكة المغربية عن ارتياحها للتطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، وللتوقيع على "إعلان العلا"، بمناسبة عقد الدورة 41 لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج: "وانطلاقاً مما يجمع الملك محمد السادس، بإخوانه قادة دول الخليج العربي من وشائج موصولة ومودة صادقة، تعرب المملكة المغربية عن الأمل في أن تشكل هذه الخطوات بداية للمِّ الشمل وبناء الثقة المتبادلة وتجاوز الأزمة من أجل تعزيز وحدة البيت الخليجي".
وتابع: "تنوّه المملكة المغربية بالمجهودات التي قامت بها دولة الكويت الشقيقة، كما تشيد بالدور البناء للولايات المتحدة بهذا الخصوص".
ورحبت المملكة الأردنية بمخرجات القمة الخليجية، معتبرة بيانها "إنجازاً كبيراً لرأب الصدع".
ووفق البيان الذي نشر عبر وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي أنّ "بيان العُلا" يشكل إنجازاً كبيراً، ذاك أنّ رأب الصدع وإنهاء الأزمة الخليجية وعودة العلاقات الأخوية إلى مجراها الطبيعي يعزز التضامن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، ويخدم طموحات شعوبها، ويسهم في تعزيز التضامن العربي الشامل وجهود مواجهة التحديات المشتركة".
وأشاد الصفدي "بحرص جميع الأشقاء على تعزيز التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والذي تبدى جلياً في الاتفاق على إنهاء الخلاف وتحقيق المصالحة".
وثمّن "جهود الكويت الشقيقة في تحقيق المصالحة، والجهود الأمريكية وكل الجهود في هذا السياق".
وفي السياق، أصدرت الرئاسة الفلسطينية أمس بياناً حول موقف القمة الخليجية التي عقدت في العلا السعودية من القضية الفلسطينية.
وعبّرت الرئاسة الفلسطينية عن ترحيبها وتثمينها لمواقف دول مجلس التعاون الخليجي الثابتة لدعم القضية الفلسطينية وإدانة الممارسات الإسرائيلية في تغيير طابع وهوية القدس وسياسة هدم المنازل ورفض الضم والاستيطان، والتأكيد على تطبيق قرار مجلس الأمن 2334، ودعم "الأونروا"، وذلك وفق ما جاء في بيان القمة.
اقرأ أيضاً: قادة دول التعاون الخليجي يوقّعون البيان الختامي لقمة العلا.. تفاصيل
من جهتها، هنأت جيبوتي بنجاح قمة العُلا السعودية، التي ستسهم في معالجة التحديات الرئيسية التي تعيشها المنطقة.
وأشادت، في بيان صادر عن الرئاسة، بالسياسة الحكيمة والجهود المبذولة لتعزيز الحوار الخليجي، معتبرة أنّ "إعلان العلا" يعزز روح التضامن والتماسك والتكامل الإقليمي الذي سيكون له انعكاسات إيجابية على العمل العربي المشترك.
وفي سياق متصل، هنأت رابطة العالم الإسلامي قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي على اتفاق التضامن الذي شهدته "قمة السلطان قابوس والشيخ صباح" في العُلا.
ووصفت الرابطة الاتفاق بأنه "إنجاز كبير" خليجياً وعربياً وإسلامياً، موضحة أنه "يعزز وحدة الصف وتماسكه ويلقي بظلاله الخيّرة على الجميع".
اقرأ أيضاً: بالصور.. وصول القادة المشاركين في قمة العلا ووفد قطر يرأسه الأمير تميم
وثمّنت الرابطة باسم علماء الأمة الإسلامية جهود الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وقادة دول مجلس التعاون الخليجي على تحقيق تلك الخطوة التاريخية.
من جانبه، أشاد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي بمخرجات "قمة العلا"، معتبراً أنّ "إعلان العُلا" يعزز العمل الخليجي والعربي المشترك، ويصبّ في قوة وتماسك كيان مجلس التعاون الخليجي.
وثمّن العسومي، في بيان له اليوم، الجهود المخلصة التي بذلتها السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان لتوفير جميع سبل ومتطلبات النجاح لهذه القمة.
وأكد أنّ هذه القمة الاستثنائية في توقيتها وأهميتها حققت تطلعات شعوب دول مجلس التعاون الخليجي في تحقيق التضامن والتنمية والازدهار، وعكست حرص قادة دول المجلس وممثليهم على المحافظة على كيان مجلس التعاون الخليجي، والارتقاء بدوره في الحاضر والمستقبل خدمةً لمصالح شعوبه.
اقرأ أيضاً: من أبوظبي إلى العلا.. 66 قمة خليجية في 40 عاماً
بدوره، رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمس بمخرجات قمة مجلس التعاون الخليجي الـ41.
وأكد أبو الغيط أنّ "أي تحرك فعال يؤدي إلى تصفية الأجواء العربية ويصب في صالح النظام العربي الجماعي هو محل ترحيب".
ولفت الأمين العام للجامعة العربية إلى أنّ "التحديات الضخمة التي تواجه العالم العربي تستدعي رأب الصدع في أسرع وقت وتحقيق التوافق بين الأخوة".
وفي السياق ذاته، رحّب اليمن بـ"الجهود الصادقة لإعادة اللحمة بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي".
وأعرب في بيان لوزارة الخارجية عن تطلعه إلى أن تعالج القمة الـ41 لدول مجلس التعاون القضايا العالقة وعودة العلاقات الخليجية إلى مجراها الطبيعي تحقيقاً لتطلعات قادة وشعوب المنطقة.
وعبّر البيان عن تقدير اليمن لحرص قادة دول الخليج، وفي مقدمتهم ملك السعودية، على توحيد الصف ولمّ الشمل من أجل مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
وثمّن الجهود المبذولة في هذ الشأن، وعلى رأسها جهود أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والتي جاءت تتويجاً لجهود الأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح.
كما رحّب الاتحاد الأوروبي اليوم بقرار السعودية فتح الحدود المشتركة مع قطر.
وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو: إنّ "إعادة العلاقات إلى طبيعتها يشجع على استعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي".
ومن جانبه، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ببيان العُلا بشأن "التضامن والاستقرار" الصادر عن قمة مجلس التعاون الخليجي.
وأعرب عن تقدير الأمين العام لمن عملوا بلا هوادة، في المنطقة وخارجها، ومنهم أمير دولة الكويت الراحل وسلطان عُمان الراحل، من أجل رأب الصدع في منطقة الخليج.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة ثقته في أنّ جميع الدول المعنية ستواصل العمل بروح إيجابية لتعزيز العلاقات بينها.