هادي العامري يستغل هذه الملفات لاستقطاب الناخبين العراقيين

هادي العامري يستغل هذه الملفات لاستقطاب الناخبين العراقيين


25/01/2021

زعيم تحالف الفتح في البرلمان العراقي ورئيس منظمة بدر هادي العامري، المقرّب من إيران، حمّل الحكومة العراقية مسؤولية الهجومين الانتحاريين الأخيرين في بغداد اللذين تبناهما تنظيم داعش الارهابي، موجّهاً الاتهامات ضمنياً بوجود تراخٍ أمني وتقصير حكومي.

ويواجه الكاظمي ضغوطاً شديدة من قبل تلك الميليشيات التي تريد التخلص منه، من خلال حملات سياسية وتحشيد في البرلمان لتحميله المسؤولية عن الأزمات الأمنية والاقتصادية، بينما لم يمضِ على توليه مهامه سوى أشهر معدودات.

 

العامري يتهم ضمنياً الحكومة العراقية بالتراخي والتقصير في مواجهة الجماعات الإرهابية في العراق

ودعا العامري خلال حضوره أمس حفلاً تأبينياً أقيم في قضاء خانقين لاستذكار أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني وشهداء ساحة الطيران والحشد الشعبي في صلاح الدين، دعا إلى مصالحات مجتمعية في مناطق النزوح وإبعاد ملف النازحين عن التجاذبات السياسية، في تصريح يتناقض مع ممارسات الميليشيات على الأرض والمتهمة بتنفيذ عمليات تطهير طائفي وتهجير قسري على أساس مذهبي خلال الحملة العسكرية على تنظيم داعش، وفق ما أورده موقع "ميديل إيست أون لاين".

وقال العامري في كلمة له في مدينة خانقين: "الإرهاب يعود علينا بمجرّد الغفلة عنه، ما يتطلب منا جميعاً، أجهزة أمنية واستخباراتية، أن نكون على علم ودراية لكشف هذه الخلايا".

وفي خطاب يرجّح أنه للاستهلاك الإعلامي وللمزايدة سياسياً والتغطية على البُعد الطائفي في نشاط الحشد، طالب العامري بـ"ضرورة إقامة علاقة حقيقية بين الأجهزة الاستخباراتية والمواطنين في المناطق كافة وبصورة مستمرة لكشف الخلايا النائمة، من أجل عدم السماح بعودة الإرهاب مرّة أخرى".

 

تصريح العامري يتناقض مع ممارسات الميليشيات على الأرض والمتهمة بتنفيذ عمليات تطهير طائفي وتهجير قسري

وقال: "من أرض خانقين انطلقت عمليات وخطط تحرير السعدية وجلولاء، امتداداً إلى جميع مناطق ديالى"، مضيفاً: "مادام الحشد موجوداً، فلا طائفية في العراق".

واستحضر العامر "بطولات" الجنرال قاسم سليماني الذي قُتل إلى جانب أبو مهدي المهندس في ضربة أمريكية في 3 كانون الثاني (يناير) 2020 بطائرة مسيّرة استهدفت موكبهما على طريق مطار بغداد الدولي.

وقال في هذا السياق: "سليماني لم يفتح تلك المناطق عسكرياً، إنما دخل قلوب الناس، بل قلوب كلّ العراقيين".

وقبل تصفية سليماني، شهد العراق في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 احتجاجات عارمة قتل فيها نحو 600 عراقي بنيران ميليشيات وبرصاص قوات الأمن، وكانت تنادي حينها بوقف النفوذ الإيراني، وحرقت فيها صور لسليماني وضربت بالأحذية، في حراك يعكس حالة الاحتقان الشعبي من التغلغل الإيراني ومصادرة القرار الوطني.

العامري يستحضر "بطولات" سليماني الذي أحرق العراقيون صوره وضربوها بالأحذية في تشرين الأول الماضي

وكان مستشار لرئيس الوزراء العراقي قد أثار موجة غضب حين تحدّث عن سليماني بوصفه شخصاً يتصرّف كأنه وصي على العراق.

وتشير تصريحات زعيم منظمة بدر في ظاهرها إلى دعوات للوحدة ونبذاً للطائفية، لكنها شكّلت أيضاً رسائل للكاظمي واتهامات ضمنية بالتراخي في مواجهة الإرهاب، بينما عزا في دعاية مكشوفة الفضل لفصائل الحشد الشعبي في مكافحة الإرهاب.

ومع تحديد موعد الانتخابات المبكرة يتحرّك زعماء الكتل البرلمانية والقوى السياسية الشيعية لاستقطاب الناخبين من بوابة نبذ الطائفية ومحاربة الإرهاب، ومن خلال استخدام ورقة النازحين والمئات منهم هجّروا قسراً من مخيمات النزوح إلى مناطقهم المدمرة، والتي تفتقر لأبسط ضرورات الحياة.

وما استحضار العامري لملف النازحين في هذا الظرف إلا مغازلة للآلاف منهم الذين يشكّلون ثقلاً انتخابياً يتزاحم عليه قادة القوى الشيعية.

ويضمّ الحشد الشعبي، الذي جرى دمجه في القوات العراقية المسلحة، فصائل شيعية شاركت في الحرب على تنظيم داعش، واكتسبت نفوذاً واسعاً، وحصلت على تسليح ضخم، إلى درجة أنها باتت رديفة لقوات الجيش العراقي.  

ودخلت تلك الفصائل، على الرغم من أنها تخضع عسكرياً لأوامر رئيس الوزراء القائد الأعلى للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، في معركة لي أذرع معه على خلفية إعلانه حملة لحصر السلاح بيد الدولة وكبح سلاح الميليشيات المنفلت، إلى جانب اتهامه بالولاء للولايات المتحدة والتواطؤ مع واشنطن في اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية