ناشطة مصرية تتحدث عن تفاصيل مبادرة ربط غزة بالإنترنت

 فكت عزلة القطاع... الناشطة المصرية ميرنا الهلباوي تتحدث عن تفاصيل مبادرة ربط غزة بالإنترنت

ناشطة مصرية تتحدث عن تفاصيل مبادرة ربط غزة بالإنترنت


04/12/2023

بعد قطع الإنترنت والكهرباء أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن قطاع غزة، احتفى خلال الأيام الماضية عدد من وسائل الإعلام الدولية بمبادرة الكاتبة المصرية الشابة ميرنا الهلباوي لتمكين أهالي غزة من الاتصال بالإنترنت.

ميرنا الهلباوي الكاتبة والناشطة المصرية، مؤسسة مبادرة توصيل غزة، وهي مبادرة شعبية تستخدم شرائح eSIM- أو بطاقات SIM الافتراضية- لمساعدة الفلسطينيين على تجنب انقطاع الاتصالات، وسط الغارات الجوية الإسرائيلية في جميع أنحاء المنطقة، تحدثت عن تفاصيل المبادة التي أنقذت غزة من التعتيم الإعلامي.

تقول ميرنا الهلباوي، بجانب مجموعة صغيرة من المتطوعين ومجموعة كبيرة من المانحين الدوليين: إنّهم أعادوا الاتصال الهاتفي والإنترنت إلى أكثر من (200) ألف فلسطيني في غزة، وسيواصلون الجهود حتى تنتهي الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس.

وأضافت الهلباوي، (31 عاماً)، لشبكة (CNN): إنّ "الحق في الوصول إلى الهاتف والإنترنت هو حق أساسي من حقوق الإنسان، لا يقلّ أهمية عن الغذاء والماء".

خوفاً من أن يوفر انقطاع التيار الكهربائي غطاءً لـ "جرائم حرب" انشغلت الهلباوي بإيجاد حل

وبدون القدرة على الاتصال لا يستطيع المدنيون الفلسطينيون المحاصرون وسط خط النار الاطمئنان على بعضهم البعض أو طلب المساعدة. ولا يستطيع عمال الطوارئ والعاملون الطبيون تنسيق استجاباتهم، وتقول: إنّ "الصحفيين لا يستطيعون توثيق الفظائع على الأرض، بما في ذلك جرائم الحرب المحتملة".

وأوضحت الهلباوي: "بعد كل هذا الألم، لا يمكنهم حتى مشاركة حزنهم مع العالم أو الصراخ من أجل مطالبة الناس بوقف إطلاق النار". وقالت: "كان عليهم تحمل القصف والهجمات في صمت مطبق، الأمر أشبه بالقتل بينما يضع شخص ما يده على فمك، لذلك لا يمكنك حتى الصراخ لطلب المساعدة".

وتعرضت خدمات الاتصالات لاضطرابات، وقطعت إسرائيل الكهرباء عن المنطقة، وقال مقدمو الخدمات: إنّ القصف دمر البنية التحتية الحيوية للشبكة. وكان بعض الفلسطينيين ما زالوا قادرين على إجراء مكالمات هاتفية والوصول إلى الإنترنت، ولكنّ الاتصال كان متقطعاً.

ولعدة أسابيع، تابعت الهلباوي الأخبار عن كثب، لقد حطمت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي قلبها، حيث تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض، ويكافح الأطباء لعلاج المرضى دون أدوية، والآباء في حداد على وفاة أبنائهم.

وخوفاً من أن يوفر انقطاع التيار الكهربائي غطاءً لـ "جرائم حرب"، انشغلت الهلباوي بإيجاد حل.

في البداية، انضمت إلى الآخرين على منصة (إكس)، ودعت إيلون ماسك إلى توصيل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink إلى غزة، وكانت متحمسة عندما قال ماسك إنّه سيقوم ذلك. ولكن عندما تعثرت المحادثات بشأن تلك الخطط، قررت الهلباوي أن تجرب أمراً آخر.

وبناء على اقتراح أحد متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، قامت بشراء شريحة eSIM مع خدمة التجوال، وحاول صديق الاتصال بشبكة أجنبية، ونجح الأمر.

وقالت الهلباوي: "أدركنا أنّ هناك أملاً، حتى لو كان أملاً صغيراً جداً، في أنّنا وجدنا حلاً، لقد كان ضوءاً في نهاية نفق مظلم للغاية".

نشرت على (إكس) و(إنستغرام) تطلب من المتابعين الذين يرغبون في المساعدة في استعادة الهاتف والإنترنت للفلسطينيين التبرع بشرائح eSIM

وخلال (24) ساعة نشرت على (إكس) و(إنستغرام) تطلب من المتابعين الذين يرغبون في المساعدة في استعادة الهاتف والإنترنت للفلسطينيين التبرع بشرائح eSIM عن طريق شرائها عبر الإنترنت وإرسال رموز QR لها.

وشعرت الهلباوي بالثقة في قدرتها على العثور على أشخاص في غزة لديهم خدمة لتوزيع شرائح eSIM في جميع أنحاء المنطقة.

وعندما بدأت الهلباوي في تنفيذ خطتها كان الصحفي أحمد المدهون في غزة يكافح من أجل كيفية الإبلاغ عن الحرب بدون هاتف أو خدمة إنترنت.

وكواحد من الصحفيين القلائل على الأرض، شعر المدهون بأنّه ملتزم بإبقاء العالم على الاطلاع حول آخر الأخبار، ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو في أعقاب ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال المدهون، (27 عاماً)، لشبكة (CNN): إنّها مسؤولية كبيرة، الناس هنا يموتون في صمت، ولا أحد يستطيع سماعهم، نحن صوت كل هؤلاء الضحايا".

ووسط مخاوفه، تمكن المدهون من الوصول إلى الإنترنت باستخدام بطاقة SIM إسرائيلية قبل أن يتم حجبها. في ذلك الوقت نشر على منصة (إكس) متسائلاً: "شخص ما أخبرني عن شريحة eSIM  من هو؟".

وبعد دقائق رأت الهلباوي سؤاله وردت عليه: "أنا...، أرسل لي رسالة على وجه السرعة".

أقرت الهلباوي بأنّها مهتمة جداً بربط غزة، إنّه أول شيء تفكر فيه في الصباح وآخر شيء ليلاً.

وسرعان ما أعطت الهلباوي للمدهون رمز الاستجابة السريعة لبطاقة eSIM وساعدته في إعادة توصيلها بالإنترنت، ممّا جعله أول شخص في غزة يحصل على واحدة، وهنا وُلدت مبادرة "توصيل غزة".

وسرعان ما انتشرت أخبار المبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام الأشخاص المعنيون من أنحاء العالم بشراء شرائح eSIM الإلكترونية والتبرع بها.

وأقرت الهلباوي بأنّها مهتمة جداً بربط غزة، إنّه أول شيء تفكر فيه في الصباح وآخر شيء ليلاً.

وقالت: "بالكاد ننام، فربط شرائح eSIM هو أولويتنا الأولى في الحياة، ورغم أنّني أشعر بأنّني أفعل شيئاً كبيراً من أجل غزة، إلا أنّني لا أستطيع التوقف عن الشعور بأننا ما زلنا لا نفعل ما يكفي".

وحتى الآن، تم التبرع بشرائح eSIM بقيمة (1.3) مليون دولار أمريكي لتوزيعها، وفقاً للهلباوي. وتقول إنّ المبادرة تربط أكثر من (1000) فلسطيني يومياً، ويمكن لكل شخص تحويل هاتفه إلى نقطة اتصال مع (5) أشخاص آخرين.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية