ناشطة صومالية: الإخوان استغلوا التعددية الثقافية، وعلى أستراليا التعلم من الدرس الأوروبي

ناشطة صومالية: الإخوان استغلوا التعددية الثقافية، وعلى أستراليا التعلم من الدرس الأوروبي

ناشطة صومالية: الإخوان استغلوا التعددية الثقافية، وعلى أستراليا التعلم من الدرس الأوروبي


17/03/2025

حثت الكاتبة والناشطة الهولندية من أصول صومالية، أيان حرسي علي، أستراليا على التعلم من الدروس المستفادة من إخفاقات أوروبا في مواجهة خطر الإخوان المسلمين، الذين نجحوا في التمدد وفرض الانعزالية تحت غطاء التعددية الثقافية، وطالبت أيان حرسي بضرورة التعامل بحزم مع جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. 

وتحدث اللاجئة الصومالية المولد، والعضو السابق في البرلمان الهولندي، والناقدة لبنية جماعات الإسلام السياسي، إلى قناة (سكاي نيوز أستراليا) يوم الخميس الفائت، وقالت: إنّ مشاكل التماسك الاجتماعي التي تواجهها أستراليا، هي نفسها التي يواجهها العالم الغربي في جميع أنحاء العالم. وأضافت: "المشكلة التي تراها في أستراليا، هي المشكلة نفسها التي يواجهونها في المملكة المتحدة، وفي ألمانيا، وفي أجزاء أخرى من أوروبا، ونواجهها أيضاً في الولايات المتحدة"، في إشارة إلى جماعة الإخوان وأذرع الإسلامويين.

ضرورة استخلاص الدروس

حثّت الكاتبة والناشطة أيان حرسي أستراليا على استخلاص الدروس من إخفاقات أوروبا، والتعامل بحذر مع ادعاءات الإخوان، وعبورهم من ثغرة التعددية الثقافية، واتخاذ موقف حازم ضدّ مخططات فرض العزلة على المسلمين، وإنشاء مجتمع موازٍ.

وقالت أيان: إنّ أستراليا بحاجة إلى إدراك أنّها دولة قومية ذات جذور خاصّة بها، ولها دستورها الخاص، وعاداتها، وطقوسها، وقواعدها، وهذا يحتاج إلى التأكيد عليه. وأضافت: "إذا كنت تريد دعوة أشخاص من خارج أستراليا للاستقرار والعيش في أستراليا والانتماء إليها، أعتقد أنّه من المهم للغاية أن يستوعب هؤلاء قيم وخصائص المجتمع الأسترالي، ودفعهم إلى الاندماج، لا الانفصال عنه".

 الكاتبة والناشطة الهولندية من أصول صومالية: أيان حرسي علي

وتابعت: "لا بدّ أن يعرف الإخوان أنّ هذا هو جوهر أستراليا، ولكي تنتموا إليها  عليكم الالتزام بأعرافنا، أمّا إذا لم ترغبوا في الالتزام بأعرافنا، فلا بأس، نحن نؤمن بالحرية، لكنكم محرومون من العيش هنا".

وأشارت أيان إلى أنّ فلسفة التعددية الثقافية تمّ اختراقها من قبل الإخوان، واعتبرتها السبب الرئيسي للمشكلة، لافتة إلى أنّها سمحت للمتطرفين بالاستقرار في الدول الغربية، والحصول على الجنسية، والاندماج فقط بشروطهم الخاصة، ثمّ الانقضاض بعد ذلك على كل قيم التعددية، والعمل على فرض سطوتهم.

وأضافت: "للأسف، كانت النتيجة بالنسبة إلى بعض هؤلاء المتطرفين، دون التعميم على المسلمين، هي تشكيل أحياء خاصة بهم". مؤكدة أنّ الإسلام السياسي هو إيديولوجية دولية عابرة للدول، تسعى إلى التغيير في كل مكان تذهب إليه، وتحاول الاستيلاء على النفوذ والسيطرة والسعي إلى فرض السلطة على المسلمين أوّلاً، ثم على المجتمع ككل.

وتابعت: "إنّ فلسفة التعددية الثقافية، دون مراقبة أنشطة الإخوان، مكنت من عزل الأفراد المسلمين، وإقناعهم بأنّ النظرة الإخوانية للعالم هي المعيار الحقيقي للإيمان، وأنّ هذا هو معنى أن تكون مسلماً، ومن ثمّ تحويلهم للعمل ضدّ المختلفين معهم حتى لو كانوا مسلمين".

وقالت الناشطة في مجال مكافحة الإسلام السياسي، والتي انتُخبت من قبل عضواً في البرلمان الهولندي: إنّ الغرب يحتاج إلى إدراك أنّ "التعددية الثقافية كفلسفة، بشكلها الحالي دون مراقبة، قد فشلت في مكافحة الإرهاب".

وتابعت: "إذا أردنا تحقيق التماسك الاجتماعي في دولة قومية، فعلينا التركيز على ما يوحدنا، لا على ما يفرقنا، والتعددية الثقافية وفقاً لوجهة نظر الإسلامويين، تعني التركيز على ما يفرقنا، والطريقة التي تعمل بها التعددية الثقافية، بشكلها الحالي، هي أنّ بعض هذه الجماعات تتمتع بإعفاءات من القوانين التي يتعين على الأغلبية الالتزام بها."

أيان حرسي: لا بدّ أن يعرف الإخوان أنّ هذا هو جوهر أستراليا، ولكي تنتموا إليها  عليكم الالتزام بأعرافنا، أمّا إذا لم ترغبوا في الالتزام بأعرافنا، فلا بأس، نحن نؤمن بالحرية، لكنكم محرومون من العيش هنا

الالتفات لتجربة الشرق الأوسط

قالت الناشطة أيان علي: إنّه نتيجة لقيام العديد من دول الشرق الأوسط باتخاذ إجراءات صارمة ضد جماعات الإسلام السياسي، في الأعوام التي أعقبت الربيع العربي، فإنّ جماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين تختار الآن أن تتمركز في المجتمعات الغربية. وبينما في البلدان الإسلامية الأصلية اندثرت الإسلاموية، أو أوشكت على ذلك، هاجر الإخوان بكثافة إلى الغرب، ووصلوا إلى المجتمعات الغربية التي تفخر بحرية الدين، وحرية التعبير، وحرية التجمع، وما إلى ذلك، لكنّهم بدلاً من الاندماج، قرروا البدء في عملية الأسلمة، أو إنشاء مقرّات للمشروع الإسلامي في المملكة المتحدة، وفي فرنسا، وفي ألمانيا، وغيرها من البلدان.

وقالت الناشطة، التي فرت من هولندا في العام 2006 بعد تلقيها تهديدات بالقتل من الإسلاميين: إنّها تخشى أن تتجه أوروبا نحو حرب أهلية، ولكن هناك الكثير ممّا يمكن لأستراليا أن تفعله للتعلم من أخطاء القارة العجوز.  

وأضافت: "ما علينا فعله هو العودة إلى التأكيد على الدولة القومية وما يوحدنا، وتحديد المشكلة مع الإسلاميين". ودعت إلى التعلم من الخطوات الصارمة تجاه الإخوان، التي اتخذتها عدة دول في الشرق الأوسط، مؤكدة أنّ الإخوان يستخدمون البنية الاقتصادية التي أنشؤوها لأسلمة المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية، وهي بنية لا بدّ من تفكيكها. 

وتابعت: أعتقد أنّ الوقت قد حان لترحيل الأئمة المتطرفين، ومنح المواطنين المسلمين المقيمين في أستراليا حرية العقيدة، مع ضرورة الاندماج، والترحيب بهم كأستراليين.

وختمت: "إذا كنت لا ترغب في أن تكون مواطناً أسترالياً، والولاء للدستور الأسترالي، والعلم، والأعراف، والعادات، وعدم الانخراط ضمن أنشطة الإخوان، فإنّنا سعداء بالسماح لك بالعودة إلى بلدك الأصلي."




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية