موجة نزوح كبيرة للسوريين نحو تل رفعت... هل بدأت تركيا عمليتها العسكرية؟

موجة نزوح كبيرة للسوريين نحو تل رفعت... هل بدأت تركيا عمليتها العسكرية؟


03/07/2022

في الوقت الذي جدد فيه الاحتلال التركي قصف محور الطريق السريع المعروف بـ"M4" وريف حلب الشمالي الأوسط، شهدت الأراضي السورية موجة نزوح "غير مسبوقة" للمدنيين في إعزاز ومارع باتجاه تل رفعت، التي هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع حزيران (يونيو) الماضي باحتلالها.

ووفقاً لصحيفة "الوطن" السورية، فقد واصل الاحتلال التركي قصف ريف حلب في الوقت الذي شلّ فيه حركة المرور بعد استهدافه محور الطريق السريع في ناحية عين عيسى شمال الرقة، إيذاناً بشن عدوان باتجاه المنطقة المدرجة على قائمة الغزو لإقامة ما يسميه نظام أردوغان "المنطقة الآمنة" المزعومة بعمق (30) كيلو متراً داخل الأراضي السورية.

شهدت الأراضي السورية موجة نزوح "غير مسبوقة" للمدنيين في إعزاز ومارع باتجاه تل رفعت، التي هدد أردوغان مطلع حزيران (يونيو) باحتلالها

وترافق التصعيد العسكري للنظام التركي باتجاه ريفي حلب والرقة الشماليين مع إطلاقه تهديدات جديدة على لسان أردوغان بعد مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي انعقدت أخيراً في العاصمة الإسبانية مدريد، على الرغم من إظهاره عدم الاستعجال بالعملية العسكرية في انتظار التوقيت المناسب، ممّا يشير إلى نيته شن عدوان يجري التحضير له عسكرياً ودبلوماسياً.

 الأرض المحروقة

للأسبوع الثاني على التوالي، استمر جيش الاحتلال التركي في تنفيذ سياسة الأرض المحروقة ضد بلدات ريف حلب الشمالي الأوسط الذي يفصل عفرين وإعزاز المحتلتين عن تل رفعت، بغية إرغام السكان على النزوح لاحتلال المنطقة الحيوية التي تتواجد فيها قاعدتان للقوات الروسية وينتشر فيها الجيش العربي السوري على خطوط التماس.

ونقلت "الوطن" عن مصادر محلية في تل رفعت قولهم: إنّ جيش الاحتلال التركي بمؤازرة مرتزقته فيما يسميه "الجيش الوطني"، ركز قصفه المدفعي والصاروخي أمس باتجاه بلدتي مرعناز وأم القرى دون تسجيل إصابات بشرية في صفوف المدنيين.

للأسبوع الثاني على التوالي استمر جيش الاحتلال التركي في تنفيذ سياسة الأرض المحروقة ضد بلدات ريف حلب الشمالي الأوسط

وكان جيش الاحتلال التركي قد وسّع في الأيام الأخيرة دائرة استهدافه لقرى وبلدات ريف حلب الشمالي الأوسط من قاعدتيه العسكريتين في إعزاز وقرية ثلثانة قرب بلدة مارع، ممّا أدى إلى موجة نزوح غير مسبوقة للمدنيين نحو تل رفعت ومحيطها، الذي بات يعاني من كثافة سكانية كبيرة.

وفي ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي، كثّف جيش الاحتلال التركي وميليشياته أمس استهداف بلدة صيدا، الواقعة إلى الشمال من مركز الناحية، على بعد كيلو متر واحد من طريق "M4"، الذي يصل الحسكة بحلب ويمر بمحاذاة البلدة، والذي تعرّض هو الآخر للقصف؛ الأمر الذي تسبب بقطع الطريق الدولي لأكثر من (5) ساعات، وفق قول مصادر أهلية في عين عيسى لـ "الوطن".

وأوضحت المصادر أنّ النظام التركي، ومنذ إطلاق وعيده بغزو تل تمر مع مناطق سورية أخرى في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، يركز قصفه المدفعي على جزء من "M4" المار من صيدا، بعد أن أجبر معظم سكان القرى المأهولة شمال الطريق على مغادرتها إلى مناطق أكثر أمناً تمهيداً لغزو المنطقة.

ولفتت إلى أنّ جيش الاحتلال التركي لم يُراع مرور رتل عسكري تابع للقوات الروسية من المنطقة التي عرضها للقصف، وذلك في طريقه إلى قاعدة عين عيسى دون وقوع أي إصابات في الرتل العسكري.

وقد احتلت تركيا مدينة عفرين السورية في عملية أطلقت عليها "غصن الزيتون" في الأشهر الـ3 الأولى من عام 2018، وأسفرت عن مقتل مئات المدنيين، ونزوح ما يقرب من (300) ألف، وهم تقريباً كل السكان الأكراد في عفرين، وتخطط تركيا لاحتلال المزيد من الأراضي العربية السورية لإقامة ما تُطلق عليه "المنطقة الآمنة".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية