مناورات الإخوان في باكستان: الهجوم على القضاء وممارسة الابتزاز بكل السبل

في مناورة سياسية جديدة، دعا سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، عمران خان للإقامة في مقر الجماعة الإسلامية في المنصورة، وقال سراج الحق: إنّ عمران خان، أو أيّ سياسي تتعرض حياته للخطر، يجب أن يأتي إلى المنصورة. في دلالة على أنّ مقر الجماعة بات الجهة الآمنة الوحيدة في البلاد، حتى لخصوم الإخوان.

جاء ذلك في معرض ردّه على سؤال حول عدم شعور عمران خان بالأمان في مقر إقامته في حديقة زمان، حيث دعاه للجوء في المنصورة. وقال: إنّه لا ينبغي وضع عقبات في طريق مسيرة عمران خان في مينار باكستان، فقد أصبح الموت رخيصاً، مثلما أصبح الطحين باهظ الثمن في البلاد.

الهجوم على المفوضية العليا

سراج الحق هاجم المفوضية العليا للانتخابات، وزعم أنّها أغرقت البلاد في أزمة دستورية، وقال: إنّه إذا لم يتم الامتثال لأمر المحكمة العليا بشأن الانتخابات، فسيكون ذلك تمرداً على الدستور.

وكان سراج الحق قد ألقى خطاباً وسط أنصاره في مؤتمر صحفي في المنصورة، بولاية لاهور، حذّر فيه من اتجاه البلاد نحو الأحكام العرفية.

أمير الجماعة الإسلامية أرسل رسالة إلى رئيس المحكمة العليا عمر عطا بانديال، طالب فيها رئيس قضاة باكستان بالاهتمام بانتخابات الهيئة المحلية في كراتشي، ومراقبة أداء لجنة الانتخابات.

وزعم أمير الإخوان في رسالته أنّ طاقم لجنة الانتخابات تم تعيينه على أساس الانتماء السياسي، وأنّ معظم موظفي الانتخابات في الانتخابات المحلية كانوا من أنصار حزب الحكومة. وزعم أنّ النتائج أعلنت قبل فرز آلاف الأصوات. مضيفاً: "مفوضية الانتخابات أحالت قضايا التزوير، مرة أخرى، إلى المنظمات الإقليمية المتهمة بالتزوير".

سراج الحق ادعى أيضاً، بحسب وسائل إعلام محلية، أنّ اللجان الانتخابية الـ (6)، التي حدث فيها أسوأ تزوير، أصدر المكتب الإقليمي بها نتائج مخالفة للنموذج (11) الخاص بهذه اللجان الموحدة. وقال: إنّ الجماعة الإسلامية حددت (66) مركز اقتراع تمّ تغيير النتائج فيها.

سراج الحق ألقى خطاباً وسط أنصاره في مؤتمر صحفي في المنصورة، بولاية لاهور، حذّر فيه من اتجاه البلاد نحو الأحكام العرفية

وقال أمير الجماعة الإسلامية: إنّ مفوضية الانتخابات أمرت في 22 آذار (مارس)  بإعادة الفرز في (17) مركز اقتراع من تلقاء نفسها. وقال: إنّه يتعين على المحكمة العليا أن تأخذ الأمر بجدية على الفور؛ باستخدام الصلاحيات الدستورية.

مزاعم واتهامات مرسلة

الجماعة الإسلامية الباكستانية زعمت أنّ هناك انقساماً قضائياً، وقالت: إنّ الانقسام بين القضاة يمكن حله من خلال تشكيل محكمة كاملة تجري تحقيقات واسعة بشأن الانتخابات. وقال سراج الحق في بيانه الصادر من لاهور: إنّه إذا لم تتفاوض الأحزاب السياسية، وتتفق فيما بينها على خطوط عريضة لتحقيق الانفراج؛ فإنّ الديمقراطية ستنتهي أيضاً في باكستان. وادّعى أنّ المؤسسات الوطنية وقعت ضحية الانقسام الذي جرى بين الحركة الشعبية الديمقراطية، وحركة الإنقاذ. مضيفاً أنّ بدء الحرب داخل المؤسسات هو مرآة لسوء الأوضاع، وأنّ هناك نخباً فرضت نفسها على الحكم، لتحيل حياة الشعب إلى جحيم.

مارس زعيم الإخوان دعاية دينية واسعة، زاعماً أنّ الحكومة لم تراع خصوصية شهر رمضان، ولم تكلف نفسها عناء مساعدة الفقراء على إيجاد الطعام

وقال سراج الحق: إنّ المحاكم واللجان الانتخابية يجب أن تكون محايدة تماماً، ويجب أن تتفق الأحزاب السياسية في البلاد على ضرورة إجراء انتخابات وطنية في أقرب وقت.

دعاية دينية بالتزامن مع شهر رمضان

وكعادته، مارس زعيم الإخوان دعاية دينية واسعة، زاعماً أنّ الحكومة لم تراع خصوصية شهر رمضان، ولم تكلف نفسها عناء مساعدة الفقراء على إيجاد الطعام، وقال سراج الحق: إنّه خلال شهر رمضان المبارك يخرج الملايين في الصباح بحثاً عن الدقيق، ولكن دون جدوى، وبعد ساعات من السخرية والإذلال في الطوابير، يحصل الصائمون على حقيبة وزنها (10) كيلوغرامات. مضيفاً: "الحكومة غير فعالة؛ لدرجة أنّها غير قادرة على توفير الدقيق للناس".

يأتي كل هذا، بحسب وسائل الإعلام الباكستانية، بالتزامن مع إعلان الجماعة الإسلامية، في احتفال أقيم في لاهور، عن برنامج حزبها الانتخابي، وذلك في بيان رسمي لفتت فيه الذراع الإخوانية إلى مطالبتها بأن تكون الموافقة النهائية على جميع الاتفاقيات الدولية من خلال البرلمان فقط، كما طالبت الجماعة بإنشاء لجنة مستقلة لأعضاء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، بموجب المادتين (62، 63)، على أن تكون الأوردو هي اللغة الرسمية في البلاد.

وأعلن أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق أنّ إعلان تأجيل الانتخابات في البنجاب، هو أمر غير مقبول على الإطلاق، محذراً من تبعات ذلك. وقال في بيان رسمي: إنّ مفوضية الانتخابات يجب أن تتحلى بالحياد، دون التعرض لضغوط، وإنّه يجب إجراء الانتخابات في اليوم نفسه، في جميع أنحاء البلاد؛ لإنهاء ما أطلق عليه حالة عدم اليقين السياسي.

وعبّر أمير الجماعة الإسلامية عن مخاوفه من انتشار الفوضى في البلاد، وقال: إنّه إذا استمر انتهاك القانون والعدالة بهذه الطريقة، بحسب مزاعمه، وإذا استمرت نيران البطالة في الاشتعال، فلن يكون الوضع تحت سيطرة أيّ شخص. قبل أن يروّج لحزبه، قائلاً: "يجب أن تثق الأمّة في الجماعة الإسلامية لبناء دولة رفاهية إسلامية، فلن يتغير الوضع من خلال وصول الفاسدين إلى الحكم".

مواضيع ذات صلة:

- توحش "طالبان باكستان"... ما التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة؟

- الإخوان المسلمون واستراتيجية توظيف قضايا العمال في باكستان

- أمير الإخوان هدّد بفتحه.. ما هو صندوق باندورا الذي ربما يشعل باكستان؟