"مكتبة محمد بن راشد".. صرح آخر في مسيرة الإمارات بدعم الثقافة‎

"مكتبة محمد بن راشد".. صرح آخر في مسيرة الإمارات بدعم الثقافة‎


14/06/2022

تتواصل الجهود المبذولة من قبل القيادة الإماراتية، للارتقاء بالجانبين، الثقافي والتعليمي، في البلاد، عبر تدشينها المؤسسات التعليمية والعلمية والمكتبات العامة، والتي حظيت بإضافة نوعية بعد تدشين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "مكتبة محمد بن راشد"، بهدف تعزيز وتعميم ثقافة القراءة ودعم النشاط الإبداعي والمعرفي والفني على الصعيد الفردي والمجتمعي.

وقال الشيخ محمد بن راشد خلال حفل الافتتاح: "هدفنا من المكتبة تعزيز القراءة ونشر المعرفة ودعم الباحثين والمبدعين والعلماء.. هدفنا من المكتبة إنارة فكر الإنسان"، لافتاً إلى أنّ "أول وصية من السماء هي (اقرأ).. واليوم نطلق صرحاً ثقافياً وفكرياً لأجيالنا لتنفيذ هذه الوصية".

وأضاف سموه: "الاقتصاد بحاجة للمعرفة، والسياسة بحاجة للحكمة، والأمم بحاجة للتعلم.. وكل ذلك موجود في الكتاب.. واليوم لدينا صرح يضم ملايين الكتب لتطوير مسيرتنا التنموية"، مشيراً إلى أنّ "المكتبات ترسخ هويتنا.. وثقافتنا.. وجذورنا.. وتصنع مستقبلنا ومستقبل أجيالنا".

محمد بن راشد: الاقتصاد بحاجة للمعرفة، والسياسة بحاجة للحكمة، والأمم بحاجة للتعلم.. وكل ذلك موجود في الكتاب.. واليوم لدينا صرح يضم ملايين الكتب لتطوير مسيرتنا التنموية

من جهته، قال محمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المكتبة، إنها "تعد أحد أكثر مباني المكتبات العامة تفرداً بالمنطقة والعالم؛ حيث تشكل أيقونة معمارية ومنارة معرفية وثقافية متفردة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، لتعكس ماضي دبي وموروثها الثقافي وحاضرها الزاهر وتطلعاتها المستقبلية"، لافتاً إلى أنّ "المكتبة تضيف بعداً جديداً إلى اقتصاد المعرفة القائم في الدولة، من ناحية تغيير مفهوم مكتبات القرن الحادي والعشرين لتعبّر عن الاتجاهات المستقبلية للجيل القادم من المكتبات المعتمدة على أحدث التقنيات"، وفق ما أوردته صحيفة "العين".

أكثر من مليون كتاب

وتحتضن المكتبة المُطلة على خور دبي بمساحة إجمالية زادت عن 54 ألف متر مربع، محتوى معرفياً يتألف من أكثر من 1.1 مليون كتاب ورقي ورقمي باللغات العربية والأجنبية، وما يزيد على 6 ملايين رسالة علمية، ونحو 73 ألف مقطوعة موسيقية، و57 ألف فيديو، ونحو 13 ألف مقالة، وأكثر من 5 آلاف دورية ورقية وإلكترونية تاريخية كأرشيف لـ 325 عاماً، ونحو 35 ألف صحيفة ورقية وإلكترونية من مختلف أنحاء العالم، وما يقارب 500 من المقتنيات النادرة.

تعد أحد أكثر مباني المكتبات العامة تفرداً بالمنطقة والعالم

ويتوزع هذا المحتوى المعرفي على 9 مكتبات متخصصة هي؛ المكتبة العامة، ومكتبة الإمارات، ومكتبة الشباب، ومكتبة الطفل، ومكتبة المجموعات الخاصة، ومكتبة الخرائط والأطالس، ومكتبة الفنون والإعلام، ومكتبة الأعمال، ومكتبة الدوريات. وبالإضافة إلى الكتب الورقية، توفر المكتبة إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب الإلكترونية وغيرها من الوسائط الرقمية، وإمكانية الاطلاع على ملايين الكتب ومصادر المعلومات والمحتوى من جميع أنحاء العالم.

 9 مكتبات متخصصة

 أولاً؛ المكتبة العامة: تُعد واحدة من أكبر الأقسام في مكتبة محمد بن راشد؛ حيث تضم أكثر من 29 ألف عنوان تتناول موضوعات شتى؛ مثل اللغات والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والصحة والرياضة وتطوير الذات والأدب، بما في ذلك الإصدارات الروائية والقصصية، المتوفرة باللغتين؛ العربية والإنجليزية، وهي متاحة لمختلف شرائح المجتمع خاصة طلبة المدارس والجامعات، وهواة القراءة والمطالعة، وفق ما أوردته صحيفة "البيان".

تحتضن المكتبة المُطلة على خور دبي بمساحة إجمالية زادت عن 54 ألف متر مربع، محتوى معرفياً يتألف من أكثر من 1.1 مليون كتاب ورقي ورقمي باللغات العربية والأجنبية

ثانياً؛ مكتبة الإمارات: تسلط الضوء على الجوانب المتعددة للثقافة الإماراتية الغنية ومكونات هويتها، عبر 15 ألف عمل، تشمل الكتب والوثائق والدوريات حول كل ما يتعلق بتاريخ الإمارات والحضارات التي تعاقبت في المنطقة والاكتشافات الأثرية، إلى جانب قسم خاص عن الأدب الإماراتي يشمل مؤلفات متنوعة في الرواية والقصة والشعر، بالإضافة إلى مواد ورقية ورقمية وسمعية وبصرية تتناول مكونات الهوية الثقافية والاجتماعية الإماراتية كالمطبخ الإماراتي والآثار المحلية والموسيقى والحرف اليدوية، إضافة إلى الثروة الزراعية في دولة الإمارات.

ثالثاً؛ مكتبة الطفل: تهدف إلى دعم الاحتياجات التعليمية والتربوية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً. وتحتوي المكتبة على مجموعة ملهِمة من الإصدارات التي تم اختيارها بعناية، تضم أكثر من 25 ألف عنوان، تشمل القصص المصورة والكتب المرجعية والموسوعات وكتب التعلم المبكر وكتب الألواح للأطفال في سن ما قبل المدرسة والمرحلة الأساسية الأولى، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب ثلاثية الأبعاد، التي تشكل تجربة قرائية وبصرية ممتعة وملهمة للصغار في سن تشكيل الوعي. كما تضم المكتبة مجموعة من الكتب والإصدارات التي تستهدف الأطفال من أصحاب الهمم مثل الكتب الناطقة، وكتب "برايل" للمعاقين بصرياً، والكتب الحسية.

يتوزع محتوى المكتبة المعرفي على 9 مكتبات متخصصة

رابعاً؛ مكتبة المجموعات الخاصة: تضم مجموعة قيِّمة من الكتب والدوريات القديمة، وغير المطبوعة، التي تم جمعها واقتناؤها من شتى أنحاء العالم، ويعود تاريخها إلى بدايات القرن العشرين، وتشمل الكتب والدوريات القديمة التي نُشرت قبل العام 1950، بما فيها مجموعة من الدوريات العربية التي يعود تاريخها إلى مطلع القرن الـ 20، ومجموعة من الدوريات حول الفيلم العربي، والخرائط القديمة.

ونظراً إلى القيمة التاريخية، التي لا تُقدَّر بثمن للعديد من المقتنيات، علاوة على تعرُّض بعضها لآثار الزمن والاستخدام والتخزين غير المناسب، فقد تمّ حفظها ضمن شروط خاصة، مع توفير أفضل وأحدث آليات العرض والتخزين، والأخذ في الاعتبار كافة الظروف المناخية المناسبة تحت إشراف فريق عمل المكتبة.

 تسلط مكتبة الإمارات الضوء على الجوانب المتعددة للثقافة الإماراتية الغنية ومكونات هويتها، عبر 15 ألف عمل، تشمل الكتب والوثائق والدوريات حول كل ما يتعلق بتاريخ الإمارات والحضارات التي تعاقبت في المنطقة 

خامساً؛ مكتبة الدوريات: توفر للأكاديميين والباحثين، والطلاب، ورجال الأعمال، والجمهور، إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المجلات والصحف والنشرات الإخبارية والدوريات المتخصِّصة في السياسة والفكر والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والأدب، في صيغة ورقية ورقمية، ضمن بيئة مريحة.

سادساً؛ مكتبة الشباب: تضم هذه المكتبة واحدة من أكبر المجموعات القرائية على مستوى المنطقة للشباب والفتيان، من خلال ما يقرب من 11 ألف عنوان، تغطي المفيد والمثير والممتع، من بينها كتب الفانتازيا والروايات والخيال العلمي، إلى جانب السيَر الذاتية وكتب الفن والثقافة والعلوم والرياضة ومجموعة رائعة من الروايات المصورة "الكوميكس"، باللغتين؛ العربية والإنجليزية، وغيرها من الموضوعات الجاذبة للشباب.

 سابعاً؛ مكتبة الفنون والإعلام: تضم مكتبة الفنون والإعلام أكثر من 15 ألف عمل مطبوع ورقمي، تشمل وسائط متعددة في الفن والهندسة المعمارية والتصميم والأزياء والموسيقى والفنون المسرحية والأدائية والكلمة المكتوبة.

وتتألف المكتبة من أقسام مختلفة يمكن استخدامها للقراءة والعمل، وصالة ألعاب، وشاشات تلفزيون، ومساحات مخصصة للمجموعات السمعية والبصرية، إلى جانب تخصيص فضاء لتطبيقات الواقع الافتراضي.

مكتبة الشباب تضم واحدة من أكبر المجموعات القرائية على مستوى المنطقة للشباب والفتيان

 ثامناً؛ مكتبة الخرائط والأطالس: تعد مكتبة الخرائط والأطالس، من أهم الأقسام والمكتبات الرئيسية ضمن مكتبة محمد بن راشد، وهي واحدة من أكثر المكتبات شمولاً وثراءً في المنطقة، حيث تضم مجموعة واسعة من المقتنيات والكنوز المعرفية، تتألف من أكثر من 3000 خريطة مطبوعة، ومجلات سفر، ومخطوطات، ووسائط رقمية بمختلف اللغات، لتشكل بذلك وجهة معرفية للباحثين والمؤرخين والأكاديميين والرحالة والدارسين الاستقصائيين.

تاسعاً، مكتبة الأعمال: وتهدف إلى توفير المعارف والموارد لروّاد الأعمال والمبتكرين والباحثين والدارسين في مجال إدارة الأعمال، وتحتوي المكتبة على ما يقارب 25 ألف عنوان عن إدارة الأعمال، بالإضافة إلى كتب إلكترونية، ومقالات ودراسات ومصادر أخرى.

تضم مكتبة الفنون والإعلام أكثر من 15 ألف عمل مطبوع ورقمي، تشمل وسائط متعددة في الفن والهندسة المعمارية والتصميم والأزياء والموسيقى والفنون المسرحية والأدائية والكلمة المكتوبة

كما تتيح إمكانية الوصول إلى معلومات عن الشركات والأدلة والتقارير. كما توفر المكتبة فضاء لتنظيم جلسات حوارية ولقاءات نقاشية بين رواد الأعمال من حين لآخر، لاستقصاء واقع قطاع الأعمال في المنطقة، ولاستشراف آفاق استثمارية جديدة ومتنوعة.

تكنولوجيا متقدمة

وتستخدم مكتبة محمد بن راشد أحدث تكنولوجيا المكتبات العالمية والذكاء الاصطناعي، وتضم مخزناً آلياً، ونظام استرجاع إلكترونياً للكتب، ونقاط الخدمة الذاتية، ومختبر رقمنة الكتب، والروبوتات الذكية للرد على استفسارات الزوار، إضافة إلى تقنيات الواقع المعزز والافتراضي وغيرها.

وتعد المكتبة، التي تم تصميمها على شكل المسند الخشبي المستخدم في حمل الكتب والمعروف باسم "رحل"، صديقة للبيئة، مع مراعاة أعلى معايير الاستدامة، فتحصل على 10% من الطاقة التي تستهلكها من الألواح الشمسية المركبة على سطح المبنى.

كما صمم الهيكل الخارجي لعزل داخل المبنى، وتخفيف الاكتساب الحراري والمساعدة على تنظيم البيئة الداخلية للمبنى، كذلك صممت المكتبة لتقليل استهلاك الري بنسبة 50%، من خلال إعادة استخدام المياه المجمعة من أجهزة تكييف الهواء لاستخدامها في ري المساحات الخضراء.

مواضيع ذات صلة:

بباقة من البرامج المتنوعة.. البحرين تحجز مكانها على خريطة المواسم الثقافية

السعودية تكشف أسرار نقش أثري مرتبط بالخليفة عثمان بن عفان

المشروع المصري "سينما الشعب"... نحو تشكيل وعي مجتمعي يجابه التطرف‎



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية