شنّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هجوماً ضمنياً غير مسبوق على الميليشيات العراقية الموالية لإيران على خلفية استهدافها للمنطقة الخضراء.
وقال الصدر، في تغريدة له عبر "تويتر": "أرى أنّ استعمال السلاح والقصف واستهداف المقار الدبلوماسية في العراق يزداد ويتعاظم، ويزداد ويتعاظم الخطر على أرواح المدنيين من الشعب العراقي، وتهون هيبة الدولة أكثر وأكثر".
وأضاف: "وما من رادع لهم ولأفعالهم"، متسائلاً: "هل ترويع المواطنين وتعريض حياة المدنيين للخطر يتلاءم مع المقاومة؟ أم هو يشوّه سمعتها ويضعف من شعبيتها في قلوب الشعب!".
وتابع الصدر: "أتقوا الله، وكفاكم"، مطالباً الحكومة "بألّا تقف مكتوفة الأيدي".
مقتدى: استعمال السلاح والقصف واستهداف المقار الدبلوماسية في العراق يزداد ويتعاظم
هذا، وكان الأمن العراقي قد أعلن أمس سقوط 3 صواريخ على المنطقة الخضراء شديدة التحصين، والتي تتخذها الحكومة الاتحادية مقراً لها، وأحد الأحياء الراقية في وسط العاصمة بغداد، وتضم مقرّ السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية لدول أخرى، وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع".
وقال مصدر أمني داخل المنطقة الخضراء لوكالة "فرانس برس": إنّ نظام الدفاع المضاد للصواريخ في السفارة الأمريكية لم يطلق النار لاعتراض الصواريخ، لأنها لم تكن موجهة لتسقط داخل المجمع الدبلوماسي.
وأوضح أنّ صاروخاً واحداً على الأقلّ أصاب مقرّ جهاز الأمن الوطني العراقي القريب من مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية، وقد ألحق الضرر بعدة سيارات متوقفة في المكان.
هل ترويع المواطنين وتعريض حياة المدنيين للخطر يتلاءم مع المقاومة؟ أم هو يشوّه سمعتها ويضعف من شعبيتها؟
يُذكر أنّ أي جهة لم تعلن مسؤوليتها على الفور عن الهجوم، لكنّ الجيش قال إنه حدد موقع إطلاق الصواريخ في حي شمال بغداد.
وبعيد هذا القصف حذّرت الولايات المتحدة إيران من أنها ستحمّلها "المسؤولية" عن أفعال أتباعها في العراق، لكنّها أكدت في الوقت نفسه أنها لن تسعى لتصعيد النزاع. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: "سنحمّل إيران المسؤولية عن أفعال أتباعها الذين يهاجمون الأمريكيين" في العراق، موضحاً أنّ القوات الأمريكية ستتجنّب المساهمة في "تصعيد يصبّ في مصلحة إيران".
ويأتي الهجوم بعد أسبوع من استهداف أكثر من 12 صاروخاً مجمعاً عسكرياً في مطار أربيل شمال العراق، تتمركز فيه قوات أجنبية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويساعد العراق في محاربة تنظيم داعش منذ 2014.
وأطلقت مجموعة أخرى من الصواريخ السبت الماضي على قاعدة البلد الجوية شمال بغداد، حيث يحتفظ العراق بمعظم طائرات إف-16 التي اشتراها من الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة.