مقاتلون تشاديون يهددون أهالي الجنوب الليبي... ما القصة؟

مقاتلون تشاديون يهددون أهالي الجنوب الليبي... ما القصة؟


24/05/2021

على الرغم من الاستقرار السياسي النسبي الذي تشهده ليبيا في ظل حكومة الوحدة الوطنية والاستعداد للانتخابات المقبلة، ما زال الوضع الأمني يمثل تحدياً لافتاً في البلاد، في ظل انتشار الميليشيات المسلحة، وسيطرة المسلحين على بعض المناطق الليبية منها الجنوب، حيث يتمركز مقاتلون تشاديون يهددون الأهالي. 

مقطع فيديو لأهالي الجنوب الليبي أظهر مقاتلين تشاديين يهددون أهل الجنوب بالبقاء بالمنطقة، رداً على مطاردة الجيش الليبي لهم على حدود البلدين.

المقاتلون، في المقطع الذي تمّ نشره على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد، توعدوا أهالي مدينة مرزق المهجرين بالجنوب الليبي، بقتلهم وتشريد عائلاتهم.

شنّ الجيش الليبي حملات في الجنوب لإنهاء الانفلات الذي سببته الميليشيات التشادية بعد تورطها في ارتكاب جرائم عدة ضد السكان المحليين منها "الخطف والسرقة"

وأكد المرتزقة التشاديون أنهم "متواجدون ولن يخرجوا من مدينة مرزق الليبية"، بحسب ما أورده موقع "العين".

جاء ذلك على خلفية مطالبات أهالي مرزق لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بضرورة إيقاف تفعيل صندوق إعمار المدينة إلى حين عودة أهلها، وإخراج المجموعات التشادية المسلحة التي تهدد المدينة.

ونقلت "وكالة نوفا" الإيطالية عن ناشطين سياسيين من المدينة قولهم: إنّ "الجماعات المسلحة من تشاد والسودان والنيجر بدأت الدخول إلى ليبيا منذ عام 2011"، وهي تعمل على توفير الأموال من تهريب الوقود والمخدرات والبضائع المختلفة للميليشيات بالغرب الليبي.

ويقوم الجيش الوطني الليبي بتعزيز قواته المنتشرة في الجنوب، في ظل الإمكانيات المتاحة بسبب الحظر الدولي على البلاد، بغية إحكام السيطرة في المنطقة.

وقام الجيش الليبي بتعزيز قواته العسكرية في تراغن وأم الأرانب، خلال الفترة الماضية لتأمينها على خلفية توتر الوضع التشادي.

وخلال الأعوام الماضية، شنّ الجيش الليبي حملات في الجنوب لإنهاء الانفلات الذي سببته الميليشيات التشادية بعد تورطها في ارتكاب جرائم عدة ضد السكان المحليين، منها "الخطف والسرقة"، إضافة إلى تهريب البشر والوقود وتجارة المخدرات.

وقد تحالفت تلك الميليشيات المسلحة مع ميليشيات من مدينة مصراتة وغيرها لقتال الجيش الليبي في الحرب الأخيرة التي هدفت لتحرير العاصمة طرابلس.

وسبق أن أعلنت السلطات التشادية، مطلع نيسان (إبريل) الماضي، أنّ الهجمات التي شنتها قوات المتمردين في شمال البلاد، وأسفرت إحداها عن مقتل الرئيس السابق إدريس ديبي، جاءت من الجنوب الليبي، وقد سبق أن حذّر ديبي من خطرها، وتحالفها مع الميليشيات الناشطة في الغرب الليبي.

وفي 21 من الشهر نفسه كلف المجلس الرئاسي الليبي جميع الوحدات العسكرية في الجنوب باتخاذ الإجراءات الفورية لتأمين وحماية الحدود الليبية و"التعامل مع أي أهداف معادية"، داعياً تلك الوحدات إلى الإبلاغ بتطورات الأوضاع لحظة بلحظة، ومراعاة أقصى درجات الحيطة والحذر، والاستعداد للتعامل مع أي طارئ في حينه.

وعلى أثر ذلك، وجّه آمر منطقة الكفرة العسكرية، جنوب ليبيا، برفع درجة الاستعداد والجاهزية التامة لكافة الوحدات العسكرية للقوات البرية والجوية، وتجهيز الوحدات بالإمكانيات والمعدات اللازمة لردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المنطقة، وذلك بتكليف دوريات برية وجوية على الحدود.

وتتمركز السرية المقاتلة في قاعدة السارة، وتنطلق عبرها في دوريات على الحدود مع دولة تشاد، وكذلك دعم الأجهزة الأمنية داخل المنطقة لتأمينها وضبط المخالفين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية