مصر وإيران تتابعان جهود عودة العلاقات في محادثات بغداد.. ما الجديد؟

مصر وإيران تتابعان جهود عودة العلاقات في محادثات بغداد

مصر وإيران تتابعان جهود عودة العلاقات في محادثات بغداد.. ما الجديد؟


15/05/2023

قالت وكالة "رويترز" للأنباء إنّ المحادثات بين الدبلوماسيين ومسؤولي المخابرات المصريين والإيرانيين قد تمهد الطريق لعقد قمة مصرية إيرانية، وأشارت إلى أنّ المفاوضات تسير تجاه عقد اجتماع قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

جدير بالذكر أنّه في كانون الثاني (يناير) الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: إنّ وزير خارجية إيران، والرئيس المصري، أجريا محادثات إيجابية، على هامش القمة الإقليمية حول العراق التي عقدت في الأردن في كانون الأول (ديسمبر) 2022، وأضاف أنّ روح المحادثات كانت إيجابية، حيث أبدى الجانبان استعدادهما لإجراء مفاوضات.

وفي إشارة إلى التفاعل المستمر بين إيران ومصر، من خلال أقسام المصالح في طهران والقاهرة، قال المتحدث: إنّ البلدين "ليس لديهما في الأساس مشكلة في الحوار واللقاءات، وتبادل وجهات النظر". وأضاف أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بشكل أساسي بأيّ تحرك إيجابي، أو تطور يؤدي إلى تكوين أجواء جديدة في العلاقات الثنائية بين إيران ومصر، وأنّ بلاده سوف تستجيب بشكل إيجابي لأيّ مبادرة إيجابية في هذا الصدد.

مباحثات مستمرة

أكد مسؤولون مصريون وعراقيون لصحيفة "ذا ناشيونال" قيام مصر وإيران بإجراء محادثات في العاصمة العراقية بغداد في آذار (مارس) الماضي؛ لبحث تطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين، على الرغم من أنّه ليس من الواضح مدى التقدم الذي تمّ إحرازه حتى الآن.

ونقلت تقارير صحفية عن مسؤولين عراقيين قولهم إنّ الاجتماع عقد برعاية رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، ويهدف إلى تكرار الوساطة التي قام بها العراق بين طهران والرياض.

القصاص: حضر وفد دبلوماسي مصري برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ 40 للثورة الإيرانية

وأوضحت المصادر أنّ الجانبين حريصان على عدم الإعلان عن المباحثات بشكل رسمي، وقالت مصادر دبلوماسية مصرية: إنّ اتصالات جرت في شهر آذار (مارس) الماضي، وقد تناولت احتمالات التطور التدريجي للعلاقات الثنائية بين البلدين في الفترة المقبلة.

تسريبات عراقية

بحسب المسؤولين العراقيين، جرى الاجتماع على مستوى منخفض من التمثيل من الجانبين منتصف الشهر الماضي، بترتيب وحضور الجانب العراقي، وقالوا إنّ بغداد تعمل على استضافة لقاء آخر بين الجانبين.

المحادثات تطرقت إلى بحث سبل الحدّ من التوتر، في الأماكن التي تمارس فيها إيران نفوذاً كبيراً، مثل اليمن ولبنان وسوريا، من خلال دعم الحكومات الحليفة أو الجماعات المسلحة. وبحسب "ذا ناشيونال"، يبدو أنّ المحادثات في بغداد هي جزء من إعادة تنظيم إقليمي مستمر، اتفقت فيه السعودية وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعت في عام 2016.

أكد مسؤولون مصريون وعراقيون لصحيفة "ذا ناشيونال" قيام مصر وإيران بإجراء محادثات في العاصمة العراقية بغداد في آذار الماضي

صحيفة "طهران تايمز" قالت نقلاً عن أحد المسؤولين في وزارة الخارجية العراقية: إنّه كان هناك "رد إيجابي من الجانبين، الإيراني والمصري، على الوساطة العراقية التي تهدف إلى تحريك الجمود في العلاقات، لكنّ الخلافات ما تزال قائمة، ومن السابق لأوانه الحديث عن التقدم المحرز في الوساطة ". وقال مسؤول عراقي: إنّ "الهدف هو إعادة العلاقات الطبيعية بين الجانبين، خاصّة مع تطورات المصالحة السعودية الإيرانية، والأجواء إيجابية".

وبشأن موقف ممثلي الجانبين المصري والإيراني، قال المصدر، بحسب "طهران تايمز": إنّهم "أمنيون ودبلوماسيون"، مؤكداً أنّ الاجتماع الأول لم يناقش الكثير من التفاصيل، ومن المتوقع أن يكون الاجتماع الثاني أكثر أهمية وعمقاً. وأكد هذه المعلومات مقرر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي عامر الفايز، الذي قال: "لقد بدأ العراق بالفعل الوساطة لتقريب وجهات النظر، وكسر إحجام مصر وإيران عن التوصل إلى علاقة جيدة".

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية (تسنيم)، كشف نائب إيراني النقاب عن خطط لإعادة العلاقات بين إيران ومصر، من خلال إجراء مفاوضات في العراق، قائلاً: إنّ السفارتين في طهران والقاهرة سيُعاد  فتحهما في المستقبل القريب.

وفي مقابلة مع (تسنيم)، سلط عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حسين مالكي الضوء على أهمية إحياء العلاقات الدبلوماسية بين إيران ومصر. وفي إشارة إلى دور مصر المهم، ومكانتها التاريخية والحضارية في المنطقة والعالم، أكد النائب أنّ المفاوضات بين إيران ومصر جارية في العراق.  وأشار النائب إلى أنّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، سيعقدان اجتماعاً بعد إعادة فتح السفارتين.

إعادة ترتيب الوضع الإقليمي

أصبح الوضع الإقليمي ملائماً لمثل هذه الخطوة، فقد هدأت الحرب التي استمرت (8) أعوام في اليمن، وسط تحركات دبلوماسية لإنهاء الصراع. كما أعيد إدخال سوريا إلى الجامعة العربية، بعد أكثر من عقد من طردها. وبالتالي فإنّ طهران ربما تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية الأخيرة أصبحت تبحث عن معادلة صفر مشاكل، وتهدئة الوضع الإقليمي، بعد أعوام دخلت فيها طهران في صراعات متتالية، في سوريا واليمن ولبنان من خلال ميليشياتها المسلحة وأذرعها السياسية.

البلدان حافظا على اتصالات متقطعة على مر الأعوام الماضية

ويرى الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسية، في تصريحات خصّ بها "حفريات"، أنّ الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية، ومن قبلها جائحة كوفيد ـ 19، تدفع جميع القوى الإقليمية تجاه التهدئة، ونزع فتيل الأزمات، لأنّ الجميع لم يعد باستطاعته تحمل التكلفة الباهظة للمواجهات العسكرية.

وأشار القصاص إلى أنّ الوساطة الصينية، فيما يتعلق بملف المصالحة بين إيران والسعودية، ربما فتحت الأبواب أمام قوى إقليمية أخرى، وعلى رأسها مصر، لاستكشاف الموقف تجاه إيران، وفي الوقت نفسه فإنّ على طهران تقديم تعهدات واضحة بعدم الإضرار بجيرانها، أو ممارسة أيّ أعمال عدائية.

أصبح الوضع الإقليمي ملائماً لمثل هذه الخطوة، فقد هدأت الحرب التي استمرت (8) أعوام في اليمن، وسط تحركات دبلوماسية لإنهاء الصراع

ولفت القصاص إلى أنّ الحرب في اليمن، وموقف مصر المساند للتحالف العربي، أديا إلى تراجع التحسن الطارئ في العلاقات بين القاهرة وطهران، الذي حدث في عام حكم الإخوان، لكنّه يضيف أنّه من الملفت استمرار تبادل ممثلي البلدين المجاملات الدبلوماسية، إذ تحرص مصر على المشاركة بانتظام في احتفال مكتب مصالح إيران في القاهرة بذكرى قيام الثورة الإسلامية في إيران، وفي شباط (فبراير) 2019 حضر وفد دبلوماسي مصري رفيع المستوى، برئاسة مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية خالد ثروت، فاعليات الاحتفال بالذكرى الـ (40) للثورة الإيرانية، في مقر إقامة القائم بالأعمال الإيراني في القاهرة ناصر الكناني، الذي أعلن عن رغبة بلاده في عودة العلاقات مع مصر.

ويقول مسؤولون مصريون مطلعون، بحسب "ذا ناشيونال": إنّ البلدين حافظا على اتصالات متقطعة على مر الأعوام الماضية، على الرغم من بعض التصعيد الذي شاب العلاقات من قبل، وإشارات القيادة المصرية إلى قدرة الجيش المصري على ردع أيّ تهديد لدول الخليج، في إشارة واضحة إلى إيران.

مواضيع ذات صلة:

لماذا يهاجم الإخوان الحوار الوطني في مصر ويطالبون سراً بالمشاركة فيه؟

من الإرهاب إلى التنمية... كيف عبرت سيناء المصرية مربع الخطر؟

مصر تتسلم رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب... ما الدلالات؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية