مصر تتسلم رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب... ما الدلالات؟

مصر تتسلم رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب... ما الدلالات؟

مصر تتسلم رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب... ما الدلالات؟


07/05/2023

أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري الخميس الماضي تولي بلاده الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب مع الاتحاد الأوروبي خلفاً للمغرب، وذلك خلال اجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى في دورته الـ (21)، والذي عُقد لأول مرة بالقاهرة.

وقال شكري: إنّ "مصر تتولى الرئاسة المشتركة للمنتدى في توقيت يواجه فيه المجتمع الدولي تحديات ضخمة من صراعات سياسية أدت إلى أزمات اقتصادية طاحنة أثرت خاصة على الدول النامية، إلى أزمة مناخ وصراع على الموارد الطبيعية، ممّا يحتم علينا تعزيز التعاون الدولي لمكافحة تلك الظاهرة"، بحسب البيان الصادر عن وزارة الخارجية. 

ويرى مراقبون أنّ تولي القاهرة لرئاسة المنتدى يحمل الكثير من الدلالات؛ تتعلق بنجاح المواجهة المصرية ضد تنظيمات الإرهاب والتطرف، والعمليات الإرهابية التي اجتاحت البلاد لعدة أعوام، أعقبت سقوط جماعة الإخوان عن الحكم في 2013، وما تبعها من موجات إرهاب عنيفة نفذتها حركات مسلحة تابعة للتنظيم وأخرى متحالفة معه. 

تحذير من تصاعد وتيرة الإرهاب في الشرق الأوسط

بالرغم من نجاح الجهود الأمنية في عدة دول بمنطقة الشرق الأوسط بمواجهة التنظيمات الإرهابية، إلّا أنّ وزير الخارجية المصري حذّر مجدداً من موجات عنف محتملة لتنظيمات الإرهاب والتطرف، في مقدمتها تنظيم داعش، وقال إنّها ما تزال تمثل تحديات أمام السلطات الأمنية وجهود المواجهة في عدة دول. 

وخلال كلمته، أشار شكري إلى أنّه برغم جهود المجتمع الدولي، وما تحقق من هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق، فإنّ خطر الإرهاب لم يشهد تراجعاً في منطقتنا، فقد تصاعدت حدة وخطورة الجرائم التي ترتبكها التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن استمرار ظاهرة المقاتلين الأجانب الذين ما زالوا يهددون أمن واستقرار الدول. 

أعلن وزير الخارجية المصري تولي بلاده الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب مع الاتحاد الأوروبي خلفاً للمغرب

وقال الوزير المصري: إنّ اتساع النطاق الجغرافي الذي تنشط فيه المنظمات الإرهابية خاصة في قارتنا الأفريقية أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتدهور الأوضاع الأمنية وتهديد السلم المجتمعي وتراجع النمو الاقتصادي.

وأضاف أنّه ممّا زاد من خطورة التهديد الذي تمثله التنظيمات الإرهابية والتعقيدات المرتبطة به تنامي اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة لتحقيق مآربها الخبيثة، وفي مقدمتها استغلال شبكة الإنترنت للترويج لخطابها المنحرف سعياً لتجنيد المزيد من الأفراد، فضلاً عن استخدام الطائرات المسيّرة والعملات الافتراضية وغيرها من التطبيقات الحديثة لتعزيز وجودها وتعزيز أنشطتها.

كيف نجحت مصر باجتياز موجات الإرهاب؟ 

شكري تحدث أيضاً عن نجاح التجربة المصرية في التصدي لموجات العنف والإرهاب خلال الأعوام الماضية، من خلال تطبيق استراتيجية شاملة للمواجهة الأمنية، وأيضاً تنفيذ آليات جديدة للمواجهة الفكرية، وتجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتشدد. 

وفي هذا الصدد قال الوزير المصري: إنّ بلاده واجهت خلال العقد الماضي موجة غير مسبوقة من التهديدات الإرهابية استهدفت أمنها ومقدرات شعبها، وراح ضحيتها عدد كبير من أبناء الشعب المصري، إلّا أنّها نجحت في القضاء على هذا الخطر.

وزير الخارجية المصري: اتساع النطاق الجغرافي الذي تنشط فيه المنظمات الإرهابية خاصة في قارتنا الأفريقية أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتدهور الأوضاع الأمنية وتهديد السلم المجتمعي وتراجع النمو الاقتصادي

وتابع: "نجحت مصر بفضل جهود وتضحيات القوات المسلحة والشرطة المصرية، ومن خلال اتباع مقاربة شاملة لا تقتصر على الإجراءات الأمنية فحسب، بل تمتد لتشمل إجراءات اقتصادية واجتماعية وتنموية، بما في ذلك دحض الخطاب المنحرف المحرض على الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف، خاصة من خلال مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني، ووجود مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، ومركز السلام التابع لدار الإفتاء المصرية."

ما أولويات مصر خلال رئاسة المنتدى؟ 

بحسب شكري، مصر عازمة كرئيس مشترك مع الاتحاد الأوروبي، على أن تأتي مسألة دعم جهود الدول الأفريقية في مكافحة الإرهاب في مقدمة أولوياتها من خلال تطبيق مقاربة شاملة تعالج مسببات الإرهاب، وترتكز على بناء القدرات الوطنية ودعم الجهود الاقتصادية والاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، وذلك عبر برامج محددة تتسق مع أولويات واحتياجات الدول الأفريقية ذاتها، وتهدف إلى دعم جهودها في تنفيذ الاستراتيجية الأممية لمكافحة الإرهاب.

كما أكد المسؤول المصري أنّ بلاده ستولي اهتماماً خلال فترة الرئاسة المشتركة على مواءمة مخرجات المنتدى مع المتغيرات المتلاحقة على نحو يعظم من مردودها، ومن هذا المنطلق انعكس ذلك على اجتماعنا اليوم حيث حرصنا على تضمينه في جلسة تفاعلية حول سبل تطوير عمل المنتدى، كما تعتزم خلال فترة الرئاسة العمل على تعزيز مشاركة المرأة في مختلف الأنشطة وإيلاء المزيد من الاهتمام بدور المرأة في سياق مكافحة الإرهاب والتطرف.

ما أهمية ودلالات تولي مصر رئاسة المنتدى؟ 

تفند الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية منى قشطة، في دراسة منشورة لها حديثاً، (4) نقاط محورية تدلل على أهمية الرئاسة المصرية للمنتدى، وهي: 

أوّلاً: أهمية المنتدى باعتباره إحدى الآليات الدولية المعنية بمحاربة الإرهاب، فمنذ تأسيسه في عام 2011 عمل المنتدى كمنصة تفاعلية أتاحت لمسؤولي وخبراء مكافحة الإرهاب في شتى أنحاء العالم تبادل الخبرات والمقاربات والممارسات الناجحة في محاربة ظاهرة الإرهاب، والتي أثبتت التجارب الدولية المختلفة أنّ القضاء عليها لا يمكن تحقيقه من دون تعزيز التعاون وتبادل الآراء والخبرات بين الدول في هذا الصدد. 

 المنتدى مهم باعتباره إحدى الآليات الدولية المعنية بمحاربة الإرهاب

ثانياً: يُعتبر ترؤس مصر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب انعكاساً لمشاركتها الفعالة في أعمال المنتدى خلال الأعوام الماضية، بدءاً من كونها إحدى الدول الرئيسة المُشاركة في تأسيسه، وصولاً إلى ترؤسها لعدد من مجموعات العمل الـ (5) المنبثقة عن المنتدى (مكافحة التطرف العنيف (CVE) -المقاتلون الإرهابيون الأجانب (FTF)  ـ العدالة الجنائية وسيادة القانون (CJ-ROL) ـ بناء القدرات في منطقة شرق أفريقيا ـ بناء القدرات في منطقة غرب أفريقيا). 

الباحثة منى قشطة: تُضاف مشاركة مصر في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب إلى جملة المؤشرات الدالة على النجاحات التي حققتها الدولة المصرية في هزيمتها للإرهاب، والتي حظيت بإشادة العديد من دول العالم

ثالثاً: تُضاف مشاركة مصر في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب إلى جملة المؤشرات الدالة على النجاحات التي حققتها الدولة المصرية في هزيمتها للإرهاب، والتي حظيت بإشادة العديد من دول العالم، وعكسها العديد من التقارير والمؤشرات الدولية المتعلقة بظاهرة الإرهاب، والتي أقرت في غير موضع بنجاح مصر في نزع سرطان التطرف والتصدي لظاهرة الإرهاب العابر للحدود. 

رابعاً: يأتي ترؤس مصر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب تأكيداً على فاعلية جهود الدولة المصرية في نهج محاربة الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، وذلك انطلاقاً من الخبرات التاريخية التي تمتلكها في محاربة تلك الظاهرة خلال العقود السابقة. 

مواضيع ذات صلة:

مذكرة التفاهم المصرية اليونانية: خطوة لدعم آليات الطاقة الخضراء

مصر تستقبل السودانيين النازحين من ويلات الحرب: ملحمة شعبية في وادي النيل

لماذا تركز شائعات الإخوان على السجون في مصر؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية