مصر تستقبل السودانيين النازحين من ويلات الحرب: ملحمة شعبية في وادي النيل

مصر تستقبل السودانيين النازحين من ويلات الحرب: ملحمة شعبية في وادي النيل

مصر تستقبل السودانيين النازحين من ويلات الحرب: ملحمة شعبية في وادي النيل


27/04/2023

مع اندلاع القتال في السودان، ونزوح الآلاف من المواطنين، بالتزامن مع القصف العشوائي، واستهداف المدنيين، انطلقت حملة مصرية على مواقع السوشيال ميديا، للمطالبة بدخول السودانيين إلى مصر بدون تأشيرة، كما انطلقت المبادرات الشعبية لإغاثة النازحين في بلدهم الثاني.

مصادر دبلوماسية مصرية أكدت لموقع (القاهرة 24) المصري أنّ "الدخول عبر المنفذ الحدودي يكون عبر تواصل الأشقاء من دولة السودان مع السفارة المصرية في الخرطوم، مع ضرورة توفر جواز السفر، ثم الدخول عبر المنافذ الحدودية دون تأشيرة مسبقة". وأشارت المصادر إلى أنّ "مصر وضعت ضوابط ميسرة على المنافذ الحدودية لدخول المواطنين السودانيين، بشرط توافر جواز السفر، والتنسيق مع السفارة المصرية في الخرطوم، مع إمكانية الدخول دون تأشيرة مسبقة".

وتقدّم السلطات المصرية تسهيلات كبيرة لعبور النازحين الفارين من الحرب الأهلية في السودان، ويتم تنظيم الحافلات التى تقل النازحين من أرقين إلى وجهتهم، إمّا إلى مطار أسوان للسفر إلى بلادهم، بالنسبة إلى الأجانب، وإمّا إلى محطة القطارات، بالنسبة إلى من يرغبون في الإقامة بمصر.

استقبال النازحين

وفي معبر أرقين البري، عند الحدود المصرية السودانية، يتواصل دخول الحافلات القادمة إلى مصر من السودان، وقد أعفت الحكومة المصرية النساء والأطفال من رسوم التأشيرة، وكذا غير القادرين.

وبحسب تقرير للأهرام ويكلي، "لم تكن المنطقة داخل المعبر منظمة بشكل جيد، وكان هناك عدد كبير من الوافدين". وربما يكون ذلك ناتجاً عن التدفق المتلاحق للنازحين، وكذلك عدم استعداد المعبر لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة، ولا سيّما أنّ عدداً كبيراً من غير الأجانب المقيمين في السودان قرروا أيضاً العودة إلى بلدانهم عبر مصر، باعتبار ممر أرقين هو المعبر الحدودي الآمن.

الأوضاع سيئة في الخرطوم، لكنّ أجزاء أخرى من البلاد بدت أكثر استقراراً

ولدى سؤالها عن الوضع في السودان، قالت: إنه كان سيئاً في الخرطوم، لكنّ أجزاء أخرى من البلاد بدت أكثر استقراراً.

وبحسب سائق حافلة سوداني، تحدث للأهرام ويكلي، فإنّ السلطات المصرية فتحت المعبر للسماح للمواطنين السودانيين بدخول مصر في 22 نيسان (أبريل) الجاري، وكان معظم ركابه من المصريين والسودانيين والإثيوبيين، الفارين من الوضع في الخرطوم، الذي وصفه بأنّه يصل النازحين إلى وادي كركر، وهو المحطة الأولى على الجانب المصري للحافلات القادمة من السودان، وكركر هي قرية صغيرة على بعد (20) كم غرب السد العالي بأسوان، حيث ينزل الركاب في حالة سيئة من الإرهاق، وهناك ظهرت المبادرات الشعبية التي وصفها البعض بالملحمية.

تقدّم السلطات المصرية تسهيلات كبيرة لعبور النازحين الفارين من الحرب الأهلية في السودان، ويتم تنظيم الحافلات التي تقل النازحين من أرقين إلى وجهتهم

يقول أحد أبناء كركر في تصريحات صحفية لـ (سكاي نيوز): "توافد على القرية المئات من أبناء السودان، وبدا على ‏الجميع الإرهاق الشديد، لم نتردد لحظة في فتح أبواب منازلنا للترحيب بهم، قمنا بتجهيز عدد من البيوت المغلقة؛ حتى ‏يتسنى لهم المبيت والحصول على قدر كافٍ من الراحة، قبل استكمال رحلتهم". مضيفاً: "عملنا على توفير كافة الاحتياجات الممكنة؛ من أطعمة ومشروبات، وتلبية ‏الطلبات الحيوية مثل: التواصل مع ذويهم في السودان للاطمئنان عليهم، نظراً لفقدان البعض لهواتفهم خلال ‏السفر، فضلاً عن الاتصال بمعارفهم في أسوان، أو القاهرة؛ لتنسيق انتقالهم إلى منازلهم الجديدة بمصر".

مبادرات شعبية

في بلدة دراو بأسوان، فتح المصريون بيوتهم للنازحين السودانيين، وكتب الإعلامي أحمد الخطيب، على صفحته الرسمية، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "يحدث الآن، في بلدي (دراو-أسوان) ملحمة مصرية-سودانية، الأهالي يفتحون البيوت للإخوة السودانيين، ويتقاسمون معهم المنازل؛ تضامناً ومؤازرة، حباً وإخاء. يتسابق الجميع على الضيافة الكاملة، ومن يرفض من الأشقاء الإقامة، يتم التنازل عن نصف الأجر لمن يريد الإيجار، ويقرر بعض المُلّاك التنازل عن نصف إيجار المحلات التي يتم تأجيرها للإخوة السودانيين لمدة عام".

في أسوان ارتفعت نسبة إشغال الفنادق من 20 إلى 90%، ويقول مدير أحد الفنادق للأهرام ويكلي: إنّ فندقه امتلأ طوال الليل تقريباً، ومعظم الضيوف سودانيون، وقد قررت إدارات الفنادق تخفيض الأسعار بشكل كبير للسودانيين؛ لأنّ "المصريين يريدون إظهار دعمهم لإخوانهم السودانيين".

فتح المصريون بيوتهم للنازحين السودانيين

من جهة أخرى، ظهرت مبادرات مدنية لتوفير أماكن للإقامة والإعاشة للنازحين، وقالت الكاتبة الصحفية مروة كامل، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسيوك: "قدرنا نوفر فنادق وبيوت شباب، وأتوبيسات من كركر إلى القاهرة".

مروة انخرطت في الحملة منذ اندلاع الحرب، وفتح المعبر، وسبق أن وجهت نداءً للجمعيات الخيرية ورجال الأعمال، للمساهمة في عمليات الإغاثة، وتوفير المياه للنازحين في كركر، وتتواصل جهود الكاتبة الصحفية في هذا السياق حتى اللحظة.

مركز إغاثة ميداني

حملات أخرى بدأت في استخراج التصاريح اللازمة للمساهمة في إغاثة النازحين، وتوفير أماكن للإقامة والإعاشة، ووسائل نقل مجانية وأدوية، كما بدأت بعض الحملات لإنشاء مستشفى ميداني عند معبر أرقين لعلاج المصابين من جراء الحرب.

السلطات المصرية فتحت المعبر للسماح للمواطنين السودانيين بدخول مصر في 22 نيسان (أبريل) الجاري، وكان معظم الركاب من المصريين والسودانيين والإثيوبيين الفارين من الوضع في الخرطوم

فرق الإغاثة بالهلال الأحمر المصري أقامت مركز خدمة إغاثي إنساني عبر معبر أرقين، وبدأت فرق الهلال الأحمر المصري في تقديم خدمات العلاج، والدعم النفسي والأدوية والوجبات الغذائية الخفيفة، ووسائل الاتصال التليفونية والشبكية، بالإضافة إلى خدمة الإسعافات الأولية للعابرين، وتدبير وسائل مواصلات مجانية.

الهلال الأحمر المصري أنشأ نقطة التقاء للعابرين في محافظة أسوان، مهيأة لتقديم الخدمات اللازمة للعالقين، بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوداني، ومكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر بدولة السودان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بمصر والسودان.

وتبحث السلطات المصرية سبل تفعيل الممرات الآمنة، وتعمل غرفة العمليات المركزية بالهلال الأحمر المصري على مدار الساعة؛ من أجل تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسودانيين النازحين.

مواضيع ذات صلة:

اشتباكات السودان تُنذر بكارثة إنسانية.. ما الجديد؟

"الفاغنر".. هل تشعل موسكو جحيماً في السودان؟

كيف يحاول إخوان السودان توظيف الصراع الراهن لتحقيق مكتسبات سياسية؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية