"الفاغنر".. هل تشعل موسكو جحيماً في السودان؟

"الفاغنر".. هل تشعل موسكو جحيماً في السودان؟

"الفاغنر".. هل تشعل موسكو جحيماً في السودان؟


20/04/2023

نفت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصّة الأنباء التي أشارت إلى وجود أنشطة لها في السودان، وأكدت أنّه لا علاقة لها بالمعارك الدائرة حالياً في البلاد، رداً على تقارير غربية قالت إنّ شركة فاغنر متورطة بممارسة أنشطة تعدين غير مشروع؛ للبحث عن الذهب في السودان، من بين أنشطة أخرى.

وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، قالت فاغنر عبر حسابها الرسمي على تليغرام: إنّه "نظراً للعدد الكبير من الاستفسارات من مختلف وسائل الإعلام الأجنبية حول السودان، ومعظمها استفزازية، فإنّنا نعتبر أنّه من الضروري إبلاغ الجميع بأنّ موظفي فاغنر لم يتواجدوا في السودان منذ أكثر من عامين". ونفت الشركة وجود أيّ اتصالات بينها وبين الحاكم العسكري للسودان الفريق عبد الفتاح البرهان، أو قائد القوات شبه العسكرية اللواء محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي تنخرط قواته في الصراع الحالي. كما زعمت أنّ الشركات المرتبطة بمؤسس شركة فاغنر يفغيني بريغوزين ليس لها مصالح مالية في السودان، قائلة: إنّ الصراع شأن سوداني داخلي بحت.

اللعب على تناقضات الوضع السياسي

 يكشف الارتباط بين محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع، الذي يقاتل حالياً للسيطرة على العاصمة السودانية الخرطوم ومواقع رئيسية أخرى، وبين مجموعة فاغنر الروسية، عن ضلوع موسكو في الصراع الجاري، اعتماداً على ذراعها الباطشة، وتحالفاتها المريبة في أفريقيا. كما يوضح كذلك لعب مجموعة فاغنر على تناقضات الوضع السياسي في السودان، والصراع بين المكوّنين العسكريين.

نفت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصّة الأنباء التي أشارت إلى وجود أنشطة لها في السودان

وبحسب "الديلي ميل" البريطانية، فإنّ شركة فاغنر للمرتزقة تعمل في السودان منذ العام 2017، وقد تمّت دعوتها إلى العمل في السودان في أعقاب زيارة عمر البشير لموسكو، ومارست الشركة أنشطتها المريبة في مجال التعدين والتهريب، بتواطؤ مع نظام البشير.

الفاغنر قدمت الدعم السياسي والعسكري للقوات المسلحة السودانية، التي سيطرت على البلاد في تحالف غير مستقر مع النخب المدنية التي حلت محل البشير، عندما أُجبر الأخير على التنحي عن السلطة في العام 2019.

لسوء حظ الفاغنر، بدأت الإدارة المدنية في عهد حمدوك العام 2021 بالتحقيق في تعاملات الأولى في البلاد، حيث حققت الحكومة السودانية مع عدد من مهربي الذهب الروس، ممّا دفع المجموعة، بحسب تقارير غربية، تجاه دعم انقلاب البرهان، وسيطرته على السلطة، في مقابل إغلاق ملف التحقيقات، وبالفعل تمّ حلّ لجنة مكافحة الفساد التي كانت تحقق في أنشطة فاغنر، وسمح لها بممارسة عمليات التعدين دون عوائق.

نشاط الفاغنر في السودان تصاعد بشكل كبير خلال العام الماضي؛ رداً على تجميد نحو (300) مليار دولار من احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية في الخارج

جدير بالذكر أنّ نشاط الفاغنر في السودان تصاعد بشكل كبير خلال العام الماضي؛ رداً على تجميد نحو (300) مليار دولار من احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية في الخارج، وتعرّض اقتصادها لضربة بسبب العقوبات الغربية. وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تحقيق لها أنّ موسكو قامت بتهريب الذهب عبر قواعدها العسكرية في سوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، بقيمة بلغت أكثر من ملياري دولار سنوياً. وقالت إنّه في خلال (18) شهراً، حتى تمّوز (يوليو) من العام الماضي، كان هناك ما لا يقل عن (16) رحلة جوية من السودان تحمل ذهباً مهرباً.

وتثير "الديلي ميل" احتمالات "قيام مجموعة الفاغنر بالتدخل في الصراع الحالي لدعم حميدتي في جهوده للإطاحة بالبرهان؛ شريطة إسقاط كافة التهم، وإغلاق التحقيقات مع المهربين الروس المتعاونين مع الشركة. ولفتت إلى أنّ تعاملات الفاغنر مع حميدتي جاءت بقرار من موسكو؛ رغبة في استخراج المزيد من الذهب من السودان لمواجهة العقوبات الغربية، وقد أدت إلى الإخلال بتوازن دقيق للقوى داخل المجلس العسكري".

عقوبات غربية

مع تزايد أنشطة الفاغنر في السودان، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على المواطن الروسي ميخائيل بوتيبكين الذي يدير شركة سودانية تحمل اسم (مروى جولد)، وتعمل كواجهة لأنشطة الفاغنر؛ بتهمة تسهيل استغلال ثروة السودان الذهبية، وأدرجهما الاتحاد على قائمة "انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة"، بما في ذلك ممارسة التعذيب والإعدام التعسفي والقتل خارج النطاق القانوني.

تثير "الديلي ميل" احتمالات قيام مجموعة الفاغنر بالتدخل في الصراع الحالي

وكشف التحقيق الذي أجرته شبكة "سي إن إن" في تمّوز (يوليو) الماضي، الآلية التي عمل بها فاغنر من خلال شركة مروى جولد في السودان؛ للالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على المجموعة، ممّا أماط اللثام عن مخطط روسي مفصل لنهب ثروات السودان؛ في محاولة لتحصين روسيا ضد العقوبات الغربية القوية، ودعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا، بالتواطؤ مع القيادة العسكرية السودانية، بمكوّنيها، في مقابل تقديم دعم عسكري وسياسي للقيادة العسكرية السودانية، قبل أن تميل الدفة لصالح حميدتي في صراعه الحالي مع البرهان، وفق "سي ان ان".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية