مصر: حصلت على شهادة محو الأمية بعمر الـ 87... ما قصة الحاجة زبيدة؟

مصر: حصلت على شهادة محو الأمية بعمر الـ 87... ما قصة الحاجة زبيدة؟

مصر: حصلت على شهادة محو الأمية بعمر الـ 87... ما قصة الحاجة زبيدة؟


22/01/2023

"الأحلام لا تسقط بالتقادم"... تنطبق هذه الجملة تماماً على قصة الحاجة زبيدة الصعيدي، صاحبة الـ (87) عاماً، التي أصبحت أيقونة للأمل والطموح، بعد أن انتشرت صورتها بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، وهي تؤدي امتحانات محو الأمية ضمن مشروع تكافل وكرامة الذي تقدمه وزارة التضامن الاجتماعي بمصر. 

ولاقت قصة المُسنّة المصرية، ذات الملامح القريبة من وجه فرعوني أصيل، استحساناً كبيراً على الجانب الشعبي والحكومي في مصر بعد انتشار قصتها، ففي حين أشادت وزارة التضامن الاجتماعي بها، سارع محافظ المنوفية الأربعاء إلى تكريمها، فضلاً عن آلاف الإشادات التي جاءت من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليس من المصريين فقط، ولكن من الجمهور العربي بشكل عام. 

من هي زبيدة؟ 

زبيدة ابنة محافظة المنوفية، حسبما تعرفها الصفحة الرسمية للوزارة المصرية، هي أم لـ (8) أبناء؛ (4) أولاد، و(4) بنات، توفي لها ابن وابنة، وهي جدة لـ (13) حفيداً وحفيدة، لم تتعلم في صغرها، فهي ابنة لرجل لا يرى أهمية لتعليم الإناث، وعقب وفاة والدها أصرت على أن تلتحق أخواتها البنات بالتعليم، ووقفت بجانبهن حتى تحقق ذلك فعلاً.

زبيدة الصعيدي: كنت أحلم بالحصول على الشهادة، فالتعليم عز ونجاح للنفس قبل أيّ شيء آخر

تزوجت زبيدة في سن الـ (18)، وأنجبت أولادها وحرصت على تعليمهم، وكانت تبيع بعض البضائع البسيطة أمام مدرسة أولادها حرصاً منها على متابعتهم وخوفاً من تسربهم من التعليم، وكانت تتمنى أن تتعلم، وكانت في بعض الأحيان تحاول تقليد أبنائها وهم يكتبون.

كيف خطت أولى خطواتها نحو حلم "محو الأمّية"؟ 

ضمن مبادرة "لا أمّية مع تكافل"، التي تطرحها الحكومة المصرية كجزء من مشروع تكافل وكرامة، تقدمت زبيدة بطلب للالتحاق بدورات تعليم الكبار "محو الأمّية"، وكانت استجابة القائمين على المبادرة سريعة ومنجزة، بل خصصوا وحدة تعليم منزل للجدة المُسنّة، لتعليمها في منزلها حتى لا تتحمل مشقة الانتقال. 

وعن حلم التعليم تقول الحاجة زبيدة: "كنت أحلم بالحصول على الشهادة، فالتعليم عز ونجاح للنفس قبل أيّ شيء آخر، فمن علّمني حرفاً صرت له عبداً، وهو ما يوضح أنّ العلم والمعلم لهما مكانة كبيرة في حياتنا".

الحاجة زبيدة الصعيدي صاحبة الـ (87) عاماً التي أصبحت أيقونة للأمل والطموح

وتضيف الصعيدي في تصريح لشبكة "سكاي نيوز": "كنت أقف خلف سور مدرسة أولادي، حتى أرى الباب مغلقاً، وأطمئن عليهم، لم يكن لدي أيّ شك أنّ تعليمهم سيفتح لهم أبواب الرزق والنجاح".

وتروي أكبر دارسة مصرية: " أتمنى أن أتعلم، وحاولت كثيراً أن أقلّدهم وهم يكتبون واجباتهم المدرسية، ولكنّني فشلت في تلك الفترة، لأنّه لم يكن لديّ أيّ خبرة على الإطلاق، بجانب الأوقات الصعبة التي عشتها في سبيل توفير نفقاتهم اليومية".

 كنت أقف خلف سور مدرسة أولادي، حتى أرى الباب مغلقاً، وأطمئن عليهم، لم يكن لدي أيّ شك أنّ تعليمهم سيفتح لهم أبواب الرزق والنجاح

وتتابع: "والدي لم يحب تعليم الإناث، وكان يرى أنّ تعليمهنّ ليس له فائدة، غير أنّني بعد وفاته كان لديّ إصرار على تعليم أخواتي البنات، وعملت لأعوام طويلة حتى أرى ثمرة نجاحهن حاضرة بين الناس، لم أبخل في سبيل ذلك بأيّ شيء، وبفضل من الله تمكنّ جميعاً من النجاح".

السيدة زبيدة نموذج لملايين الشباب

أثناء تكريم زبيدة الأربعاء الماضي، أعرب محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبو ليمون عن فخره واعتزازه بطموحها وإصرارها على تحقيق حلمها، مؤكداً أنّها تُعتبر نموذجاً وقدوة لملايين الشباب الذين يمتلكون العمر والطاقة ولديهم فرصة عظيمة لتحقيق طموحاتهم والوصول إلى أهدافهم. 

زبيدة ابنة محافظة المنوفية هي أم لـ (8) أبناء؛ (4) أولاد،و(4) بنات، توفي لها ابن وابنة، وهي جدة لـ (13) حفيداً وحفيدة

وأكد أبو ليمون أنّ زبيدة تُعدّ من النماذج المشرفة لسيدات مصر وللمنوفية بشكل خاص؛ لأنّها نجحت في تحقيق حلمها بالحصول على فرصة التعليم، كما أنّها حرصت طوال حياتها على تعليم أبنائها وأخواتها، وتكبدت مشقة كبيرة من أجل ذلك.

ما هي مبادرة "لا أمّية مع تكافل"؟ 

هي إحدى المبادرات ضمن مشروع " تكافل وكرامة" الذي أعلن عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عام 2015، وتنفذه وزارة التضامن الاجتماعي بالتنسيق مع عدد من الجهات الأخرى، ويستهدف تقديم مختلف أنواع الدعم للمواطنين المستحقين خاصة الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن الدعم النقدي وتوفير المسكن والاحتياجات الغذائية. 

وتستهدف مبادرة "لا أمّية مع كرامة"، بحسب ما أعلنت عنها الحكومة المصرية، مستفيدي برنامج الدعم النقدي المشروط "تكافل وكرامة"، وقد نجحت المبادرة في فتح ما يقرب من (9) آلاف فصل على مستوى الجمهورية من بداية آذار (مارس) حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

اللواء إبراهيم أبو ليمون: الحاجة زبيدة من النماذج المشرفة لسيدات مصر لأنّها نجحت في تحقيق حلمها بالحصول على فرصة التعليم، كما حرصت طوال حياتها على تعليم أبنائها وأخواتها وتكبدت مشقة كبيرة من أجل ذلك

وتعمل المبادرة على محو أمّية القراءة والكتابة للمستفيدين، ويتم العمل بالشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، بالإضافة إلى أنّ الوزارة قاربت على الانتهاء من وضع منهجية خاصة بها تحتوي على مجموعة رسائل تنتهجها الوزارة في عملها لتكون جزءاً تعليمياً وآخر توعوياً. 

كما تتم الاستعانة بحملة المؤهلات من مستفيدي "تكافل وكرامة" لفتح الفصول ومكلفات الخدمة العامة.

أبدت الحاجة زبيدة استعداداً غير عادي للتعلم تقول: كنت أحلم بالحصول على الشهادة، فالتعليم عز ونجاح للنفس قبل أيّ شيء آخر

وفي هذا الإطار قامت وزارة التضامن الاجتماعي بوضع حقيبة تعليمية تحتوي على كافة الرسائل التي تعمل الوزارة بالتوعية بها ومعرفتها من كافة الفئات المستهدفة، منها "كن واعياً، أسرتك دنيتك، صحتك ثروتك، اثنان كفاية التي تستهدف تحديد النسل لمواجهة زيادة الكثافة السكانية، مجتمعي بجانبي، تكافل وكرامة، اعمل واربح" وغيرها من الرسائل.

ومن جانبها، كشفت سوزي صبحي، منسقة مبادرة "لا أمّية مع تكافل" في محافظة المنوفية، أنّهم بدؤوا العمل على تلك المبادرة الرئاسية في الأول من آذار (مارس) من العام الماضي، وكانت تستهدف خلالها عملاء تكافل وكرامة، وقد تمّ التواصل من خلال قاعدة البيانات المتوفرة، وكانت حالة الحاجة زبيدة واحدة من ضمن الحالات المستهدفة.

وأضافت صبحي أنّهم بدؤوا في التواصل مع الحاجة زبيدة، وبسؤالها عن رغبتها في محو الأمّية، لاقوا لديها رغبة غير عادية في الأمر، وتابعت: "عرضنا عليها نبعت المُدرّسة لبيتها، ولكن هي رفضت، لأنّه كان حلمها إنّها تقعد على التختة، ولاقينا عندها استعداداً غير عادي".

مواضيع ذات صلة:

مصر تطلق هيئة حكومية لنشر السعادة... ماذا تعرف عنها؟

منتدى دافوس: لا انفراجة اقتصادية في 2023 وهذا وضع الموظفين الحاليين



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية