منتدى دافوس: لا انفراجة اقتصادية في 2023 وهذا وضع الموظفين الحاليين

منتدى دافوس: لا انفراجة اقتصادية في 2023 وهذا وضع الموظفين الحاليين

منتدى دافوس: لا انفراجة اقتصادية في 2023 وهذا وضع الموظفين الحاليين


18/01/2023

في خضم أزمة اقتصادية حالكة تثقل كاهل الحكومات والمستثمرين في غالبية دول العالم، انطلق منتدى دافوس الاقتصادي أول من أمس، بحضور مئات المستثمرين ورواد الأعمال من قادة الأعمال بمختلف الدول، و(116) مليارديراً، فضلاً عن قادة عدد من الدول وممثلي الحكومات والقطاعات الصناعية الكبرى.

الأجواء في الأيام الأولى من انعقاد المنتدى غلب عليها التشاؤم والسلبية؛ بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة، وذهبت غالبية التوقعات إلى ما هو أسوأ خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ويعاني اقتصاد العالم من أزمة، يصنفها المراقبون بأنّها الأسوأ منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008، حيث تشهد غالبية الدول، وفي مقدمتها الدول الصناعية الكبرى، معدلات تاريخية لمستوى الركود والتضخم والبطالة، وقد سجلت أسعار السلع ومشتقات الطاقة أعلى مستوى لها على الإطلاق، في ضوء التداعيات المتفاقمة للأزمة الأوكرانية وجائحة كورونا.

(3) مخاطر كبرى

توقع غالبية المشاركين، وفق استطلاع للرأي أجراه المنتدى، زيادة معدلات الركود والتضخم في مختلف دول العالم خلال العام الجاري 2023، ورأى 18% أنّ مثل هذا الانكماش الاقتصادي "محتمل للغاية"، وفقاً لما ذكرته مجلة "بلومبيرغ".

ووجد المسح أنّ المخاطر الـ (3) الكبرى التي تواجه الاقتصاد العالمي لهذا العام هي: التضخم، وتقلب الاقتصاد الكلي، والصراع الجيوسياسي.

توقع غالبية المشاركين زيادة معدلات الركود والتضخم في مختلف دول العالم خلال العام الجاري 2023

ومن جهته، قال بوب موريتز الرئيس العالمي لشركة "برايس ووترهاوس كوبرز": إنّ المفاجأة الرئيسية كانت التوقعات طويلة المدى، حيث يقتنع 40% من الرؤساء التنفيذيين المشاركين بالمنتدى أنّ "مؤسساتهم لن تنجو اقتصادياً خلال (10) أعوام، إذا لم تتغير تلك المخاطر، بحسب ما أوردته "العربية". 

وأوضح أنّ "المدى القصير يتعلق بكيفية إدارة ضغوط التكلفة، والمدى الأطول يتعلق بسلاسل التوريد والمناخ والاضطراب التكنولوجي".

وأضاف: "يحتاج الرؤساء إلى اتخاذ إجراءات الآن للبقاء على قيد الحياة لمدة عامين، لتزدهر في الأعوام الـ (10) القادمة"، مع ضمان امتلاكهم رأس المال اللازم لتخصيصه في المستقبل.

لا مساس بالموظفين الأكفاء

وفي رسالة يمكن اعتبارها مبعث أمل، وسط العديد من التوقعات المتشائمة للمستقبل القريب للاقتصاد العالمي، أظهر الاستطلاع أنّ 60% من رواد الأعمال والرؤساء التنفيذيين لا يخططون للاستغناء عن موظفيهم خلال الفترة المقبلة، وفي حين لم يتوقع التقرير زيادة في الأجور بسبب الضائقة المالية، لم يرجح أيضاً 80% من رجال الأعمال تقليل الرواتب، ممّا يبدو أنّه أمر جيد نسبياً.

يشعر قادة الشركات في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بتفاؤل أقلّ حيال النمو الاقتصادي المحلي لديهم، وهم أكثر تفاؤلاً إزاء النمو الاقتصادي على مستوى العالم

ويرجع الاستطلاع هذه النسب إلى رغبة المستثمرين في الاحتفاظ بالموظفين الحاليين بدلاً من الخضوع لعمليات توظيف باهظة الثمن.

وتعليقاً على هذا الجانب من الاستطلاع، قال موريتز: "تبقى القوة مع العمال الذين لديهم المهارات المناسبة"، في إشارة إلى ضرورة الالتزام بتطوير الذات وثقل المهارات للاستمرار.

توقعات متفائلة للعام 2024

على النقيض من التوقعات التي طرحها قادة الأعمال في منتدى دافوس لمستقبل الاقتصاد العالمي، تتوقع مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن يشهد الاقتصاد نمواً تصاعدياً في عام 2024، بعد موجة التباطؤ الراهن.

دافوس: المخاطر الـ 3 الكبرى التي تواجه الاقتصاد العالمي لهذا العام هي: التضخم، وتقلب الاقتصاد الكلي، والصراع الجيوسياسي

وفي التفاصيل، أوضحت جورجيفا، على هامش المنتدى المنعقد في سويسرا، أنّ معدل النمو في الاقتصاد العالمي سيصل هذا العام إلى القاع، وأن يقلّ بمعدل نصف نقطة مئوية عن عام 2022، وسوف يشهد عام 2024 عودة النمو التصاعدي مرة أخرى.

وقالت جورجيفا: "الخبر السار الذي يمكننا الإشارة إليه هو توقعنا بوصول النمو إلى القاع هذا العام، وأن يكون 2024 هو العام الذي نرى فيه اتجاه الاقتصاد العالمي على الجانب الصعودي".

تفاؤل حذر بمنطقة اليورو

وفي السياق، يشعر قادة الشركات في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بتفاؤل أقلّ حيال النمو الاقتصادي المحلي لديهم، وهم أكثر تفاؤلاً إزاء النمو الاقتصادي على مستوى العالم، وفق "بلومبيرغ".

على الرغم من ذلك، تقدّمت المملكة المتحدة على صعيد اختيارها كموقع مفضل للشركات، فقد صنفها الرؤساء التنفيذيون في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية لتحقيق نمو في الإيرادات، متساوية مع ألمانيا، وبعد الولايات المتحدة والصين. ولم يسبق لها من قبل أن تجازوت المرتبة الرابعة في التصنيف.

ما أهمية منتدى دافوس للاقتصاد العالمي؟

يحظى منتدى دافوس السنوي بأهمية خاصة لدى رواد الأعمال في العالم، لأنّه يُعدّ فرصة جيدة لتبادل الخبرات وكذلك الصفقات على هامش الجلسات الرسمية، كما أنّه يعزز فرص التعاون بين رواد الاستثمار بمختلف دول العالم، فضلاً عن كونه منصة للقاء قادة الدول والخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال من مختلف دول العالم لمناقشة الأوضاع الاقتصادية ومحاولة إيجاد حلول للأزمات الراهنة.

مديرة صندوق النقد الدولي: الخبر السار الذي يمكننا الإشارة إليه هو توقعنا بوصول النمو إلى القاع هذا العام، وأن يكون 2024 هو العام الذي نرى فيه اتجاه الاقتصاد العالمي على الجانب الصعودي

ويرى الصحافي الأمريكي بيتر غودمان، الذي صدر له كتاب العام الماضي بعنوان "رجل دافوس: كيف التهم أصحاب المليارات العالم"، أنّه "خلال (4) أيام في جناح خاص، يمكن للمستثمرين من مختلف دول العالم إتمام أعمال أكثر ممّا يفعلون في أشهر من الرحلات حول العالم".

واعتبر أنّ أكبر إسهام يمكن أن يقدّمه دافوس سيكون الدفع باتجاه إصلاح النظام الضريبي العالمي للحدّ من التباين الاجتماعي.

ما أبرز القضايا على أجندة المنتدى هذا العام؟

يناقش المؤتمر قضايا مهمّة على مدار (4) أيام، مثل أزمة الطاقة، وأزمة الغذاء والأمن الغذائي، ومعدلات الفائدة المرتفعة وتأثيرها على اقتصادات الدول الناشئة، وكيف أدت إلى زيادة معدلات الفقر حول العالم، وما ترتب عليها من ارتفاع في معدلات الديون، وفق ما أوردته شبكة "سكاي نيوز".

يحظى منتدى دافوس السنوي بأهمية خاصة لدى رواد الأعمال في العالم

ومن المواضيع الأساسية المطروحة للبحث أيضاً المناخ، ويسعى المنظمون لأن تساعد المباحثات في التمهيد للمفاوضات العالمية المقبلة في إطار مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 28) المقرر عقده في نهاية العام في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويطرح المنتدى تساؤلات مهمّة حول إمكانية بناء نظام جديد للاستثمار والتجارة والبنية التحتية، وأبرز النشاطات في دافوس ستجري كما في كل عام في الكواليس، إذ يغتنم رؤساء الشركات والمستثمرون والسياسيون وجودهم في المكان ذاته لإجراء مشاورات على هامش المؤتمر الرسمي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية