"المرشد الجديد" يشعل حرب البيانات مجدداً بين "منير" و"حسين"

"المرشد الجديد" يشعل حرب البيانات مجدداً بين "منير" و"حسين"


19/12/2021

أحمد فتحي

دخل الصراع داخل قمة الهرم التنظيمي لجماعة الإخوان الإرهابية، مرحلة "حرب البيانات" مجددا بين الجبهتين المتناحرتين على المال والسلطة.

واشتعل الصراع بين "جبهة لندن" بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد المطعون في شرعيته، وجبهة إسطنبول في المقابل التي يتزعمها محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة من أنقرة، عقب إعلان الأخيرة اليوم تشكيل "لجنة للقيام بأعمال المرشد"، واختيار القيادي مصطفى طلبة ممثلا عنها بمنصب مرشد الجماعة لمدة 6 أشهر.

ويقول مراقبون إنه بتشكيل جبهة إسطنبول لـ"لجنة للقيام بأعمال المرشد"، تكون الجماعة قد كتبت الفصل الأخير من نهايتها، حيث يتم تدشين لأول مرة داخلها، تنظيمين رسميين، لكل منهما؛ متحدث رسمي، ومكتب شورى الأول في لندن والآخر في إسطنبول.

وفي هجوم مباغت من شأنه تعميق أزمات التنظيم، قال بيان رسمي لجبهة إسطنبول التي تتصارع مع جبهة لندن، إن مجلس شورى الجماعة -الإرهابية- اجتمع وقرر تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام، واختيار مصطفى طلبة ممثلا عنها.

و"طلبة" رجل أعمال بريطاني الجنسية، وعمل مسؤولا للاتصال بين الإخوان ومخابرات بعض الدول، ويُتهم من بعض الأطراف داخل الجماعة بأنه على ارتباط بأجهزة مخابراتية غربية، كما أنه مدرج على قوائم الإرهاب في مصر.

وبعد ساعات من إعلان تشكيل "لجنة للقيام بأعمال المرشد"، أكدت جبهة لندن، في المقابل أن إبراهيم منير هو القائم بأعمال المرشد والمعبر عن مؤسسات التنظيم.

ونفى أسامة سليمان، المتحدث باسم جبهة منير، في بيان نشره موقع "إخوان سايت" (الموقع الرسمي للجبهة)، ما تردد عن انعقاد مجلس الشورى العام، الجمعة، أو صدور أية قرارات عنه".

وقال البيان: "تؤكد الجماعة أنه في آخر اجتماع لمجلس الشورى العام، برئاسة إبراهيم منير نائب المرشد والقائم بالأعمال، والذي انعقد بداية الشهر الجاري في انعقاده الدوري، ناقش الأعضاء تقارير أداء مؤسساتها الداخلية".

وأكدت جبهة لندن أنه "لا يعبر عن مؤسسات الجماعة في الإعلام سوى القائم بالأعمال إبراهيم منير والمتحدثين الرسمي والإعلامي وموقعها الرسمي إخوان سايت".

وقبل أيام، عقد محمود حسين مؤتمراً ضم فيه العشرات من أنصاره في إسطنبول للحشد ضد جبهة غريمه إبراهيم منير.

وسعى المؤتمر الذي استمر لفترة طويلة، وحضره جميع رموز تيار محمود حسين، وعدد غير قليل من النساء إلى اتخاذ قرار بعقد انتخابات داخلية جديدة خلال ستة أشهر، وإلغاء أي قرارات أقرها إبراهيم منير وجبهته.

غير أنه لم يحقق ما يصبو إليه، وجاءت نتائج المؤتمر في غير صالحه رغم استعانته بما يعرف بـ"رابطة الإخوان المصريين في الخارج".

وتعيش الجماعة الإرهابية حالة من التخبط الداخلي الشديد، خلال الآونة الأخيرة، وسط حالة من الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة بالتخوين والتشكيك في الذمم.

ولا تزال جبهة لندن التي يقودها القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إبراهيم منير، تسيطر على مقاليد الأمور لتمتعها بنفوذ دولي واسع.

بينما تسعى الجبهة الأخرى التي يرعاها الأمين العام السابق للإخوان محمود حسين من أنقرة للقضاء على الأولى بضربة قاصمة ولإقصاء منير عن منصبه، مستمداً قوته من الغطاء المالي الذي يتمتع به كونه أحد أهم رؤوس الحربة المسيطرين على مقاليد الأمور المالية للتنظيم الدولي للإخوان.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية