رفعت مصر حالة التأهب الأمنية إلى الدرجة القصوى، قبل حلول أعياد الميلاد، وكثفت الانتشار الأمني في محيط الكنائس بكافة محافظات البلاد، لمواجهة التهديدات المحتملة خلال فترة احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد، ولطمأنة الأقباط، والجهات المعنية بشؤون المسيحيين في مصر.
وزارة الداخلية المصرية تحذّر من تسلل عناصر مسلحة من سيناء إلى باقي المحافظات
وحذرت "الداخلية المصرية"، على لسان وزيرها، اللواء مجدي عبد الغفار، من تسلل عناصر مسلحة من سيناء إلى باقي المحافظات، ورفعت الحالة الأمنية إلى الدرجة القصوى خلال أعياد الميلاد، وفق ما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية.
وشدّد عبد الغفار، في اجتماع موسَّع لجميع رؤساء القطاعات الأمنية بالبلاد، أمس الأحد، على الحضور الأمني بالشوارع والميادين، لتأمين أماكن الاحتفالات والمنشآت المهمة، ونشر الدوريات الأمنية في كافة الطرق والمحاور، وتكثيف التواجد بمحيط دور العبادة المسيحية، وتمشيطها بشكل متواصل.
الإجراءات الأمنية المشددة حول الكنائس تهدف إلى مواجهة التهديدات المحتملة وطمأنة الأقباط
وتتزامن تصريحات وزير الداخلية مع تنامي الشعور بالخوف عند الأقباط، مع اقتراب احتفالات أعياد الميلاد، التي تبدأ أواخر الشهر الجاري، وتستمر حتى 7 كانون الثاني (يناير) المقبل، خشية وقوع أحداث دموية، مثلما جرى العام الماضي جراء استهداف بعض الكنائس.
وقررت وزارة الداخلية، وضع حواجز حديدية أمام الكنائس، تبعد عن أبوابها الرئيسة مسافة لا تقل عن 20 متراً، ولا تزيد عن 100 متر، وعدم السماح للسيارات بالاقتراب من جدران أية كنيسة، خوفاً من أن تكون محملة بمواد متفجرة، والاستعانة بشرطة نسائية لتفتيش السيدات، وتخصيص شخص من الكنيسة، يكون ملماً بجميع المترددين، مهمته الكشف عن أيّ شخص غريب.
وشهدت مصرعدة تفجيرات استهدفت كنائس، من أهمها: التفجير الذي استهدف الكنيسة البطرسية، الملاصقة للمقر الرئيس للكنيسة المصرية، شرقي القاهرة، في 11 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، وأودى التفجير، الذي تبناه تنظيم داعش، بحياة 29 شخصاً، وإصابة العشرات.
وفي 9 نيسان (أبريل) الماضي، قبيل عيد القيامة، جرى تفجير كنيستين في طنطا، شمال مصر، والإسكندرية على البحر المتوسط، ما أسفر عن وقوع العشرات من القتلى.
وتحتضن مصر نحو 2626 كنيسة؛ بينها 1326 كنيسة أرثوذكسية، و1100 بروتستانتية، و200 كاثوليكية، سوف يتم تأمينها من قِبل 40 لواء، يشكلون أعلى الرتب الأمنية في وزارة الداخلية، فضلاً عن 200 ألف عنصر أمن، بين ضابط، وأمين شرطة، ومجنّد.
ومعروف أنّ الأقباط، الفئة المدنية الأكثر استهدافاً من جانب التنظيمات الإرهابية في مصر، ويمثّل توجيه ضربات إليهم، وإلى كنائسهم، إحراجاً بالغاً لأجهزة الأمن.