مصالح إيران بارزة في الوساطة للتطبيع بين تركيا وسوريا

مصالح إيران بارزة في الوساطة للتطبيع بين تركيا وسوريا

مصالح إيران بارزة في الوساطة للتطبيع بين تركيا وسوريا


18/09/2023

أفاد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان الأحد، بأن إيران اقترحت على سوريا وتركيا خطة عمل بشأن انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، في أحدث مسعى إيراني لتأكيد حضورها في هذا الملف الذي سيطرت عليه روسيا طويلا.

وأوضح عبد اللهيان لصحيفة الوفاق الإيرانية أن بلاده اقترحت أن تتفق دمشق وأنقرة في الجلسة الرباعية المقبلة على تعهّد تركيا أولاً بإخراج قواتها العسكرية من سوريا.

وتسعى طهران من خلال هذه الوساطة أن تحظى بدور مباشر في رعاية مسار الحوار التركي السوري مثل روسيا. حيث تخشى أن تؤدي التفاهم والشراكة بين روسيا وتركيا إلى تهميش دورها في سوريا. وهي ترى الفرصة سانحة لتشغل الفراغ الذي يتركه انشغال روسيا في حربها مع أوكرانيا.

ورغم أن روسيا تتجنب إثارة مطلب الانسحاب التركي من سوريا علنا، إلا أن إيران لم تترد في طرحه. كما أنها تنظر إلى أي مصالحة بين أنقرة ودمشق من دون أن تحقق انسحابا تركيا من سوريا على أنه سيكرس الحضور التركي بدلا من تقليصه.

وقال وزير الخارجية الإيراني "اقتراحنا قضى كذلك بأن تتعهّد سوريا ثانياً بوضع قواتها على الحدود لمنع أي تعرّض للأراضي التركية".

ويلمح عبداللهيان في كلامه إلى قوات حزب العمال الكردستاني المصنف على لوائح الإرهاب في تركيا وتقول أنقرة أنه يستهدف تركيا بعمليات عدائية.
ويبدو أن الاقتراح الإيراني يتلخص في تعهد دمشق بإبعاد هذه القوات عن الحدود مع تركيا وضمان أمن الحدود وعدم تسلل أي من العسكريين الأكراد إلى الداخل التركي، خصوصا أن أنقرة أعلنت  أكثر من مرة عن رغبتها بشن عملية واسعة لإبعاد التنظيمات الكردية، عن الحدود الجنوبية للبلاد، تحقيقا لـ "الأمن القومي".
ويشترط الرئيس السوري بشار الأسد الانسحاب التركي من الأراضي السورية لاستكمال تطبيع العلاقات بين البلدين ولقاء نظيره التركي رجب أردوغان، الذي تحدث في وقت سابق عن احتمال إجراء لقاء مع الأسد، قائلا: "لسنا منغلقين على لقاء بشار الأسد، الباب مفتوح". وأضاف "الأمر كله يتعلق بالطريقة التي تتعامل سورية بها معنا، في سورية يريد الأسد أن تغادر تركيا شمال سورية. لا يمكن أن يحدث شيء كهذا لأننا نحارب الإرهاب هناك".
وهي النقطة الأساسية التي اعتمدت عليها طهران في اقتراحها للحل.

وقال عبد اللهيان إن بلاده اقترحت على دمشق وأنقرة أيضاً أن تكون كلّ من إيران وروسيا ضامنة للطرفين. ولفت أن أجهزة التجسس الأجنبية تسعى لإعادة الجماعات الإرهابية إلى شرقي الفرات وإدلب.

وتصدر تطبيع علاقات دمشق وأنقرة أول لقاء رسمي بين البلدين منذ عام 2011، بحضور وزيري خارجيتي روسيا وإيران في مايو الماضي. وأعلنت الخارجية الروسية في حينها أن الوزراء الذين اجتمعوا في موسكو كلفوا نوابهم بإعداد "خريطة طريق" لتعزيز العلاقات بين تركيا وسورية.

وجرى تقديم مقترح تطبيع العلاقات خلال لقاء جمع بين وزيري الخارجية التركي حينذاك مولود جاويش أوغلو ونظيره السوري فيصل المقداد، في أول لقاء من نوعه منذ نحو 12 عاما، بحضور وزيري خارجيتي روسيا سيرغي لافروف، وإيران حسين أمير عبداللهيان.

وعقد الاجتماع الرباعي لمعاوني وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا أكثر من مرة هذا العام في موسكو، لبحث تقريب وجهات النظر بين أنقرة ودمشق.

كذلك، استضافت روسيا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أول محادثات بين وزيري الدفاع التركي والسوري منذ اندلاع الحرب على سوريا في 2011، وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين الجارتين، وبحث خلالها المجتمعون سبل حلّ الأزمة السورية، ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب في سوريا.

وتطلب دمشق الحصول على ضمانات تركية بالانسحاب من أراضيها قبل أي لقاء سياسي يجمع الطرفين إلى طاولة مباحثات واحدة.

وقال وزير الخارجية الإيراني أن "السلطات السورية أكدت لنا أنها تتمتع بالجاهزية الكاملة للحفاظ على أمن الحدود السورية-التركية من داخل الأراضي السورية".

في المقابل أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اهتماما بالتطبيع مع نظيره السوري بشار الأسد من أجل مسألتين في غاية الأهمية بالنسبة لأنقرة، وهما مسألة اللاجئين السوريين، وقضية الأكراد، ورغم ذلك يرى محللون أن أردوغان غير مستعد لتقديم تنازلات جوهرية في المستقبل القريب، لاسيما بعد انتهاء الانتخابات التي فاز فيها ولم يعد بحاجة إلى حسم ملف اللاجئين بسرعة كما قبل الانتخابات.

وتطرق الوزير الإيراني إلى تقارير بشأن تصعيد أميركي في سورية لإغلاق حدود البوكمال، التي تعتبر من أبرز معاقل المليشيات الإيرانية شرقيّ سورية، في وجه إيران، قائلا "لقد طرحت هذه المسألة في وسائل الإعلام، وبعض وسائل الإعلام تحدثت عن أن أميركا تقوم بتصعيد عسكري لإغلاق حدود البوكمال، ولكن بالتحقيقات التي أجريناها تبين أنه لا توجد عمليات نقل على الأرض، ما يجعلنا نؤيد هذه الرؤية". غير أنه أكد في الوقت ذاته أن "الأميركيين يسعون لذلك منذ أمد بعيد".

وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن التطبيع مع تركيا، حمّل وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، تركيا والولايات المتحدة مسؤولية عدم عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وبحسب بيان للخارجية، أكد المقداد ترحيب سوريا بعودة جميع السوريين إلى وطنهم، وتقديم ما اعتبرها “تسهيلات لازمة” لذلك.

وأشار إلى أن ما يعيق هذه العودة هي العواقب الناجمة عن استمرار “الاحتلال التركي والأميركي”، لأجزاء من سوريا.

وخلال اتصال هاتفي بين المقداد، ونظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، ركز الجانبان على موضوع عودة اللاجئين السوريين، ووضع حد لما يعيق هذه العودة.

عن "ميدل إيست أونلاين"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية