مستقبل العلاقات الإماراتية التركية

مستقبل العلاقات الإماراتية التركية


13/02/2022

سالم حميد

تميزت الإمارات عبر تاريخها بعلاقات دبلوماسية متزنة مع دول العالم، كما أن سياساتها الخارجية كانت وما تزال تحظى باحترام وتقدير من دول العالَم قاطبةً. فمنذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، عملت الإمارات على خلق علاقات متينة مع الجميع، أساسها الاحترام المتبادل ومصلحة الشعوب.

وربما هنا يكمن الهدف الأسمى لتطوير العلاقات بين الإمارات ودول المنطقة، حيث إن مصلحة الشعوب هي المعيار الأهم، وعليه فإن العمل الدبلوماسي الإماراتي لا يهدأ لتوسيع العلاقات وتطويرها، وربما الحراك الذي شهدته الدبلوماسية الإماراتية في السنوات الأخيرة يعكس هذا التوجه والرغبة الأصيلة في العمل الجاد على تطوير العلاقات الثنائية مع دول عدة فاعلة في المنطقة لها دور أساسي، وكل ذلك من أجل مصلحة البلاد وفتح آفاق جديدة سواء على الصعيد الاقتصادي والعلمي والطبي والإنساني وغيره الكثير.

وتركيا من الدول الفاعلة في المنطقة والتي تميزت على الصعيد الاقتصادي والسياسي وحتى العسكري، فموقعها بين الشرق والغرب، بين آسيا وأوروبا، يجعلها تحظى بأهمية جغرافية كبيرة، إضافة إلى انفتاحها تجارياً على دول العالم وكونها طريق مهم لنقل الطاقة بين الشرق والغرب، وليس النفط والغاز فقط بل نقل البضائع لتكون ممراً تجارياً هاماً، فأكثر من 51% من صادراتها تذهب إلى أوروبا. وهي دولة مجاورة لدولتين عربيتين مهمتين هما العراق وسوريا القريبتين نسبياً من دول الخليج. كما أنها مطلة على البحر الأبيض المتوسط وعلى البحر الأسود.

أما عسكرياً فتركيا دولة مصنعة للأسلحة وعضو في حلف «الناتو»، وتجمعها شراكات مع دول عدة، وهي واحدة من أهم الدول المصنعة للطائرات المسيَّرة، كما أنها تصنع معظم أسلحتها من الصواريخ إلى المدرعات والذخائر وغيرها. العلاقات الإماراتية التركية تسير بخطى واثقة نحو التطوير، خاصة مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، والتي سترسخ لمرحلة جديدة بين البلدين، وقد سبقتها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتركيا بعد دعوة من قبل أردوغان، والتي تبعها تأسيس الإمارات صندوقاً بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، بهدف دعم اقتصادها، فيما وقَّع البنك المركزي التركي اتفاقاً لتبادل العملات مع مصرف الإمارات المركزي بواقع 18 مليار درهم.

وتسعى الإمارات لمضاعفة حجم التجارة مع تركيا وفتح أسواق جديدة تستفيد من قدرات سلاسل التوريد الخاصة بتركيا، وأيضاً قوة القطاع الصناعي التركي وتواجد القدرات اللوجستية والبشرية، ووجود أسواق جديدة محتملة، كل ذلك يعزز من أهمية التعاون مع تركيا ويحمل في طياته مصلحة لكلا البلدين وخدمة لشعوبهما. والإمارات، بكل جدارة، قوة إقليمية فاعلة وقادرة على العمل بهدف تقريب وجهات النظر وجمع دول العالم، بهدف فتح آفاق جديدة وعلاقات إيجابية مع دول لها باعها في المنطقة.

والمنتظر خلال السنوات المقبلة أن تحقق الإمارات نقلةً نوعيةً في المجال الاقتصادي، وهي تسعى نحو تحقيق مصالحها الاقتصادية عبر تعاون مثمر مع كل القوى الاقتصادية النشطة، سواءً تركيا أو غيرها، حيث إن الفرص الاقتصادية موجودة لكنها تحتاج إلى من يقدّرها ويعمل بشكل جاد على اقتناصها. وتركيا لها علاقات قوية مع دول في إفريقيا وغيرها من الاقتصادات الجديدة أو الناشئة، والتي تنتظر من يمد يد الاستثمار لها، والإمارات تتمتع بقدرات اقتصادية واستثمارية هائلة ولها باع طويل في المنطقة، فقد أثبتت قدرتها على أن تكون لاعباً اقتصاديا هاماً على مستوى العالم.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية