مع إصرار طهران على إنهاء تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقها بشأن آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في (3) مواقع غير معلنة كشرط لإتمام أيّ صفقة لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، بالتوازي مع تسريع وتيرة الأنشطة النووية وتخصيب اليورانيوم بنسب عالية، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني وصلت إلى "طريق مسدود".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بوريل إعرابه عن مخاوفه من أن تظل الأمور أمام "طريق مسدود" مع الوضع السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني وصلت إلى "طريق مسدود"
وعلى مدار العام ونصف الماضيين، قام بوريل بتنسيق الجهود سعياً لإحياء الاتفاق النووي مع إيران التي برزت مؤخراً كبديل لغاز ونفط روسيا لإنهاء اعتماد أوروبا على موسكو في تأمين احتياجاتها من الغاز والنفط.
تصريحات بوريل تأتي بعد أيام من بيان مشترك "غير ملزم" طرحته (4) دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأيده ثلثا أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من (35) دولة، للضغط على إيران لتقديم تفسير لسبب وجود آثار لليورانيوم في (3) مواقع غير معلنة.
البيان المشترك الذي قدّمته ألمانيا لمجلس محافظي الوكالة دعا إيران للتحرك وبشكل فوري للوفاء بالتزاماتها القانونية حول برنامجها النووي، وحث إيران كذلك على قبول عرض مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون تأخير، والتعاون والتواصل لتوضيح وحلّ القضايا العالقة.
ويحمل هذا البيان الأهمية نفسها لأيّ قرار رسمي يتخذه مجلس المحافظين، وهو أعلى جهة لصنع السياسات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويجتمع أكثر من مرة في كل عام، غير أنّه "مجرد إبداء رأي"، وفقاً لوكالة رويترز.
تصريحات بوريل تأتي بعد أيام من بيان يضغط على إيران لتقديم تفسير لسبب وجود آثار لليورانيوم في (3) مواقع غير معلنة
وفي حين تضغط إيران لإنهاء تحقيق الوكالة الذرية في إطار المفاوضات، تقول القوى الغربية إنّ قضية جزيئات اليورانيوم التي لم تُفسّر أصبحت عقبة في محادثات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى العالمية.
يشار إلى أنّ اجتماع مجلس المحافظين يتزامن مع تصاعد التشاؤم من احتمال عودة المفاوضات النووية التي انطلقت في نيسان (أبريل) العام الماضي2021 بفيينا، إلى مسارها المثمر، مطيحاً بأشهر من الجولات والصولات من المحادثات التي استمرت (16) شهراً بين طهران والغرب، ولم تنتهِ حتى اللحظة بإعلان الدخان الأبيض.
وكان الاتحاد الأوروبي قد قدّم في 8 آب (أغسطس) الماضي نصاً نهائياً للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق، وقد تسلم المنسق الأوروبي جوزيف بوريل الرد الإيراني الأول في منتصف الشهر الماضي، تلاه الرد الأمريكي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي لاحقاً رد طهران الثاني، ويضع المحادثات في مهب الريح.
وتحت عنوان "المحادثات النووية في خطر"، قالت صحيفة "بوليتكو" مطلع الشهر الجاري: إنّ الولايات المتحدة وصفت الرد الإيراني على مقترحات إعادة إحياء الاتفاق النووي بأنّه خطوة "إلى الوراء"، معتبرة أنّ رد فعل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي ربط بين أمن إسرائيل وإحياء الاتفاق النووي، "سلبي"، ممّا يجعل إحياء الاتفاق النووي "غير وشيك" بعد عام ونصف من المفاوضات.
وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح الذري. وبدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد تعليقها عدة أشهر.