مزاعم إبراهيم منير تعكس رغبة مستحيلة في المشاركة بالحوار الوطني

مزاعم إبراهيم منير تعكس رغبة مستحيلة في المشاركة بالحوار الوطني


31/07/2022

زعم إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، القائم بالأعمال، أول من أمس في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أنّ جماعة الإخوان المسلمين ستمتنع عن الدخول في صراع جديد على السلطة، على الرغم من أنّ الحركة ما تزال تتمتع "بشعبية واسعة"، بحسب ادعاءاته.

وبدا أنّ منير يستبعد تحدي السلطة من خلال صناديق الاقتراع، وهو أمر لا تستطيع الجماعة القيام به بشكل مباشر، بينما ما تزال محظورة في مصر، بوصفها منظمة إرهابية، ممّا يكشف طبيعة التصريحات، ومدى تمكّن الجانب الدعائي منها.

محاولة ساذجة للعودة إلى المشهد

إبراهيم منير زعم، في مقابلته مع "رويترز"، أنّ الجماعة ترفض "العنف تماماً وتعتبره خارج أيديولوجيا الإخوان المسلمين". واستطرد: "ليس فقط استخدام العنف والسلاح، ولكن الصراع على السلطة في مصر بأيّ شكل من الأشكال". وأضاف: "نرفض الصراع على السلطة، حتى لو بين الأحزاب السياسية، من خلال انتخابات تنظمها الدولة، هذا مرفوض تماماً من قبلنا".

وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث في العلوم السياسية: إنّ مزاعم إبراهيم منير ترتبط بالموقف التاريخي الصعب الذي تعيشه الجماعة، فهي تعاني انقساماً حاداً بين هياكلها، وأصبحت غير موجودة على ساحة العمل السياسي في مصر، واستبعدت تماماً من الحوار الوطني، وبشكل عام لم يعد لها وجود سوى داخل حواضنها الاجتماعية الهشة.

القصاص: منير يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، عبر محاولة الدخول في تهدئة مع النظام المصري

ونوّه القصاص إلى اعتراف إبراهيم منير نفسه بذلك؛ حيث قال إنّ جماعة الإخوان المسلمين قد نجت من الأوقات الصعبة من قبل، ولكنّها تعيش الآن أصعب فترة منذ تأسيسها منذ أكثر من (90) عاماً، وقال منير: "بالتأكيد هذه المرة أصعب من الأوقات السابقة، والمحن السابقة".

 ويرى الباحث المصري، في تصريحه لـ "حفريات"، أنّ القائم بالأعمال، الذي فصلته جبهة إسطنبول، يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، عبر محاولة الدخول في تهدئة مع النظام المصري، ربما يستطيع من خلالها إخراج القيادات من السجون والانخراط في الحوار الوطني، ليعود إلى المشهد محققاً بذلك عدة مكاسب؛ أبرزها الظهور بمظهر الممثل الوحيد للإخوان، والإطاحة بخصومه في تركيا، وإنقاذ الجماعة المحظورة من مصيرها المحتم.

 

عبد السلام القصاص: مزاعم إبراهيم منير ترتبط بالموقف التاريخي الصعب الذي تعيشه الجماعة، فهي تعاني انقساماً حاداً بين هياكلها وأصبحت غير موجودة على ساحة العمل السياسي في مصر

 

منير قال: إنّ الحوار السياسي ليس مبادرة جادة، ولا يمكن أن يحقق نتائج إذا استبعد جماعة الإخوان المسلمين، أو شخصيات أخرى منها. وأضاف: "الحوار مطلوب حقاً، لكن يجب أن يشمل الجميع". الأمر الذي يعكس، وفق القصاص، أهمية المشاركة لدى جبهة لندن، باعتبار ذلك هو المنفذ الوحيد للإبقاء على التنظيم، بوصفه جماعة سياسية.

سجناء الإخوان بين العفو والإدانة القضائية

في إشارة إلى سجناء الجماعة، استشهد إبراهيم منير ببعض التقديرات التي تُقدّر عددهم بحوالي (5 آلاف أو 6 آلاف)، وقال مسؤول في الإخوان في وقت لاحق: إنّ منير قصد أن يقول (50 ألفاً أو 60 ألفاً)، وأضاف منير أنّه تمّت مصادرة أموال العديد من السجناء.

وكان إبراهيم منير قد أقرّ أنّ جماعة الإخوان عانت من انقسام داخلي حول كيفية الاستجابة للأزمة، وكشف أنّه سيتم اختيار زعيم جديد "عندما يستقر الوضع"، في محاولة لامتصاص غضب قواعد التنظيم من حالة الصراع الداخلي، في ظل مطالبات بتنحية قيادات الجبهتين، واختيار قيادة محايدة.

 

إبراهيم منير أقرّ أنّ جماعة الإخوان عانت من انقسام داخلي حول كيفية الاستجابة للأزمة، وكشف أنّه سيتم اختيار زعيم جديد "عندما يستقر الوضع" في محاولة لامتصاص غضب قواعد التنظيم من حالة الصراع الداخلي

 

من جهة أخرى، ادّعى نائب المرشد أنّ الجماعة داخل مصر، التي تمددت على مدى عقود، بفضل شبكة المنظمات الخيرية، ما تزال تتمتع بتعاطف العديد من سكان البلاد، وهي ادعاءات مردود عليها بأنّ قطع الذراع الاقتصادية والخدمية للإخوان كان بمثابة كلمة النهاية لوجودها في الشارع المصري.

وتستبعد التيارات المشاركة في الحوار الوطني احتمالية تواجد الإخوان؛ بل وترفض الأغلبية وجود الجماعة، باعتبارها تياراً استخدم العنف واستعان بقوى الخارج، بالإضافة إلى تحميل جماعة الإخوان مسؤولية إفساد الحراك الثوري الذي انطلق في 25 كانون الثاني (يناير) 2011.

 ضياء رشوان: الحوار الوطني يمهد لمرحلة جديدة من حكم الرئيس السيسي، أصبحت ممكنة بفضل الاستقرار الأمني والسياسي

وكان ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني، قد أعرب عن أمله في المزيد من العفو الرئاسي عن السجناء السياسيين، لكنّه قال: إنّ المحتجزين على ذمة المحاكمة من اختصاص النيابة، ممّا يعني ضمنياً استبعاد قيادات الإخوان، وعناصر حسم الإرهابية. وقال رشوان لوكالة "رويترز": إنّه لا يستطيع الرد على طلب للحصول على مزيد من المعلومات.

ضياء رشوان كشف في المؤتمر الصحفي الأخير أنّ مقترحات الحوار التي ستغطي القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، سوف تُعرض على الرئيس عبد الفتاح السيسي لاختيار الأولويات، وأفاد مراقبون أنّ الحوار الوطني يمهد لمرحلة جديدة من حكم الرئيس السيسي، أصبحت ممكنة بفضل الاستقرار الأمني والسياسي.

طارق العوضي: إنّ جماعة الإخوان المحظورة والمتهمة باستخدام العنف ضد الدولة، لن تتمكن من الانضمام إلى الحوار، لكنّ لجنة العفو لن تستبعد أيّ أسماء على أسس أيديولوجية

بدوره، قال عمرو حمزاوي، النائب الليبرالي السابق، الذي عاد إلى القاهرة مؤخراً للمشاركة في الحوار: إنّه في ظل غياب البدائل، يمكن أن يكون الحوار "أداة رئيسية لخلق لحظة انفتاح". مضيفاً: "إنّ فكرة جلوسنا معاً في مكان واحد، والتعبير عن آراء مختلفة دون وصف أحدهم بالخائن، أو التشكيك في وطنيته أو التشكيك في دوافعه؛ سيكون هذا أمراً بالغ الأهمية". لكنّ حمزاوي أضاف أنّ الحوار من المرجح أن يكون عملية معقدة ومتقطعة، وأنّ إطلاق سراح سجناء الرأي ضروري لبناء الثقة.

جدير بالذكر أنّه تمّ الإفراج عن ما يقرب من (300) معتقل، مع حصول أكثر من (1074) اسماً على الموافقة المبدئية للإفراج، بحسب عضو لجنة العفو الرئاسي، طارق العوضي، الذي قال: إنّ جماعة الإخوان المحظورة، والمتهمة باستخدام العنف ضد الدولة، لن تتمكن من الانضمام إلى الحوار، لكنّ لجنة العفو لن تستبعد أيّ أسماء على أسس أيديولوجية.

وقال العوضي لوكالة "رويترز": "كل ما يمكننا فعله هو دراسة القضايا، ورفعها إلى رئاسة الجمهورية تحديداً، والتي بدورها تستطلع رأي الأجهزة الأمنية، ثم تتخذ قرارها النهائي".

مواضيع ذات صلة:

الإخوان وحالة التصدع الأيديولوجي.. قراءة في تصريحات إبراهيم منير

مرشد الإرهابية يعترف: نمر بأوقات عصيبة ولن نخوض صراعًا مجددًا مع السلطة

3 أكاذيب.. نائب مرشد الإخوان يناور والتاريخ يفضحه



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية