مذبحة الإخوان في بني وليد تعود إلى الواجهة.. ما الجديد؟

مذبحة الإخوان في بني وليد تعود إلى الواجهة.. ما الجديد؟

مذبحة الإخوان في بني وليد تعود إلى الواجهة.. ما الجديد؟


17/11/2022

يبدو أنّ الارتباك الحاصل في صفوف الأذرع الإخوانية في ليبيا، وما نتج عنه من انقسام، منح أهالي ضحايا التنظيم الفرصة؛ للمطالبة بحقوق ذويهم. وفي هذا السياق وبعد 10 أعوام على جريمة الحرب البشعة، التي اقترفتها ميليشيات الإخوان في مدينة بني وليد، غربي ليبيا، أصدر أهالي الضحايا بياناً، طالبوا فيه بضرورة التحرك؛ لمحاكمة المتورطين من جماعة الإخوان أمام محكمة العدل الدولية، وذلك بالتزامن مع وصول، كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى ليبيا.

بيان الضحايا انتقد المحاكم المحلية التي مكّنت المجرمين من الإفلات من العدالة، وطالب بفتح تحقيق دولي في الحادث، وتضامنت مؤسسات المجتمع الدولي مع أهالي الضحايا في بني وليد، مطالبة بالقصاص عبر تحقيق عادل، مع من أصدر ونفذ القرار رقم (٧) الشهير، في 25 أيلول (سبتمبر) 2012، واجتاحت بموجبه ميليشيات الإخوان مدينة بني وليد؛ بحجة البحث عن مطلوبين ممن ناصروا العقيد معمر القذافي، أثناء الحرب الأهلية ضد نظامه عام 2011.

رغبة الانتقام عند الإخوان

في أعقاب قتل الرئيس الليبي معمر القذافي، منح المؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي هيمن عليه الإخوان، لوزارتي الداخلية والدفاع، الإذن باستخدام القوة لاعتقال المشتبه بهم بقتل عمران شعبان، الرجل الذي يُنسب إليه القبض على القذافي، وبالفعل طوقت الميليشيات الإخوانية مدينة بني وليد، قبل أن تهاجمها من حدودها الشرقية مع مصراتة، بعد حصار محكم، حيث تُرك السكان دون طعام أو أدوية لأيام طويلة.

وبحسب منظمة العفو الدولية، فقد اعتقلت الميليشيات المسلحة، المئات من سكان المدينة، وقالت المنظمة إنّ الكثيرين احتجزوا دون توجيه تهم إليهم أو محاكمتهم، وتعرضوا للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة.

 تُرك السكان دون طعام أو أدوية لأيام طويلة

في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 2012، اشتبكت قوات من أهالي بني وليد مع القوات التابعة للإخوان في منطقة موردم، بعدها حشد الإخوان عدة آلاف من الميليشيات التابعة حول بني وليد، وتجدد القتال في 8 تشرين الأول (أكتوبر) في منطقة موردم، على بعد حوالي 30 كم جنوب أحد الخطوط الأمامية في بير دوفان، ما أسفر عن عدة إصابات، من بينهم 26 حالة لمرضى، تم إدخالهم إلى مستشفى بني وليد، يعانون من مجموعة من الأعراض، التي دفعت الأطباء المحليين إلى اتهام الميليشيات باستخدام الغاز.

بعد 10 أعوام على جريمة الحرب البشعة، التي اقترفتها ميليشيات الإخوان في مدينة بني وليد، غربي ليبيا، أصدر أهالي الضحايا بياناً، طالبوا فيه بضرورة التحرك؛ لمحاكمة المتورطين من الإخوان أمام محكمة العدل الدولية

وفي 16 تشرين الأول (أكتوبر)، أفادت أنباء عن مزيد من القتال من بني وليد، على ثلاث من الجبهات المحيطة بالبلدة، على عكس القتال السابق الذي كان محصوراً في منطقة موردم. كانت الكتائب الإخوانية المشاركة في القتال من مصراتة وميزدا وغريان، تحت إمرة يوسف منقوش، رئيس أركان القوات المسلحة، الذي اتخذ قراراً فردياً بالاجتياح، دون إذن القيادة السياسية، وجرى تفعيل قرار المؤتمر الوطني العام رقم 7، الذي يدعو إلى اعتقال المسؤولين عن مقتل عمران شعبان، والمشتبه في صلتهم بالنظام السابق، وشنّت المليشيات هجوماً واسع النطاق على البلدة ليلة 18 تشرين الأول (أكتوبر)، ما أدى لسقوط عشرات القتلى.

اجتياح المدينة

أعلن زعيم المؤتمر الوطني محمد المقريف في 19 تشرين الأول (أكتوبر)، أنّه لم يتم تحرير جميع مناطق ليبيا بالكامل، عشية الذكرى الأولى لاعتقال ومقتل معمر القذافي. وفي حديثه على شاشات التلفزيون الوطني، خصّ المقريف بني وليد، قائلاً إنّها أصبحت ملاذاً آمناً لعدد كبير ممن هم خارج القانون.

في 20 تشرين الأول (أكتوبر)، شنّت ميليشيات الإخوان في مصراتة هجوماً آخر على بني وليد، في محاولة للتوغل في وسط المدينة، فقُتل ما لا يقل عن أربعة من السكان، بينهم فتاة صغيرة بالإضافة إلى 23 جريحاً.

بيان الضحايا انتقد المحاكم المحلية التي مكّنت المجرمين من الإفلات من العدالة، وطالب بفتح تحقيق دولي في الحادث

وكان بعض المدنيين يغادرون بني وليد؛ بسبب القصف العشوائي من ميليشيا الإخوان، الذي أسفر عن مقتل مدنيين، مع نقص الطعام والشراب. قال رجال الميليشيات إنّ لديهم قائمة بالمطلوبين داخل بني وليد، وأنّ هناك بالإضافة إلى ذلك مئات المسلحين الآخرين، الذين يدافعون عن المدينة، أصبحوا هم أيضاً مطلوبين.

المذبحة

في اليوم التالي، استؤنف القصف من ميليشيات مصراتة على المدينة، وبحسب ما أفاد به عبد الكريم غميد، قائد المقاومة في بني وليد، استمر القتال خمسة أيام في ضواحي المدينة، واستمر القتال عند بوابات وادي دينار، على بعد 30 ميلاً من وسط المدينة، وسط سقوط عشرات القتلى من السكان.

في 20 تشرين الأول (أكتوبر)، شنّت ميليشيات الإخوان في مصراتة هجوماً آخر على بني وليد

بالتزامن مع ذلك، اقتحم حوالي 500 متظاهر مبنى البرلمان الليبي، للاحتجاج على الهجمات الإرهابية على بني وليد.

تواصل القتال في الأيام التالية، وسط مقاومة بطولية من أهالي المدينة، قبل أن يسيطر الإخوان على المطار والمستشفى، حيث دخلت الميليشيات إلى المدينة بالجرافات، وقامت بهدم المنازل. ومع الوقت سيطر مقاتلو ميليشيا لواء درع على وسط المدينة، بينما انسحب المدافعون إلى الوديان المجاورة.

وبحسب ما ورد في تقارير دولية رسمية، لم يُسمح للاجئين بالعودة إلى ديارهم، كما مُنع الصحفيون من دخول المدينة من قبل الميليشيات الإخوانية عند نقاط التفتيش على مشارف المدينة. وفي الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، تمكن مراسل وكالة "فرانس برس" من دخول البلدة، وأفاد بوجود أضرار جسيمة، خاصّة في المنطقة السكنية القريبة من الجامعة، حيث دمرت عدة مبانٍ في منطقة جويدة، وعدة مبانٍ عامة بنيران، ألقى مسعف محلي باللوم فيها على ميليشيات الإخوان المهاجمة من مصراتة، كما شهد المراسل ثلاث حوادث منفصلة لعمليات سطو قامت بها عناصر ميليشيات مصراتة.

مواضيع ذات صلة:

تأثيرات تجميد عائدات النفط على الانقسام السياسي في ليبيا

مسارات التوافق في ليبيا ورهانات القوى الدولية

الوضع العسكري والميداني في ليبيا.. حكومتان بلا دولة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية