
حذّر المخرج السوري عماد نجار من وجود مخطط لجماعة الإخوان الإرهابية في بلاده، يستهدف تهيئة الأرض لتولى الحكم، من خلال ترك الأوضاع تحت سيطرة جماعات فرض الأمر الواقع بقيادة ما تسمى "هيئة تحرير الشام"، ثم مع اشتعال الغضب الشعبي تجاه هذه الجماعات، تبدأ في دفع السوريين للمطالبة بتوليها الحكم، باعتبار أن "الرمد أفضل من العمى".
وأضاف نجار، في حوار مع صحيفة "الدستور"، أن جماعة الإخوان استفادت من وضع هذا المخطط بفشلها الذريع في مصر، عندما قررت القفز على الحكم مباشرة بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فكشفها المصريون على حقيقتها.
واعتبر نجار أن جماعات "الإسلام السياسى" هي الرحم الفكري والتنظيمي، الذي خرجت منه جميع الجماعات الإسلامية الإرهابية في العالم، لكن العلاقة بين المجموعتين معقّدة، لافتا إلى أن هذه الجماعات لم تكن بعيدة عن السلطة فى سوريا أصلًا.
وتابع: "جماعات الإسلام السياسي بشقه الشيعى أي حزب الله والفصائل الشيعية العراقية، ومن خلفها المرشد الإيرانى، كانت جزءًا أصيلًا من سلطة نظام الرئيس بشار الأسد، ليس فقط السلطة العسكرية، بل حتى الفكرية والإعلامية، أما جماعات الإسلام السياسي بالشق السنّي لم تكن خارج حسابات النظام أيضًا، فرغم عدائه الظاهري للإخوان، فإن نظام الأسد لم يتوان عن دعم منظمات جهادية منبثقة من صلب الإخوان مثل حماس، ومجموعات دينية أخرى تدّعى النأي بنفسها عن العمل السياسي لكنها كانت تتعاطى مع الشأن المجتمعي، وتحارب جميع الأصوات الوطنية الواعية".
عناصر داعش كأفراد موجودون ليس فقط كعناصر في جماعة الجولاني بل حتى فى "الجيش الوطني" الذي أسسته تركيا كجناح عسكري لـ"الإخوان"
المخرج السوري قال أيضا في الحوار، إن ما يحدث اليوم في سوريا حرفيًا، تطبيق الشريعة الإسلامية بنسختها القاعدية التي يتبناها الجولاني وجماعته، فالناس يُذبحون ذبحًا في الشوارع وأمام الملأ وعدسات الكاميرات، ويتم الاعتداء الممنهج على حقوق جميع المكونات الدينية والطائفية المخالفة للفكر القاعدي والإخواني، بحسب تعبيره، ولفت إلى أن وزير العدل فى حكومته المؤقتة هو بنفسه نفّذ أحكام إعدام بحق مواطنات سوريات اتهمن من جماعته بفعل "الزنا"، وهذا موثّق بالصوت والصورة.
كذلك اعتبر النجار أن داعش ليس غائبًا عن الساحة أصلًا، وأن داعش وجبهة النصرة توأمان متطابقان جينيًا، والجولاني شريك أبوبكر البغدادي في تأسيس داعش، وما انفصل التنظيمان لاحقًا سوى تنظيميًا ولغايات تكتيكية، مشيرا إلى أن عناصر داعش كأفراد موجودون، ليس فقط كعناصر في جماعة الجولاني، بل حتى فى "الجيش الوطني"، الذي أسسته تركيا كجناح عسكري لـ"الإخوان"، بعد أن جمّعته من بقايا مرتزقة المعارضة والذئاب الداعشية المنفردة، وتعده الآن لتسلم زمام الأمور عسكريًا، فى مرحلة "ما بعد الجولاني"، أي في مرحلة تسلم "الإخوان" وحلفائهم.