محمد بن زايد.. رئيس المستقبل

محمد بن زايد.. رئيس المستقبل


16/05/2022

عبدالله بن بجاد العتيبي

التاريخ يصنع أقدار البشر، ولكنّ الرجال يصنعون التاريخ، حين تجتمع لهم الرؤية الثاقبة والوعي المتقدم والقرار الشجاع، فيكون المنجز على مرأى التاريخ ومسمعه وحسب شهادة الزمن وسمو النتائج.
كدولة مستقرةٍ آمنةٍ، ودّعت دولة الإمارات العربية المتحدة رئيساً واستقبلت رئيساً، ودعت المغفور له الشيخ خليفة بن زايد واستقبلت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في نموذج خاص للحكم الرشيد نابع من بيئة الإمارات وعراقة تاريخها وقوة مبادئها ومنابت أخلاقها، وهو نموذج ليس مجلوباً من الشرق ولا مستورداً من الغرب بل هو ابن طبيعي لبيئته ومجتمعه.
عرفت دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ابناً باراً لزايد الخير وحاملاً لفكره وحامياً لإرثه، يرافق والده في مهمات الأمور ويتقلّد المسؤولية في الملمّات، يعرف الصغير والكبير من أبناء شعبه ويفني وقته متطلباً حاجات الناس ويشغل تفكيره في تلبيتها وتوفير العيش الكريم وسبل الراحة، لا كما يفعل التنفيذي، بل كما يفكر القائد صاحب الرؤية الذي لا يبتغي غير الأفضل لشعبه ودولته.
عرفت دول الخليج قياداتٍ وشعوباً الشيخ محمد بن زايد قائداً عسكرياً شارك في حرب «تحرير الكويت» 1990 وساعداً أيمن لزايد الخير في كل المهمات ثم رجل دولةٍ وقائداً سياسياً وولياً لعهد خليفة الخير يحمل عن كاهله ثقل المسؤولية والأمانة، لا يكلّ في بناء الرؤى والاستراتيجيات ولا يملّ في التنفيذ وتحقيق الغايات، وعرفوه صاحب قرارٍ، صادق لهجةٍ وماضي عزيمة.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد من فئة مؤسسي الدول الكبار، صنّاع التاريخ، وبناة المستقبل، يعرفه قادة العالم وملوك ورؤساء الدول العظمى بشكل شخصيٍ، وكتبوا عنه في مذكراتهم وتحدثوا عن أفكاره ومبادئه وتداولوا تصريحاته ونصائحه في تصريحاتٍ معلنةٍ وكتبٍ موثقةٍ ومواقف مؤرخةٍ تحكي رؤية ثاقبة في أوقات الضبابية وقراراتٍ شجاعةٍ في زمن الاضطرابات.
يعلم الجميع محلياً وإقليمياً ودولياً، أن كل منجزات دولة الإمارات العربية المتحدة وعلاقاتها ستتعزز تحت ظل حكم الشيخ محمد بن زايد، وأنها ستشهد طفراتٍ نوعيةٍ متميزةٍ تدفع بها إلى مستقبلٍ أبهى وغدٍ أزهى، ستسرّ الأصدقاء وتقلق الخصوم، وهذا قدر العظماء في التاريخ الذي يصنعهم ويصنعونه.
صانعو التاريخ وقادة الدول يقودون العالم بالأفكار والمبادئ والغايات التي تتجلى لهم بوضوحٍ وتكون نتيجة اكتناز مكثفٍ للمعارف والخبرات والمهارات وهي التي تمكنهم من صناعة الفارق الكبير بين ما «قبل» وما «بعد» في تاريخهم ودولهم وشعوبهم حيث يكون التاريخ برسم إعادة التشكيل والبناء فيتم خلق اللحظات التي تغير البشرية وتبقى طويلاً في المستقبل.
بعد وفاة الشيخ زايد، رحمه الله، تشتتت بعض دول المنطقة وتغيّرت سياساتٌ وبنيت استراتيجيات وتحالفاتٌ بين دولٍ وجماعاتٍ وتنظيماتٍ لها مشاريع كبرى واختار بعضهم التقلّب في حسابات المصالح وتوازنات القوى وكان الشيخ محمد بن زايد حاضراً وبقوةٍ وراهن على الدول العربية وشعوبها وراهن على «استقرار الدولة» وعلى «الاعتدال» ووقف مع السعودية، ورفض المغامرات غير المحسوبة وكانت لحظة فارقةً في التاريخ المعاصر كان لها ما بعدها.
الشيخ محمد بن زايد حريص على الإسلام ورفض أي تشويهٍ يتعرض له ومن هنا أطلق رؤاه العميقة عن «التسامح» و«التعايش» و«السلام» والتي لها العديد من المنتجات الحكومية والثقافية والإعلامية وبالمقابل فقد عرف أن التشويه الذي تعرض له الإسلام يجب أن تتم مواجهته فوقف بوعي وحزمٍ ضد «الكراهية» و«التكفير» و«الأصولية» و«الإرهاب» وقد قاد بوعيه المتقدم هذا المشهد برمّته.

عن "الاتحاد" الإماراتية

الصفحة الرئيسية